“قبائل مراد“ تضرب التحالف.. و“القبلي عبدالواحد“ يلتقي ضباطاً سعوديين سراً ويحتال على مقاتليه..“تقرير“..!

4٬374

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

المشهد الحقيقي الذي يعبر عن الشخصية اليمنية كما هي بدون أدلجة أو تهجين أيّاً كانت أساليبه أو مصادره، ويعبر عن هوية مواطني هذه البلاد كواحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض هو انضمام قبائل مراد بمحافظة مأرب – مشائخ وأعياناً ووجهاء وأفراداً- إلى قيادة صنعاء وقاتها التي تحمل على عاتقها مواجهة قوات التحالف والتشكيلات العسكرية المحلية التي أنشأتها بغرض القتال إلى جانبها لتسهِّل على نفسها تحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية في البلد الغني بثرواته وموقعه الاستراتيجي المهم..

وهو موقف يعبِّر عن أصالة أبناء مأرب، ويجسد الرمزية التاريخية لتلك المحافظة كأهم جزء من المنظومة التاريخية والحضارية اليمنية، والتي لم يسجل التاريخ عنها على امتداده الطويل سوى مآثر البطولات وقيم المروءة والنبل، وأنها لم تتنازل يوماً واحداً عن ذروة الحرية والسيادة المطلقة، وهو ما أكسبها مهابةً ومجداً بلغ صيتهما أقاصي الأرض..

وكما تعاملت اليمن عموماً ومحافظة مأرب على وجه الخصوص مع كل الطامعين في احتلال البلاد منذ ما قبل التاريخ؛ فقد وضع أبناء مأرب الأمور في نصابها، حيث اعتبروا تدخل التحالف العسكري في اليمن احتلالاً وانتهاكاً للسيادة اليمنية، مهما كانت شعاراته ومبرراته وأهدافه المعلنة، وكان وقع ذلك الأمر مؤلماً على التحالف الذي لم يقرأ التاريخ جيداً، ولم يكن أهلاً لكسب هذا البلد الجار الذي يشكل عمقاً أمنياً استراتيجياً له، حيث بنى خططه ووضع حساباته على أساس ما يمتلكه من المال والنفوذ المشترى بالمال أيضاً، ولم يحسب يوماً أن هناك أموراً لا يمكن شراؤها أو المساومة عليها حتى لو وضعت مقابلها كنوز الأرض.

زيارة قبائل مراد لصنعاء، واحتفاء العاصمة وقبائل المحافظة لهم بتلك الحفاوة والاعتزاز، والمشاهد التي بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين، لتلاحم اليمنيين وتوحدهم، واستعدادهم لبذل أرواحهم في مواجهة تدخل التحالف العسكري وتمدده في أرضهم، كسر عملياً ظهر التحالف، ووضعه في صورة واقع صعب لم تستوعبه مخيلته حتى اللحظة..

فقد انهارت أهم مخططاته وأحلامه بخسارته الرهان على تلك القبائل التي لا تساوي ثروات السعودية والإمارات ودول الخليج مجتمعةً ذرة واحدة من تراب أرضها، أو نسمة واحدة من نسائم الحرية في بلادهم، فالأصول لا تتبدل والمعادن النفيسة لا تفقد بريقها وإن بقيت قروناً مطمورة تحت الرمال.

وجد التحالف نفسه وحيداً في مأرب، بعد فشله في تدجين أبنائها كما صورت له يوماً تخمة الثراء التي يعانيها، وتتسبب في إعاقته عن التفكير بمنطق يحسب جيداً ما سيترتب على حماقاته قبل إقدامه عليها.

لم يعد لدى التحالف سوى الرضوخ لواقعه المؤلم في مأرب، حيث لم يتبقَ معه هناك سوى القليل من المشائخ الذين نبتت أجسادهم من أموال كشوفات اللجنة الخاصة، وهامت أرواحهم في أحلام الثراء وكسب المزيد من الأموال مقابل التفريط في السيادة، إذ أصبحت لا تعني لهم شيئاً، ولطالما ظنت دول التحالف، وتحديداً السعودية، أنها ستضم اليمن إلى حضيرتها عبر مشائخ اللجنة الخاصة الذين ظلت ترعاهم وتؤمل عليهم منذ عام 1962م وربما من قبله.

الأشد ألماً على التحالف، أن المشائخ الذين لا يزالون تحت تصرفه في محافظة مأرب، تحولوا الآن وفقاً لتغير المعادلات على الأرض، إلى قادة تلاحقهم اتهامات التحالف لهم بالفساد والابتزاز، لكنه مجبر على التعامل معهم كخيار وحيد، وتعرف السعودية بالذات أنهم في الأساس منحطون أخلاقياً ووطنياً، كونهم وقفوا إلى جانبها ضد سيادة ومصالح بلادهم مقابل ما تنفقه عليهم من الأموال.

وكانت أحدث مآسي التحالف مع من تبقى إلى جانبه في مأرب، ما ذكرته مصادر إخبارية متطابقة عن أبرز الساقطين في وحل التبعية للسعودية، والذي كان ذات يوم يمثل ثقلاً كبيراً في أوساط قبائل مراد، فقد تلقى عبدالواحد القبلي توجيهاً من قيادة التحالف، الأسبوع الماضي، بالتوجه مع قيادات وأفراد المجاميع المسلحة التي يغرر بها للقتال في صفوف التحالف، إلى منفذ الوديعة الحدودي لاجتماع طارئ..

ولأن القبلي أصبح يعرف ما تعنيه تلك الاجتماعات من إغداق الأموال والعطايا فقد حرص على أن يذهب خفيةً عن مجاميعه المسلحة وقادتها، فلم يبلغ أحداً خصوصاً مشائخ بني سيف بقبيلة مراد، بل اكتفى باصطحاب ذياب القبلي، أحد أبناء عمومته الغارقين في التبعية للتحالف، وحسب مصادر مطلعة فقد اجتمع القبلي مع ضباط سعوديين كبار وتسلّم مائة وخمسين مليون ريال سعودي، لتعويض الولاءات التي فقدها التحالف بعد انسحاب غالبية مشائخ وأبناء مراد..

ووفقاً للمصادر فقد وجّه القادة السعوديون عبدالواحد القبلي بتوزيع المبلغ المسلَّم له بواقع مائة ألف ريال سعودي لكل شيخ، وخمسمائة ألف ريال لقادة المجاميع المسلحة، ومليون ريال لكل قائد وحدة عسكرية، إضافة إلى مائة طقم عسكري للمشائخ وقادة المجاميع، إلا أن الشيخ عبدالواحد احتال على الجميع ووزع المبالغ بطريقة غير التي خصصت لها، معتمداً نظام الخصميات والتفضيل حسب رأيه الشخصي في من يستحق ومن لا يستحق..

مثيراً بذلك سخطاً وسط المجاميع المسلحة والمشائخ الذين لا يزالون يقاتلون في صف التحالف سعياً خلف تلك الأموال، وتؤكد المصادر أن هناك من يهدد برفع شكوى إلى قيادة التحالف للمطالبة بإلزام القبلي بالصرف حسب التوجيهات بدون أي استقطاعات، خصوصاً بعد معرفتهم بأنه ذهب سراً للاجتماع ولم يبلغ أحداً منهم..

ويرى مراقبون أنه لم يتبقَ في صفوف التحالف بمأرب سوى نموذج عبدالواحد القبلي، من حيث الابتزاز علناً للتحالف والاحتيال على المغرر بهم من المشائخ وأبناء القبائل، أو مجاميع تنظيمي داعش والقاعدة الذين جلبوهم إلى مأرب من داخل اليمن وخارجه.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com