أردوغان والمعارضة التركية.. سباق مع الزمن..!

3٬965

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يبدو أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها تركيا، بعد تدهور وضع الليرة التي خسرت ثلثي قيمتها أمام الدولار، والتضخم المنفلت، واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، دفعت الرئيس التركي رجب طيب ردوغان، الى اتخاذ مجموعة من الخطوات، في محاولة لإعادة شعبيته التي تآكلت وبشكل كبير.

من بين القرارات التي اتخذها اردوغان والتي فاجأت الكثير من المراقبين، كان إغلاق مكاتب جماعة الإخوان المسلمين من المعارضين للنظامين في مصر والامارات، وإغلاق قنوات إعلامية كانت تابعة لهم، بهدف التقارب مع الإمارات والسعودية ومصر.

كما اتخذ خطوة كبيرة للتقرب من الكيان الإسرائيلي، من خلال دعوته لرئيس هذا الكيان اسحاق هرتسوغ، لزيارة تركيا، والتي من المقرر ان تجري خلال الأيام المقبلة، بهدف تشجيع “إسرائيل” على جعل تركيا ممراً لخط الغاز الفلسطيني الذي يسرقه الكيان الإسرائيلي، وايصاله بعد ذلك إلى أوروبا.

يعتقد اردوغان ان التقرب من الكيان الإسرائيلي، والاستفادة من استثمارات دول مثل الامارات، ستجعله في وضع اقوى أمام المعارضة، التي تسعى لوضع نهاية لهيمنة حزب العدالة والتنمية على الحياة السياسة في تركيا، وهي هيمنة، وفقا للمعارضة، كانت السبب الأبرز في وصول الوضع في تركيا إلى هذه الحالة المزرية، والتي ادت الى ان تشهد البلاد تظاهرات بسبب سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية.

في المقابل يبدو أن المعارضة ادركت ما يخطط له اردوغان خلال الفترة التي تفصل تركيا عن موعد الإنتخابات النيابية والرئاسية، حيث سارع رؤساء الأحزاب المعارضة الستة، وهم كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، وميرال أقشنار، زعيمة حزب “إيي”، وأحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب المستقبل، وعلي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والنهضة، وتمل قره مولا أوغلو، زعيم حزب السعادة، وغولتكين أويصال، زعيم الحزب الديمقراطي، الى عقد اجتماع بعيداً عن وسائل الإعلام، حول طاولة مستديرة في قضاء “تشانقايا” بالعاصمة أنقرة، في خطوة هي الأولى من نوعها في التاريخ السياسي للبلاد.

وعقب القمة التي استغرقت لساعات، أصدرت الأحزاب الـ6 ، بياناً أكدت فيه توافقها على نظام الحكم البرلماني، واضعة خطوات الانتقال من النظام الرئاسي في حال تمكن المعارضة من الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في صيف العام 2023.

وجاء في البيان أيضاً: “تركيا تمر بأعمق أزمة سياسية واقتصادية في تاريخ الجمهورية، وكل يوم تزداد المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مما يظهر تأثيره بشكل واضح يوما بعد يوم، وأهم سبب في هذه الأزمات هو من دون شك نظام الحكم الرئاسي الذي يطبق بشكل مزاجي، وبدون أي اعتبار للقوانين”.

المعارضة التركية تدرك جيداً ان الأوضاع التي تعيشها تركيا مثل ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سعر صرف الليرة ، وزيادة التضخم، الذي أرهق المواطنين، جعل كفة الشارع تميل لهم، لذلك طالبت منذ أكثر من عام بإجراء انتخابات مبكرة، إلا انها تفتقد للأغلبية البرلمانية اللازمة لتحقيق ذلك. في المقابل ترفض الحكومة الذهاب لانتخابات مبكرة، وتسعى في الوقت نفسه لتحسين الوضع الاقتصادي.

يرى المراقبون للمشهد السياسي التركي، ان الخطوات التي قام بها اردوغان قبل الانتخابات، لتحسين صورته في الداخل التركي، لن تكون ذا تأثير، نظراً لشخصيته المتقلبة، والتي قد لا تجعل الامارات تضع كل بيضها في سلته، ونظراً للتاريخ المضطرب بين الامارات واردوغان، كما ان ” اسرائيل”، ليست بالحليف الذي يمكن الاعتماد عليه، نظراً لتاريخها المتقلب، حيث كانت ومازالت تلعب مع الشخصيات السياسة التركية، وتميل الى جانب اللاعب الاكثر تاثيرا، لاسيما لو كانت تربطة علاقات وثيقة بها، لذلك سيبقى اردوغان والمعارضة في سباق مع الزمن حتى موعد الانتخابات.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com