الرياض عاصمة “المخدرات“ و“الانحلال الأخلاقي“ في الشرق الاوسط..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يقال ان مهرجان “ميد بيست” أو ما يسمى “العاصفة الصوتية” (ساوند ستورم) الذي استمر على مدار 4 أيام وحضره مئات آلاف السعوديين لسماع حفلات موسيقية شهدت اختلاطاً بين الجنسين غير مسبوق في المملكة، ويقال ايضا ان السعودية تحولت إلى عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط في ظل الانقلاب على المجتمع المحافظ الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان.
حول هذين الموضوعين الاول “جر المجتمع السعودي لمنحدر الاستهتار الاخلاقي” كتبت الـ(بي بي سي عربي) انه سمح بالاختلاط بين الجنسين في الحفلات الموسيقية وهو الأمر الذي كان ممنوعاً من قبل في المملكة، والثاني “انتشار المخدرات” حيث تصدت مجلة (Foreign Policy) الأمريكية لموضوع انتشار المخدرات في السعودية (ارض المقدسات والحرمين الشريفين) وقالت انها تحولت الى عاصمة المخدرات في الشرق الاوسط.
أبرزت المجلة أن عمليات إرسال مخدرات “الكبتاغون” أصبحت شأنا عاديا داخل السعودية، وتحولت المملكة إلى سوق مربح لتجار المخدرات، مع تضاعف الطلب عليها، وتبرز المملكة كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة، وأن غالبية من يتعاطي المخدرات في السعودية هم في سن 12-22. و 40٪ من مدمني المخدرات السعوديين يستخدمون “الكبتاغون”.
هذا الأمر يذكرنا بإلقاء الشرطة اللبنانية القبض على الأمير السعودي عبدالمحسن بن وليد بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود هو ابن حفيد مؤسّس مملكة آل سعود، وابن أخ أمير حائل وعضو هيئة البيعة سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، ألقت الشرطة اللبنانية القبض عليه اثناء محاولته ركوب طائرته الخاصة في طريقه إلى السعودية، وكان برفقته 4 أشخاص، ومعهم 24 طردا و8 حقائب سفر كبيرة، تراوح وزن كل منها بين 40 كيلوجراما و60 كيلوجراما.
طرود الأمير السعودي ثُبِّتَت عليها ملصقات تعريفية تحمل عبارة “خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود”، ووضعت حبوب “الكبتاغون”، المضبوطة في 40 حقيبة على متن الطائرة التي كانت ستقلع إلى السعودية، في وقت وصفت فيه الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية هذه العملية بأنها “أكبر عملية تهريب يتم إحباطها في مطار بيروت الدولي”..
وأوضحت مصادر صحفية اعلامية لبنانية في حينه إن أمن مطار “رفيق الحريري” طلب تفتيش الطرود، بيد أن كبير مرافقي الأمير رفض قائلا “ألا ترى المكتوب عليها؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش”.
اصر الامن اللبناني على تفتيش الطرود، فكانت المفاجأة “نحو طنين من حبوب الكبتاجون في أكياس أفرغ منها الهواء، وحملت شعار موحّد لنوع خاص من هذه الحبوب المخدرة معروف باسم “زينيا”، وهو أجود الأنواع”، وفقاً لصحيفة السفير اللبنانية، فيما نقلت الأخبار اللبنانية عن المحققين قولهم إن قيمة الطرود تزيد عن 110 ملايين دولار، وقد اقر الأمير السعودي بتعاطي المخدرات ولم ينف قبل القبض عليه، ملكيته للطرود.
القصد من هذه المقدمة اثبات ان من يسميهم السعوديون وخصوصاً الوهابيون “ذوو” المنافع المشتركة مع حكام آل سعود بـ”اولي الأمر” هم الأساس الفعلي الضالع في ترويج المخدرات في المملكة وفي الدول المجاورة لها القريبة منها وحتى في عملية نشرها سياسيا بين عناصر الجماعات المسلحة، فقد ساعدت هذه المادة المخدرة على إستمرار الصراع في سوريا عبر ملايين الدولارات التي تجنيها الجماعات المسلحة منها، كما يستخدمها المسلحون كمحفز يشجعهم على خوض القتال ومواصلته.
لقد أصبح “حجم مشكلة المخدرات في المملكة خطيراً جداً، حيث كشفت السلطات السعودية عن ثلاث عمليات تهريب متتالية وسريعة، وصادرت أكثر من 34 مليون حبة في شهر واحد فقط”، حسب مجلة (Foreign Policy) الاميركية آنفة الذكر، مضيفة أن الطلب المتزايد على الكبتاغون في السعودية لم يقلل من الطلب على الحشيش والقات، حيث يأتي الحشيش عبر طرق متعددة من أفغانستان.
إن تعاطي المخدرات وخصوصاً حبوب “الكبتاغون” أصبح مصدر قلق بالنسبة للسعوديين، حيث أنه وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) فإنه بين عامي 2015 و 2019، كان أكثر من نصف جميع “الكبتاغون” الذي تم ضبطه في الشرق الأوسط في السعودية، وذلك يعني تعطيلا للمجتمع وتخديرا له ليكون مجتمعا نائما تمرر من فوق راسه السياسات المحلية والاقليمية والدولية دون وعي منهودون ان يحرك ساكنا.
أما ما يسمى بـ”موسم الرياض” الذي تتبناه المملكة كمهرجان ترفيهي يقام في العاصمة السعودية الرياض ويهدف تحويلها لواجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفقا لأهداف برنامج “جودة الحياة” أحد برامج “رؤية السعودية 2030″، وقد انطلق “الموسم” للمرة الأولى في 2019 واستقطب أكثر من 10 ملايين زائر، وانطلق موسمه الثاني في 20 أكتوبر 2021 بعد توقفه عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.
كتب موقع “BBC نيوز عربي” يوم الاربعاء خبراً حول ما يسمى بـ”موسم الرياض” تحت عنوان “المخاوف من التحرش تخيم على فعاليات الترفيه في السعودية”، جاء فيه وبينما يرى البعض أن الأحداث الترفيهية الجماعية لم تعد أمراً مستغرباً في المملكة، التي بدأت منذ نحو ثلاث سنوات تتبع سياسة انفتاح اجتماعي بعد عقود من المحافظة وحتى التشدد، ترافقت هذه الأحداث مع تقارير عن مضايقات- بعضها موثق بالفيديو، تعرضت لها نساء سعوديات وأجنبيات.
يقول مقربون من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه كثيرون بوصفه الحاكم الفعلي للمملكة، إن مثل هذه الحوادث تمثل ما يشبه آلام النمو التي تصيب الجسد، في بلد يشهد انتقالاً كبيراً من الوقوع تحت سلطة وإملاءات التفسيرات المحافظة بشدة للإسلام إلى التحول إلى مجتمع أكثر انفتاحاً-
وهو انتقال يتجلى بالنسبة للكثيرين في غياب عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين كانوا ينتشرون في كل مكان، ومن المقرر أن تتسارع وتيرة التغيير سعياً لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في رؤية 2030 التي أطلقها الأمير-
وهي خطة يزعمون من خلالها ان بامكانهم إحداث تحول من خلال تحويل الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط، مع إعادة تشكيل المجتمع بما ينسجم مع الانفتاح على قطاعات اقتصادية متنوعة من ضمنها السياحة والترفيه ويتناسب مع تطلعات الامير واحلامه الدائفئة… الوردية.
المصدر: العالم