هل تجري قطر عقد قران جديد بين السعودية وتركيا..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
الخبر:
أكدت صحيفة وول ستريت جورنال وجود مساع قطرية للوساطة بين ولي العد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
إعرابه:
– الخلاف العقائدي العميق بين تركيا الإخوانية والسعودية السلفية رغم أنه وفي نظرة أولى يبدو مانعاً في أن يكون حلقة وصل بين السعودية وتركيا لكن المعاملة التركية غير الودية الأخيرة مع زعماء الإخوان والتضييق عليهم من جانب والتقرب السعودي إلى قطر المتصفة بالإخوانية من جانب آخر إنما يعتبران شاهدها على تلك المساعي القطرية.
كما يمكن اعتباره مؤشراً على رغبة لدى الجانبين في التقارب الأكثر في العلاقات الثنائية. ففيما أبدى إردوغان مسبقا رغبة في ذلك لكن بن سلمان كان يتحاشى الأمر.
– الواقع الجديد بالمنطقة هو أنه مع تزايد جدية قرار الولايات المتحدة على مغادرة الشرق الأوسط، باتت تفكر دول المنطقة لملء الفراغ الذي يحدثه خروج الداعم السابق لها، أمريكا، وذلك من خلال عقد أحلاف وتكتلات جديدة. فقد تكون براغماتية أردوغان، إلى جانب قلق بن سلمان بشأن مستقبل خليفة والده، قوة دافعة رئيسية في هذا التقارب.
– فيما يتعلق بتحقق هذا التقارب السياسي، يجب على بن سلمان أن يضع جانباً امتعاضه من تركيا بشأن ملف اغتيال خاشقجي وأن يكف عن سياساته الإقليمية المتعارضة مع التوجه التركي، وفي المقابل أن تعهد تركيا بأن لن تضر بالسعودية أو بن سلمان من خلال تقربها إلى إلى أصدقاء وأعداء السعودية في المنطقة.
وهو أمر لا يبدو صعباً لكلا الطرفين. فتركيا استفادت من اغتيال خاشقجي خير الاستفادة، كما لم يحقق ابن سلمان مكاسب كثيرة أو مهمة في القضايا الإقليمية، لتكون مصدر قلق له.
– واقع السياسة السعودية في السنوات التي أعقبت وصول بن سلمان إلى الحكم يمكن تلخيصه في جملة واحدة.. وهي “الفشل في الرغبات”.. والمؤشر الرسمي والواضح لذلك هو تقليص الرياض لميزانيتها الدفاعية للعام القادم.
– يعتبر ابن سلمان نفسه خلال الظروف الجديد فاشلاً في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها، وفي نفس الوقت يرى نفسه متخلفاً عن الإمارات وحتى البحرين في ملف التطبيع، وأخيراً في ملف التقارب من مصر لا يرى نفسه منتفعاً بقدر تركيا، لذلك حاول وفي الدورة الـ42 لقمة مجلس التعاون، التي عقدت أمس في المملكة العربية السعودية، حاول كسب ود المصريين بحجة هذه القمة، والنقطة اللافتة في هذا الاجتماع هي أن بن سلمان دعا إلى “الوحدة” بدلاً من “التعاون” بين الأعضاء الحاليين والمستقبلين في هذا التكتل.
– مع وجود التركيبة غير المتجانسة لدول مجلس التعاون بالإضافة إلى مصر، والاختلافات العديدة وبالطبع المنافسة بين أعضاء المجلس، ليس من الواضح متى سوف يقترب أعضاء هذه المجموعة من بعضهم البعض.. لكن المؤكد أن هذه الدول محكوم عليها بغض الطرف عن بعض مطالبها السابقة لصالح العيش في الظروف والتطورات الجديدة.
وهذا هو السبب في أن البيان الختامي للاجتماع الأخير كان مليئاً بالرسائل المتناقضة. ومن هذه الرسائل إعادة التأكيد على مطالبة الإمارات بالسيادة على الجزر الإيرانية الثلاث، فيما لم ينفض طحنون بن زايد بعد عن ملابسه غبار زيارته إلى إيران..!
كما أن التركيز على موضوع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بينما بادرت الإمارات والبحرين إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، يبدو أن هذا التركيز أشبه بمزحة، و..
– وخلاصة القول أن نبأ الانسحاب الأميركي من المنطقة عرض أولويات بعض الدول – وخاصة حلفاء الولايات المتحدة- إلى هزة عنيفة، وعلى الرغم من أن هذه الدول حاولت وتحاول سلوك طريق السلام مع إسرائيل، إلا أنها في الواقع لا تثق بهذا الكيان وعلاقاتها المستقبلية معه.. ويكمن خوفهم الرئيسي والعام من إسرائيل تكون صداقتها غير موثوقة، وجاهزة للطعن من الخلف، صديق بمظهر لطيف لكن بذات ملؤءها العداء والكراهية.
المصدر: العالم