انهض واقتل أولاً: التاريخ السري لإغتيالات إسرائيل Rise and Kill First: The Secret History of Israel’s Targeted Assassinations هو كتاب صادر في 2018، كتبه رونن برگمن عن تاريخ الإغتيالات التي قامت بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
يقول مؤلفه أن عدد من اغتالتهم إسرائيل أكثر ممن اغتالهم أي بلد غربي منذ الحرب العالمية الثانية يسلط الكتاب الضوء على اغتيال مسئولين بريطانيين، أعضاء من حماس، حزب الله، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والعلماء النوويين الإيرانيين. لكتابة الكتاب، أجرى برگمن حوالي ألف مقابلة مع شخصيات سياسية وعملاء سريين ودرس آلاف الوثائق.يعود برگمن بالتاريخ ثماني سنوات قبل الاجتماع المذكور، فيقول إن رئيس الحكومة حينها أرييل شارون كان قد عين داگان رئيساً للموساد حتى يكون مسؤولاً عن ضرب مشروع إيران في الحصول على السلاح النووي، وهو المشروع الذي كان يعتبره الرجلان تهديداً وجودياً لإسرائيل. ويرى الكاتب أن داگان إختار الطريقة الاصعب ولكن الاكثر تأثيراً لتنفيذ المهمة الموكلة اليه. فقد كان يعتقد أن تحديد العلماء النوويين وعلماء الصواريخ الايرانيين وتحديد أمكنة إقامتهم وحركتهم ومن ثم قتلهم هي الطريقة الأفعل لضرب المشروع النووي الايراني. وقد حدد جهاز الموساد خمسة عشر عالماً وتمكنت من تصفية ستة منهم بعمليات أحادية، من خلال إستهدافهم الواحد تلو الآخر، عندما يكونون في طريقهم إلى عملهم، حيث يقوم سائق دراجة نارية بلصق عبوة ناسفة بسياراتهم قبل وقت قصير من التفجير. كما تم اغتيال قائد في الحرس الثوري الايراني كان مسؤولاً عن مشروع الصواريخ البالستية الايرانية بتفجير عبوة كبيرة في مكتبه حيث قتل مع سبعة عشر من رجاله.
يقول الكاتب إن هذه العمليات وأخرى مماثلة نفذها الموساد، والبعض منها بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، كانت ناجحة للغاية، لكنها لم تكن كافية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، اللذين بدءا يشعران أن الحاجة لهما بدأت تتراجع، فقررا أن هذه العمليات لم تعد فعالة في تأخير المشروع النووي الايراني وأن القصف الجوي العنيف والواسع للمنشآت النووية الايرانية من شأنه منع إيران من حيازة سلاح نووي. هذا الامر عارضه داگان بشدة لأنه كان على قناعة بأن اللجوء إلى خيار الحرب المفتوحة يتم فقط عندما “يصبح حد السيف على الحنجرة” أو كخيار أخير لا بديل له.
وينقل الكاتب عن داگان قوله “إن الاغتيال له تأثير كبير على المعنويات كما له تأثير فعلي مادي مباشر، فلا أعتقد أنه كان هناك العديد من الاشخاص الذين كان بإمكانهم الحلول مكان نابوليون او روزفلت او ونستون تشرشل، فالعامل الفردي يلعب دورا أساسياً، واذا كان صحيحاً القول ليسمن شخص لا يمكن إستبداله ولكن الفرق شاسع بين إستبدال شخص قوي وحيوي بشخص لا حياة في شخصيته”.
يبقى اللغز الكبير يتمثل في السؤال التالي: هل يمكننا دفن نظرية انهض وأقتل أولاً والتصدي لعقيدة الموساد الموجهة نحو تصفية النوابغ والعقول العربية والاسلامية