إقرار السعودية بفشلها في اليمن وإنكشاف حقيقة الدور الأمريكي في الحرب.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ عبدالله محيي الدين:
قرابة سبعة أعوام منذ بدء الحرب الذي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، دون أن تفضي العمليات العسكرية خلال هذا المدى الطويل فعلاً، إلى أي نتائج من شأنها أن تحتسب انتصاراً للملكة يوازي ولو جزءاً بسيطاً من هزائمها وخساراتها على كافة المستويات..
تلك هي الحقيقة التي تترسخ يوماً بعد آخر في أثناء تواصل فصول المغامرة غير المحسوبة العواقب التي أقحمت السعودية نفسها فيها، لتجد بعد سبع سنوات أن كل المخارج من هذا المأزق تقود إلى هاوية سحيقة.
تتفق الآراء السياسية، على أن السعودية كان لا بد لها من التفكير المسبق في خاتمة جيدة لفصول حربها العبثية في اليمن، وهو ما لم تفعله، بتأثير من وهم القوة بعد وقوفها على رأس تحالف دعت له ومولته، على إعتبار أن الأمر بات محسوماً سلفاً لصالحها، بل ذهبت أبعد من ذلك بافتراضها أن الحرب لن تتجاوز أياماً أو أسابيع على أقصى تقدير..
وقد أثبتت السنة الأولى للحرب مدى فداحة الخطأ الذي اقترفته السعودية بالاعتماد على تلك الفرضية التي كان ينبغي منذ ذلك الوقت إسقاطها من قائمة الحسابات والبحث عن استراتيجية أكثر منطقية تقود إلى مخرج يضمن أقل الخسائر.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مطلع الأسبوع الجاري في حديثه لقناة “فرانس 24” بأن الوضع في اليمن وصل إلى طريق مسدود عسكرياً وديبلوماسياً، لتؤكد المأزق الذي تجد نفسها السعودية فيه، وهي استفاقة متأخرة كثيراً، ورغم لا يزال في الإمكان تدارك ما فات..
إلا أن تصريحات الوزير السعودي ذهبت في الإتجاه العكسي، نحو مزيد من الحرب العبثية، حيث قال إن التقارير المنشورة حول انسحاب القوات السعودية من اليمن غير صحيحة، وهو ما يشير- بحسب مراقبين- إلى إصرار المملكة على المضي في مواصلة هذه الحرب التي تنذر معطياتها الأخيرة بمزيد من الخسائر للتحالف والأطراف المحلية الموالية له.
وإلى جانب ما كشفته تصريحات الوزير السعودي حول الحرب في اليمن من وصول للسعودية إلى مرحلة من التخبط وانعدام الرؤية للخروج من المأزق، فإن ما أكدته من ناحية أخرى هو عدم استعداد السعودية لوقف هذه الحرب والبحث عن مخرج آمن بعد هذه التصريحات التي اعتبرها سياسيون اعترافاً صريحاً بالفشل..
مرجعين ذلك الإحجام عن بحث حلول لوقف الحرب من قبل المملكة، إلى عدم امتلاكها أصلا لقرار وقف هذه الحرب، باعتبارها حربا بالوكالة، والمتحكم الفعلي فيها هي قوى دولية تقف في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تم إعلان الحرب من عاصمتها أواخر مارس 2015.
YNP