هل إستطاعت الثورة السودانية أن تحدث تغييراً جذرياً..!
أبين اليوم – متابعات
يرى إعلاميون سودانيون أن الشارع السياسي السوداني يشهد انقساماً كبيراً حيث الإحتفال بذكرى إنتصار ثورة ديسمبر مختلفة تماماً عن الأعوام الماضية بإعتبار القوة السياسية الرئيسية والحاضنة للحكومة الإنتقالية منقسمة.
ويوضح إعلاميون سودانيون أن هذا الموضوع انعكس على مطالب رفعت في الشارع هذه الأيام التي تطالب بإسقاط الحكومة برمتها كما أن تيار آخر يطالب بتصحيح مسار الثورة وإجراء إصلاحات في الحكومة الإنتقالية ويقر بأن هذه الحكومة حققت بعض النجاحات لكن فشلت في معالجة قضايا جذرية مثل المعيشة والإقتصاد وكثير من ملفات التي كانت موضوعة في طاولة التفاوض لفترة طويلة.
ويؤكد إعلاميون سودانيون أن خطوة التطبيع مع كيان الإحتلال التي اتخذها المجلس العسكري كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث رفضت معظم القوى السياسية السودانية هذه الخطوة واعتبرت ربط التطبيع برفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب يمثل ابتزازا غير مقبول حيث الإحتلال لا يقدم للسودان ما لم يقدمه للدول الآخرى في المحيط العربي والأفريقي.
ويشير إعلاميون سودانيون الى بطئ في تنفيذ الوثيقة الدستورية التي تم توقيعها قبل عام بين قوى الحرية والتغيير ومجلس العسكري حيث تتضمن قضايا كثيرة مثل ملف العدالة وملف الاصلاح الإقتصادي ومحاكمات رموز النظام السابق..
مضيفاً بأن هذا الموضوع جعل قوة رئيسية سودانية مثل الحزب الشيوعي تغادر قطار الحرية والتغيير وحزب الأمة القومي جمد نشاطه حيث ادت هذه الإنقسامات الى حالة من السيولة السياسية التي يشهدها الشارع السوداني.
من جانب آخر يقول كتاب صحفيون أن الذي يحدث في السودان هو حالة من الاستقطاب الحاد بين مكونات مختلفة لكن غالبية الحراك تدعو الى تغيير جوهري في قلب النظام حيث الشعارات التي رفعت كانت تطالب باجراء اصلاحات جوهرية في شكل الحكومة وتنفيذ مطالب الثورة السودانية.
ويلفت كتاب صحفيون الى أن الثورة السودانية عبرت عن الأكاذيب والمغالطات وترويج لبعض الأجسام التي لم تكن لها باع كبير في تاريخ الثورة بخلاف أنها خرجت الى المشهد في قفلة من الزمان وفي سياق من جماهير الشعب السوداني التي لا يمكن ان نعيب عليها بانها خدعت من قبل شعارات رفعت من قبل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين الذي خرج من رحم الحراك الثوري بعد بروز الحراك الشعبي على صعيد الأرض.
ويضيف كتاب صحفيون أن هناك كذبة كبيرة تاريخية فرضت بإفتراض من قبل الذين يدعون الثورة بشكلها السياسي لكن القاعدة الشعبية التي لا تزال قاعدة متماسكة هي التي تدع الى التغيير وترفع شعارات موضوعية.
ويقول باحثون سياسيون أن الثورة السودانية حققت ما حققته باقي الثورات العربية حيث تمنى السودانيون بعد اسقاط الحكومة التي حكمتهم 30 سنة بمحاسبة واسترداد الاموال المنهوبة.
ويؤكد باحثون سياسيون أن الثورة السودانية حققت تغييرات، لكنها لم تكن تغييرات جذرية كما أن السودان تراجع كثيراً على مستوى الموقف العربي عندما ذهب نحو تطبيع العلاقات مع كيان الإحتلال الإسرائيلي.
ويؤكد باحثون سياسيون أن ما يحصل في السودان يشبه ما يحصل بلبنان من حيث تغيير الحكومة فلا يلمس المواطن، اي تحسين في المعيشة والإقتصاد.
ما رأيكم:
- ماذا تعني المطالبة مجدداً بالعدالة والمحاسبة وتعزيز مدنية السلطة الإنتقالية؟
- هل تبدو الدعوة اليوم لاستقالة كل السلطة أمراً واقعياً في هذا التوقيت؟
- ما الذي حصده السودانيون من رفع إسم بلدهم عن لائحة الإرهاب مقابل التطبيع؟
المصدر: العالم