توقيع إتفاقية لفصل شبوة عن مأرب نفطياً.. إتفاق أم توديع.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
ابرم تحالف الحرب على اليمن إتفاق جديد مع شركتين أجنبيتان للبدء بفصل نفط شبوة عن مأرب، فهل الخطوة ضمن ترتيبات لاتفاق سلام أم في إطار الترتيب لمرحلة ما بعد مأرب التي تدنو من السقوط بيد “الحوثيين”؟
وفق لمصادر في وزارة نفط هادي فإن الاتفاقية تقضي بتخويل شركة نمساوية وأخرى صينية بمد أنبوب من حقول النفط في شبوة إلى الأنبوب الروسي الذي ينقل عبره جزء من نفط شبوة إلى ميناء التصدير في رضوم بعد أن ظل لسنوات يصدر عبر ميناء رأس عيسى في الحديدة، الخاضعة حالياً لسلطة قوات صنعاء، في حين سيتم نقل نفط شبوة إلى مصافي عدن للتكرير بدلاً عن مصافي مأرب، الخاضعة لسلطة “الاخوان..
هذه الخطوة الهادفة لعزل شبوة عن محيطها الشمالي، بعد عقود من الارتباط، تأتي في وقت تعيش فيه مناطق النفط جنوب وشرق اليمن مخاض عسير مع سيطرة قوات صنعاء على أجزاء منها وسط مخاوف من السيطرة على البقية واحتدام الصراع بين فرقاء “الشرعية” بشأن عائداتها، وهي من الناحية النظرية تشير إلى أنها ضمن مخطط التحالف الهادف لتقسيم اليمن “شمالاً وجنوباً” وبما يبقي الهلال النفطي الخاضع لسيطرته تحت قبضة دوله التواقة لالتهام موارد البلد الفقير..
لكن من الناحية الواقعية فإن هذه الخطوة تشير إلى أبعاد عدة، أبرزها من الناحية الميدانية حيث تشير إلى توصل التحالف إلى قناعة بقرب سقوط مدينة مأرب، آخر المعاقل التابعة لفصائله شمال اليمن، واستحالة الدفاع عنها في ظل رفض الإنتقالي الذهاب إلى هناك بدواعي غياب الحاضنة الشعبية لقواته شمالاً..
وثانيها محاولة لقطع الطريق على الإنتقالي الذي يبرر عادة بذهاب موارد النفط إلى جيوب “الاخوان” إضافة إلى إمكانية منحه اليسير بغية جره إلى ساحة المواجهة مع صنعاء خصوصاً في ظل الترتيبات لمحاولة إستعادة عسيلان النفطية والتي سيطرت عليها قوات صنعاء في وقت سابق..
أياً تكون الآمال التي يعلق عليها الانتقالي، الذي يحاول تسويق نفسه مجدداً كخادم مطيع في بلاط المملكة عبر مقابلات مع صحف سعودية، تكشف التحركات الأخيرة لدول التحالف بأن العملية برمته ضمن اتفاق سعودي- اماراتي لتقاسم موارد النفط والغاز في مناطق سيطرتهما جنوب وشرق اليمن..
خصوصاً اذا ما اقتربت الخطوات الجديدة مع عودة السعودية والامارات للحديث عن اتفاق الرياض والأنباء التي تتحدث عن انسحاب الإمارات من معسكر العلم في عتق بناء على تفاهم مع القوات السعودية ستبقى بموجبه في منشأة بلحاف المنتجة للغاز، وهي مؤشر على استفادة التحالف من استنزاف الاصلاح بمعارك مأرب الأخيرة واجباره على تسليم ما بحوزته من ثروات لصالح الرعاة الاقليمين، وقد يكون مستقبل الانتقالي مماثلاً في حال حاول عصيان الأوامر السعودية.
YNP