من الرمان لقرداحي.. لماذا تحارب “مملكة الخير“ لبنان..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
تصعيد خطير قامت به السعودية تجلى في احدث خطواته بطرد السفير اللبناني من الرياض واستدعاء سفيرها في بيروت للتشاور والتوعد باجراءات اخرى لتحقق ما وصفته بالاهداف.
السعودية تذرعت في قراراتها التصعيدية ضد لبنان، بتصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي التي اعتبر فيها ان الحرب على اليمن عبثية، وكان قد ادلى بها قبل تعيينه وزيراً. كذلك تذرعت بعدم تسليم لبنان مطلوبين للرياض واعتبرت ذلك مخالفاً لاتفاقية الرياض للتعاون القضائي،متهمة السلطات اللبنانية بتجاهل للحقائق واستمرارها في عدم إتخاذ الإجراءات التصحيحية حسب تعبير البيان الرسمي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان رسمي حكومي أن الرياض قررت وقف جميع الواردات من لبنان إلى السعودية، ومنع سفر السعوديين إلى بيروت.
القارئ للمشهد السياسي يدرك ان هذا المنحى التصاعدي لقضية قرداحي يثير العديد من علامات الاستفهام، وانه لا يشكل بحد ذاته سوى عارض جديد لأزمة أعمق بكثير مستعصية ومتشابكة. فموقف قرداحي ليس غريباً، ولا استثنائياً ولا فريداً من نوعه، لا في لبنان ولا في العالم، إذ سبق أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة العدوان السعودي على اليمن بأنه حرب عبثية.
وكان قد سبق هذا القرار التصعيدي عدة إجراءات قامت بها السعودية منها إدراج جمعية “القرض الحسن” المالية التابعة لحزب الله على قائمة التنظيمات الإرهابية، على الرغم انها من المؤسسات التي تساعد الشعب اللبناني في مواجهة الأزمة المعيشية والأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها البلاد في ظل الحصار الامريكي. وهو الأمر الذي استنكره حزب الله واصفاً إياه “عدواناً على لبنان” و”تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية”.
ومن ينسى أزمة الرمان بين السعودية ولبنان التي وقعت في أبريل الماضي حيث قررت السعودية إغلاق الحدود أمام المزروعات اللبنانية على خلفية ضبط شُحنة تهريب تحمل كميات كبيرة من حبوب الكابتغون مخبئة داخل اكواز الرمان حسب الزعم السعودي. في حين ان لبنان لا يمتلك الرمان ليصدره بل يستورده، وان الشاحنة كانت قادمة من خارج لبنان.
الهدف من الحملة السعودية على لبنان هو إستهداف المقاومة بشكل أساسي واستهداف معادلات القوة، فالسعودية التي فشلت في تفجير الساحة اللبنانية أكثر من مرة، كما يتهمها خصومها، يبدو أنها تحاول التعويض عن ذلك من خلال اختلاق مشكلة الوزير قرداحي، وإحراج رئيس الحكومة وأطراف أخرى تعدها حليفة، من أجل تفجير الحكومة اللبنانية، لإحداث فوضى تطيح الاستقرار، وتساهم، من جهة أخرى، في التغطية على مأزق حليفها سمير جعجع الذي توجه له اتهامات بانه يقف وراء مجزرة الطيونة.
كما ان السعودية تسعى من خلال قرارها، الى خنق لبنان كلياً، بهدف فرض اجندتها السياسية على اللبنانيين والمتناغمة مع الاجندة الامريكية الاسرائيلية، بعد ان فشلت جميع وسائلها الاخرى، والتي استخدمتها دون خطوط حمراء، في الفترة الاخيرة، لتركيع اللبنانيين ودفع لبنان الى رفع الراية البيضاء، امام التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي.
المصدر: العالم