الضغوط القصوى على لبنان.. إلى أين..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
تتواصل حملة الضغوط القصوى على لبنان من قبل قوى الاستكبار التي يبدو أنها فشلت في ثنيه، فلجأت، عبر السعودية هذه المرة، الى افتعال أزمة على خلفية مواقف سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي رفض فيها الحرب السعودية الإماراتية العدوانية على اليمن، قبل ان يتم توزيره في حكومة نجيب ميقاتي، حيث كان إعلامياً في حينها.
التاريخ عودنا أنه يعيد نفسه بين الحين والآخر، وعلينا أن نتعلم الدرس جيداً من المرة الأولى، لا أن نكرر نفس التجارب ونتوقع نتائج مختلفة في كل مرة.
في حزيران/ يونيو عام 2017 بدأت السعودية بحصار جارتها وشقيقتها في دول مجلس التعاون، قطر، بذرائع عدة، ولحقتها فوراً تابعتها البحرين، ومن ثم الإمارات ومصر، وفرضوا عليها حصاراً بحرياً وجوياً وارضياً، وشنو عليها حملة إعلامية مسعورة، وسحبوا السفراء، وفرضوا على قطر شروطاً وتنازلات يجب ان تنفذها قبل رفع هذه الإجراءات.
لكن قطر بموقفها الثابت وبمساعدة اصدقائها في المنطقة، استطاعت الصمود بوجه هذه المقاطعة، وعدم الرضوخ الى شروط الاذعان التي فرضتها دول المقاطعة بقيادة السعودية، بل على العكس من ذلك، تنازلت السعودية وتوابعها بعد سنوات وقلصت شروطها للحد الأدنى واخيرها اضطرت لإعادة العلاقات مع قطر في ليلة وضحاها.
واليوم في لبنان، وبعد أن عانى هذا البلد ما عاناه من أزمة سياسية واقتصادية ومالية ومجتمعية، ووقفت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الغنية بالنفط، وقفت متفرجة إزاء الأزمة المالية وأزمة الوقود الحادة التي مر بها لبنان، بالاضافة الى وضعها العصي بل الصخور في دواليب تشكيل الحكومة اللبنانية.. جاء تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي لمحاولة الخروج بلبنان الى بر الأمان.
لكن يبدو أن هذه الدول لم يرق لها هذا الأمر وتريد أن يواصل لبنان الغرق في وحل الأزمات هو وشعبه “العربي الشقيق”، فبدأت محاولات إشعال حرب أهلية عبر استهداف مكون بعينه، ومن ثم دخل على الخط حزب القوات اللبنانية برئاسة جعجع، أداة السعودية في لبنان، وارتكب مجزرة الطيونة لجر حزب الله الى حرب اهلية في البلاد، لكن الحزب وبحكمته لم ينجر الى هذه السياسات الصبيانية.
وبعد أن فشلت الأدوات، اضطرت السعودية الى الدخول بنفسها إلى الميدان، وبحثت عن ذريعة، ووجدت موقفاً ادلى به وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل توزيره، يصف فيه الحرب على اليمن بأنها عبثية وطالب بوقفها، علماً ان تصريحات قرداحي كانت قبل شهر من توليه المسؤولية، اي عندما كان إعلامياً فقط، وشنت عبر هذا التصريح حملة شعواء، لم تنته حتى اليوم بطرد السفير اللبناني من البلاد وسحب سفير المملكة من لبنان “للتشاور” وتبعتها بعد ذلك طفلتها البحرين، وسارت الكويت على خطى الرياض والمنامة وقررت الطلب من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعاء سفيرها في بيروت، كما قررت السعودية وقف كل الواردات اللبنانية.
وعلى خلفية هذه التطورات أكد الرئيس اللبناني ميشال عون الحرص على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية من خلال توقيع اتفاقات ثنائية.. من جهته أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إن الجهات الدولية طلبت من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عدم الاستقالة بعد الضغوط السعودية وبعض الاطراف اللبنانية بهذا الاتجاه .
محلياً عقدت خلية الأزمة الوزارية اللبنانية إجتماعاً بحضور نائب رئيس البعثة الأميركية في بيروت ريتشارد مايكلز لمناقشة الأزمة مع السعودية عقب طرد السفير اللبناني من الرياض.. على ان تعمل الخلية على تقريب وجهات النظر باعتبار أن الوزير قرداحي كان قد أدلى بتصريحاته حول الحرب على اليمن قبل توليه المنصب الوزاري.
داخلياً أيضاً دعا رؤساء حكومات سابقون الوزير قرداحي الى الإستقالة، معتبرين أن آراءه تشكل ضربة قاصمة لما وصفوها بالعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وهو موقف لا يخرج عن احتمالين، اما ان المطالبين بإستقالة قرداحي يبحثون عن فراغ في البلد.. أو انهم مرعوبون من بطش السعودية، كما حدث مع سعد الحريري عندما حجزته السعودية وباقي القصة معروفة للمتابع.
أما إقليمياً فقد دعا عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي الى مقاطعة المنتجات السعودية تضامناً مع لبنان وقال ان الأخير يتعرض لحملة ترهيب تقودها السعودية والإمارات.
كما تضامن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والدول العربية مع الوزير جورج قرداحي تحت عدة وسوم تصدرت قائمة ترند، من بينها #الكرامه_ما_بتستقيل، و#درب_يسد_ما_يرد، و#جورج_قرداحي، و#سليمان_فرنجيه.
المصدر: العالم