“أوراق باندورا“.. تحقيق إستقصائي يكشف تورط السعودية بدعم داعش في اليمن.. “وثيقة“..!
أبين اليوم – وكالات
كشفت وثائق جديدة من “أوراق باندورا”، أن أسلحة اشترتها السعودية من صربيا قبل سنوات، ظهرت بحوزة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في اليمن.
وتناول التقرير الذي نشرته شبكة “أريج” للتحقيقات الاستقصائية – إحدى الجهات المشاركة بنشر وثائق باندورا- الأسماء المشاركة في صفقة شراء الأسلحة مع صربيا.
وفي محاولة سعودية للتهرب من الفضيحة، يقول التحقيق إنه في الأول من أيلول/سبتمبر 2020، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً بإعفاء الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز من منصبه كقائد لقوات التحالف في اليمن، وإعفاء نجله عبد العزيز، نائب أمير منطقة الجوف، وتحويلهما للتحقيق بتهمة تعاملات ماليّة مشبوهة، بعد بلاغ مقدم ضدهما من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
كان من بين الأسماء الذين شملهم الأمر الملكي أربعة سعوديين في وزارة الدفاع السعوديّة، من بينهم محمد بن عبد الكريم الحسن ويوسف بن راكان بن هندي العتيبي.
ظهر اسم الحسن والعتيبي مع متعاقد أمريكي يدعى ويليام مايكل سومرينديكي، وآخر كندي من مواليد مدينة طرابلس في لبنان يدعى شادي شعراني ضمن وثائق مسربة.
تشير الوثائق إلى أن الحسن سجل كمدير لشركة Larkmont Holdings Limited في “جزر العذراء البريطانيّة” في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2016، أي بعد أقل من عام واحد من شن التحالف العربي “عاصفة الحزم” ضد جماعة “أنصار الله” في اليمن.
كان من أنشطة الشركة، شراء أسلحة من شركة “GIM” الصربية المملوكة لوالد وزير الدفاع الصربي نيبويسا ستيفانوفيتش، لكن مجموعة من تلك الأسلحة وصلت إلى يد تنظيم “داعش” في اليمن.
تشير الوثائق إلى أن الحسن عندما سجل كمدير لشركة Larkmont Holdings Limited سجل عنواناً له، اتضح عند التأكد منه، أنه عنوان شركة عسكريّة سعوديّة تدعى “ريناد الجزيرة Rinad Al Jazeera LLC”، ومقرها الرياض. تمّ إيقاف موقع الشركة خلال فترة العمل على التحقيق.
جاء في إحدى وثائق شركة “Larkmont Holdings Limited” الصادرة في الأول من آذار/مارس 2017، أنّ الحسن “مصرح له بتمثيل الشركة بجميع الطرق مع وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعوديّة”.
أعطى مايكل الصلاحيات لـ”الحسن” لتمثيل الشركة أمام وزارة الدفاع السعودية، بينما منح شعراني الصلاحيات لــ “مايكل”. وبين لعبة الصلاحيّات، كانت وفود من ضباط سعوديين ومتعاقدين أمريكيين ورومانيين وبلغاريين تتجهز لزيارة صربيا لمعاينة أسلحة في مصنع “كروسيك” الصربي.
لم يكن الحسن السعودي الوحيد الذي شمله قرار الملك السعودي بالتحقيق في شبهات فساد والتي وجدت “أريج” أنه أسس شركات “أوف شور” ارتبطت بعقود التسليح في حرب اليمن.
الاسم الثاني.. يوسف بن راكان بن هندي العتيبي، يدير شركة Milvards التي تشارك شركة Larkmont Holdings Limited في إدارتها، وتأسست في 23 حزيران/ يونيو 2017، أي بعد 6 أشهر من تأسيس Larkmont، ولا تظهر بيانات تسجيل الشركة من هو مالكها.
شراء الأسلحة كان عبر شركات وسيطة ومتعاقدين أمريكيين. من الجانب السعودي كانت شركة “لاركمونت” وشركة “ريناد الجزيرة”، ومن الطرف الصربي كانت شركة “GIM”.
زار الحسن وشعراني مصنع “كروسيك” الصربي في الثامن من أيار/مايو 2017 لمعاينة الأسلحة. وفي العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2018، زارت مجموعةٌ من المتعاقدين الأمريكيين مصنع “كروسيك” مع أربعة ضباط سعوديين.
الضابط السعودي محمد الحسن، بحسب الوثائق، مثّل شركة ريناد الجزيرة وكان مخولاً للتعامل مع وزارة الدفاع السعودية في كل التعاملات المالية والإدارية لشركة “لاركمونت”، وفيما بعد استغل الحسن هذه الصلاحيات المخولة له من طرف الشركة لتتوسط في صفقات الأسلحة من صربيا إلى السعودية.
صربيا والسعودية وتنظيم الدولة في اليمن:
وتظهر صور مأخوذة من ملفات فيديو نشرها تنظيم الدولة في محافظة البيضاء صوراً لأسلحة صربية كانت من ضمن الصفقات التي اشترتها وزارة الدفاع السعوديّة من مصنع “كروسيك” الصربي، وغير معروف كيف وصلت تلك الأسلحة إلى التنظيم.
الفوسفور الأبيض:
تكشف الوثائق أن وزارة الدفاع السعودية كلفت متعاقدين.. كما تشير الوثائق إلى أن عناوينهم في الإمارات العربية المتحدة، لكن جنسياتهم توزعت بين رومانيا، أمريكا، السعودية وبلغاريا، بشراء ونقل الأسلحة الصربية التي اشترتها.
كان من ضمن الصفقة، تسليم ما يزيد عن سبعة الآف قطعة عيار 82 ملم من قذائف الهاون M74 (الفوسفور الأبيض) من مصنع كروسيك الصربي موجهة للسعودية بقيمة تتجاوز 217 مليون دولار.
في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” ووسائل إعلام أخرى، فإن السعودية استخدمت الفوسفور الأبيض في عملياتها في اليمن، سواء ضد أهداف على الحدود قرب مدينة جيزان أو في العاصمة صنعاء.
تلك التقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة هي من زودت السعودية بالفوسفور الأبيض. وعليه ربما استعانت السعودية بصربيا لتزويدها بالفوسفور، تحسباً لانتقادات إعلاميّة تستهدف توريد الولايات المتحدة لأسلحة محرمة دولياً إلى السعوديّة.
تنسيق عابر للحدود:
تقول “أريج” إن دول صربيا وبلغاريا وأذربيجان، وتركيا، ساهمت في تسهيل عمليات نقل الأسلحة من صربيا جواً إلى السعودية.
وكان الدور الأكبر لشركة “سيلك واي إيرلاينز” الأذربيجانية، التي نقلت الأسلحة الصربية التي اشترتها وزارة الدفاع السعوديّة في رحلات يتمّ التخليص الجمركي فيها وفقاً للبروتوكول الدبلوماسي.
وثائق نقل الأسحلة:
وتضيف أنه “ما زالت مجموعة من الأسلحة التي ساهم في شرائها الحسن عبر الشركات التي يديرها، بالإضافة إلى ضباط سعوديين آخرين، تُستخدم من قبل تنظيم داعش في اليمن”.