إن بقي العراق عصياً على التطبيع لن يرتاح بن غوريون..!

4٬139

أبين اليوم – الأخبار الدولية 

في العام 1948م قال بن غوريون رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك لن ننعم باستقرار ولن تبقى (اسرائيل) إلا بتدمير ثلاث جيوش عربية ، مصر وسوريا والعراق.

اما مصر فحُيدت عن المشهد منذ اكثر من اربعين عاماً رغم القوى الحية التي لا زالت تستنهض نفسها في أرض الكنانة ، واما سوريا فكان الهدف من الحرب الكونية التي شنت عليها ان تغيب وان تندثر وان لا يبقى لها ذكر او ان تأتي خانعة قبل الجميع الى طاولة التطبيع الآثمة، لكن صمود الدولة السورية كان الصخرة التي تحطمت عليها آمال اصحاب نظرية (إسرائيل الصديقة)، واليوم عملية استهداف للعراق عبر مجموعات لا تمثل سوى قوى باعت نفسها للاستعمار وقررت عبادة الدولار وامتثلت لأمر الشيطان

مؤتمر أربيل المزعوم لا يمثل العراق وانما هو لحن نشاز في سيمفونية عراقية متجانسة تماماً تعزف لحناً يرفض التطبيع ويخون من يفكر به او يتحدث عنه، والدليل ما جاء على لسان العراقيين جميعاً سواء كانوا شيعة والذين عبرت عنهم المرجعيات برفضها المطلق لهذه الأصوات التي تريد للعراق ان يغوص في مستنقع التطبيع او ما جاء على لسان السيد مقتدى الصدر الذي اعلن موقفه بأن العراق سيبقى عصياً على التطبيع او ما جاء في تصريح لديوان الوقف السني العراقي الذي استنكر ما وصفها بدعوات التطبيع المشؤومة التي تريد انخراط العراق في المشروع الصهيوني، وحتى الرئاسة العراقية كان موقفها صارما برفضها مؤتمر أربيل واعتباره لا يمثل الموقف العراقي الرافض تماماً للتطبيع.

المكونات العراقية لم تختلف هذه المرة ولن تختلف عندما يكون العنوان فلسطين، والتاريخ الفلسطيني يقول ان الجنود العراقيين الذي يزور الفلسطينييون قبورهم في شمال الضفة الغربية والذين شاركوا في حرب العام 1948 لا احد من الفلسطينيين يعرف ان كانوا شيعة ام سنة ام اشوريين ولا احد يعرف ان كانوا عرباً ام كرداً ، ما يعرفه الفلسطينيون ان هؤلاء الجنود العراقيين جاءوا الى فلسطين محاربين يحملون الغيرة العراقية على فلسطين.

لماذا العراق؟

باختصار ودون مواربة لأن سقوط العراق يعني تحوله الى جدار عازل مانع بوجه ايران ، ولأن الحلم الإسرائيلي ان يغادر العراق معسكر المقاومة وينتقل الى معسكر المهرولين نحو العلاقات الاثمة مع الاحتلال.

لماذا العراق؟

لأن العراق يعني الثقل الجغرافي والسياسي والحضاري والتاريخي للعرب وغياب العراق وانغامسه في خطيئة التطبيع سيجعل العرب يسيرون في ظله الى مرحلة ما بعد القضية الفلسطينية.

فشلت خطتهم في العراق كان السياسييون والمثقفون والمرجعيات والبرلمان كل متيقظ لما يحاك لهذه الأمة بليل، لكنً هذا لا يعني انهم سيرحلون الى غير رجعة، كما جاؤوا هذه المرة من بوابة المندثرين وبعض المتأمركين سيعودون من بوابة اخرى في محاولة لابعاد العراق عن القضية المركزية، بذات الشعارات التي ترفع دوما.

ماذنبك ايها العراق كي تحارب لاجل قضية غير قضيتك ، ماذا تبغي ايها العراق من علاقة مع معسكر الممانعة والمقاومة اليس خير لك ان تكون في صفوف المتنعمين بالرخاء والدعة الامريكية؟

نعم هذه الأصوات ستسمع كثيراً في الايام والاشهر المقبلة ، لكن يجب ان يكون جلياً ان بقي العراق سداً منيعاً في وجوههم وظلت سوريا موحدة خلف قيادتها وجيشها فإن بن غوريون لن يرتاح في قبره وسيبقى الزوال هاجسا يلف فوق رؤوس قادة الاحتلال والذين باتوا يتحدثون علنا عن انهم غير واثقين ان كانوا سيحتفلون بالذكرى السنوية المئة لتاسيس كيانهم ام لا.

 

 

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com