أزمة الغواصات النووية.. “هل نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة“..!

4٬016

أبين اليوم – الأخبار الدولية

تصدرت الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا وحليفتيها التاريخيتين أمريكا وأستراليا منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان كانبيرا عن فسخها لعقد ضخم أبرمته في عام 2016 مع باريس لشراء غواصات بعشرات المليارات واستبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالطاقة النووية، بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي مع بريطانيا وأستراليا، الأمر الذي اعتبرته باريس بأنه يشكل “طعنة في الظهر” وأن الرئيس جو بايدن اتخذ “قراراً مفاجئاً” على طريقة “ترامب”.

وفي قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، قامت باريس باستدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور، بعد إعلان واشنطن عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي مع بريطانيا وأستراليا، وتراجع الأخيرة عن صفقة أبرمتها مع فرنسا لشراء غواصات مفضلة عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في بيان، إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ هذا القرار الاستثنائي بسبب خطورة الواقعة.

وأعتبر لودريان أنّ التخلّي عن مشروع الغوّاصات الفرنسيّة والإعلان عن شراكة جديدة يشكّلان سلوكا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء، وتؤثّر عواقبه على مفهوم تحالفات وشراكات الجانبين وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ لأوروبا، متهماً أستراليا بالطعن في الظهر، وواشنطن باتّباع نهج الرئيس السابق دونالد ترامب، معربا عن عدم قدرت فرنسا على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتّحاد الأوروبي.

وقبل قرار استدعاء السفيرين، أفاد مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه الخميس لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن السلطات الفرنسية ألغت حفل استقبال كان مقرراً الجمعة في واشنطن، حيث كان حفل الاستقبال سيقام في مقر إقامة السفير الفرنسي في واشنطن بمناسبة ذكرى معركة بحرية حاسمة في حرب الاستقلال الأمريكية توجت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 أيلول/سبتمبر عام 1781.

بدوره علق البيت الأبيض قائلاً أن الولايات المتحدة تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها من واشنطن فيليب إيتيان، وأضاف أن واشنطن ستواصل العمل في الأيام المقبلة مع باريس لحل الخلافات بين الدولتين.

وقالت المتحدثة بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي إيميلي هورن إن واشنطن على اتصال وثيق مع شركائها الفرنسيين بشأن قرار استدعاء السفير إلى باريس للتشاور، وأضافت هورن -في بيان- أن الولايات المتحدة تتفهم موقف فرنسا وستواصل الانخراط معها خلال الأيام القادمة لحل خلافاتهما، كما فعلا في قضايا أخرى على مدى تحالفهما الطويل.

فيما أعربت أستراليا، السبت، عن أسفها لقرار فرنسا، مؤكدة الرغبة في مواصلة العمل مع باريس بشأن قضايا أخرى، وأنها لا تشك في صعوبة معالجة مثل هذه القضايا، وقالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية ماريس باين، إن «أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا الذي تم اتخاذه بما يتفق مع مصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها».

الصين من جهتها نددت بالعقد الذي وصفته بـ “غير المسؤول” بين الولايات المتحدة وأستراليا، بشأن غواصات ذات دفع نووي، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إن “التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في مجال الغواصات النووية يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الاقليميين، ويكثّف سباق التسلح ويقوّض الجهود الدولية نحو عدم إنتشار الأسلحة النووية”.

كما علقت سفارة الصين في واشنطن على الاتفاق الأمني الجديد الذي أعلنته الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، مساء الأربعاء، بقولها إنه يتعين على الدول “التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي”.

وكانت أستراليا أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستلغي صفقة قيمتها 50 مليار دولار مع فرنسا لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلاً من ذلك ما لا يقل عن 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية، بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية بين لندن وواشنطن وكانبيرا.

“سيف الحجاج” كتب تغريدة على حسابه الخاص قال فيها “فرنسا تتهم بريطانيا بممارسة الخبث السياسي في صفقة القرن العسكرية لأن بريطانيا في نظر فرنسا هي من أوعزت إلى مستعمرتها أستراليا بالتخلي عن صفقة الغواصات وإستبدالها بالغواصات الأمريكية؛ لأن القادم سيكون أسوء على حلفاء أمريكا في المحيط الهندي وأستراليا هي من سيكون رأس حربة الحلفاء هناك”.

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com