أبطال سجن جلبوع.. تحررهم هز كيان الإحتلال وإعادة أسرهم يزلزله..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
في الأسبوع الماضي تمكن ستة أسرى فلسطينيون من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الاحتلالي في عملية بطولية اذهلت الكيان الإسرائيلي ومنظومته الأمنية، وهزته من الداخل وجعلته يرقص كالمذبوح.
فسجن جلبوع كان يسمى “الخزنة” داخل كيان الاحتلال لشدة وكثرة المنظومات الأمنية والحراسة داخله وحوله، ولذلك فسلطات الاحتلال كانت مطمئنة ومتأكدة ان هذا السجن لن يفكر أحد بالفرار منه اصلا، ولكن هؤلاء الابطال الستة كسروا هذه القاعدة وخرقوها، عبر نفق لم يفهم الاحتلال كيف تم حفره ولماذا لم يحسّ حراس الأمن عليهم ولم يشكوا بهم وما اذا كان هناك من تعاون معهم من الاسرائيليين او اخذ رشاوى منهم.
سلطات الاحتلال استنفرت كل قواتها الامنية والشرطية والاستخباراتية ورفعت مستوى التأهب الامني الى الدرجة القصوى، ونصبت حواجز امنية وتفتيش وشنت حملة مداهمات في القرى التي يتحدر منها الأسرى، بل وانها اقدمت على اعتقال اخوة بعض الاسرى والتحقيق معهم في محاولة للضغط على الاسرى لتسليم انفسهم او توتيرهم لدفعهم الى كشف اماكنهم.
وبعد 5 أيام من البحث والاستنفار والجنون اعلن كيان الاحتلال عن إعتقال اثنين منهم فجراً وقال ان اهالي بلدة الناصرة، وهم فلسطينيون عرب، هم من بلغ عنهما بعد ان جاءا لطلب الطعام من أحد البيوت، ليعلن بعد ساعات اعتقال اسيرين اثنين آخرين… وحاول الاحتلال التفاخر بأنه القى القبض على الاسرى “الفارين” حسب رواية الإعلام الاسرائيلي.
اعادة أسر المتحررين لم تكن عملية كبيرة واستخباراتية كما حاول الاحتلال تصويرها للتغطية على الزلزال الذي ضربه بتحررهم من سجنه، ولارضاء الشارع الاسرائيلي، بل ان اعتقالهما جاء بالصدفة حينما اتصل احد المارة بالشرطة بأنه رأى الأسيرين.
والحقيقة ان الاحتلال اراد تشويه صورة الفلسطينيين وايجاد الفرقة بينهم واحباط الأسرى وتثبيط روح الوطنية لدى الشعب، فالشخص المتصل، اتضح انه شرطي اسرائيلي وليس احد الاهالي كما روج الاحتلال، فالشعب الفلسطيني موقفه واضح من قضيته واسراها وخرج الى الشوارع تضامناً مع الأسرى ومحذراً من المساس بحياتهم او كرامتهم.
كما ان الفصائل الفلسطينية بكافة اطيافها اعلنت دعمها للأسرى بصورة عامة وللمتحررين الستة بصورة خاصة، وحملت الاحتلال مسؤولية الحفاظ على حياتهم، وهددت بحرب وانتقام في حال إقدام الاحتلال على جريمة بحقهم، وخرج الاهالي في قطاع غزة في مسيرات وفعاليات عى الحدود مع الاحتلال واطلق بالونات في الهواء تحمل صور الاسرى الستة.
الاسرى المتحررين ينتمي خمسة منهم الى حركة الجهاد الاسلامي، فيما ينتمي احدهم الى حركة فتح، واغلبهم محكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال.
وهنا يأتي إثبات الوحدة الفلسطينية والروح الوطنية لدى الفصائل التي تدافع عن حقها في الارض الفلسطينية ككل وعن الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه وانتماءاته وعن كل الاسرى بغض النظر عن الحركة التي ينتمون اليها.
فالناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أكد أن إعادة اعتقال بعض أبطال نفق الحرية لا يحجب العار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كاشفاً قرار قيادة القسام بأن صفقة تبادل أسرى قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال.
وبهذا أثبتت القسام التابعة لحركة حماس ان لا فرق لديها في الاسرى سواء كانوا من فتح او الجهاد وانهم كلهم فلسطينيون وينتمون لنفس الارض ويدافعون عن نفس القضية، وهو موقف ليس جديدا على فصائل المقاومة التي طالما وقف احدها للآخر في مواجهة العدو.
فيما ذكرت قناة “ريشت كان” العبرية، مساء السبت، أن هناك حالة تأهب قصوى في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، بسبب خشية حدوث تصعيد على جبهة غزة.
وبحسب القناة، فإن هناك استعدادات لسيناريوهات أكثر خطورة قد تنتقل من مواجهات شعبية على السياج وإطلاق بالونات حارقة، إلى تصعيد عسكري محتمل.
فيما تستعد القوات العسكرية بالضفة الغربية لاحتمال استمرار ما وصفت بـ”أعمال الشغب” ومحاولة تنفيذ هجمات ضد قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال ملاحقة الاسيرين المتبقين.
من جهة اخرى وجهت محكمة الاحتلال في الناصرة إتهامات للأسرى تتعلق بـ “الهروب من السجن”، وما وصفته المحكمة بـ”التآمر لارتكاب جريمة” والانتماء لـ”منظمة إرهابية”، والتخطيط لتنفيذ “عمل إرهابي”.. وقبل وصول الاسرى المعتقلين الى المحكمة في الناصرة، تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني أمام المحكمة، رافعين صور الأسرى ومرددين شعارات تشيد بهم.
في غضون ذلك دعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين الى الاضراب التجاري الشامل اليوم الأحد، وتكثيف كل أشكال المقاومة والتصدي بالتظاهر في كافة المواقع، والمواجهة الشاملة على نقاط التماس مع الاحتلال.
وفي بيان صدر عنها، قالت إن “إرادة شعبنا أقوى من صواريخ وسجون ودبابات وجيوش وآليات الاحتلال الغاشم، وفي ظل الهجمات الشرسة والمتتالية من قبل الاحتلال ومحاولته المستمرة لتفتيت أبناء وحدة شعبنا، وبث الفتن والسموم، لابد من إفشال هذه المخططات، وضرورة تكاتف شعبنا بفصائله ومدنه وقراه ومؤسساته، وعدم الالتفات إلى الشائعات والكلام المدسوس”.
وأضافت انه “يتوجب علينا أن نقف وقفة رجل واحد لنرسل رسالة للعالم أجمع أن أسرانا خط أحمر، وأنّ ما يقوم به الاحتلال من قمع وتشديد وتضييق عليهم في السجون بعد الضربة القوية التي وجهها الأبطال الستة بتحرير أنفسهم من أقوى السجون الاسرائيلية، هو جريمة كبرى لا يمكن السكوت عنها، وعلى كل حر وشريف إدراك خطورة هذه المرحلة”.
اذن فإن الاحتلال لن ينهي هذه القضية بمجرد اعتقال الابطال الستة، بل انه سيفتح على نفسه بابا بإعتقالهم ستهز كيانه الواهن من عدة جبهات قد تكلفه كثيرا، والايام حبلى بالاحداث.
المصدر: العالم