الأمن الغذائي في لبنان بخطر.. فهل من إستراتيجية لعدم حصوله..!

4٬132

أبين اليوم – الأخبار الدولية

منذ صدور تقرير منظمة الأغذية والزراعة في آذار الفائت والتي حذّرت فيه من إنعدام ​الأمن الغذائي في منبهة من سير​ لبنان ​نحو مزيد من الفقر والجوع، ماذا فعل المسؤولون وما هي التدابير التي اتخذت لتجنبه أو لعدم حصوله؟ هذا ان لم يكن قد حصل بالفعل؟ “الأمن الغذائي يعني “توافر الغذاء وقدرة الفرد على تأمينه” فكيف يؤمنه اللبناني الذي تآكلت قدرته الشرائية بنسبة 88%..!

لنبدأ من القمح الذي يمثل جزءاً أساسياً من الأمن الغذائي لمعظم الأسر اللبنانية:

1- من المعروف أنه في الوقت الراهن ليس لدينا اي مخزون استراتيجي منه، بعد ​انفجار مرفأ بيروت والأضرار التي أصابت الإهراءات، ألم تتكفّل دولة الكويت بإعادة بنائها؟ ماذا حصل؟ ألا يوجد مكان آخر يصلح لتخزين مخزون استراتيجي من القمح يقي لفترة من تقلبات ​الاسعار​ العالميّة؟! وماذا عن احتياطي ​المازوت​ غير الموجود، الذي يتسبب بفقدان وارتفاع سعر ربطة الخبز؟،

2- بالانتقال الى السلة الغذائيّة التي كانت مدعومة ولم يستفد منها سوى 20% من الناس الذين يحتاجونها، فيما الباقي ذهب الى التهريب والاحتكار؟ ما هو مصيرها بعد رفع الدعم علمًا أنها ليست موجودة وستبقى كذلك بعد ان يبدأ توزيع البطاقة التمويلية؟!.

شئنا أم أبينا لقد تغيّر نمط حياتنا جميعا، والأسر الأكثر فقراً والتي أصبح عددها 220 الف أسرة بحسب الدولية للمعلومات التي لا يزيد دخلها عن 1.2 مليون ليرة شهرياً. ولهذا السبب باتت هذه الأسر تقاطع اللحوم وحتى الدجاج وتستبدلها بالنشويات، منذ عام تقريبا. فما هي تبعات ذلك على الصحة؟.

وتقول الكاتبة في الشأن الاقتصادي كوثر حنبوري أن دولة الكويت التي بنت الاهراءات بالاساس سابقًا وتبرّعت بإعادة بنائها تبيّن أن اختلافات بالرأي برزت حول هذا الموضوع، فهناك من يفضل تركها للذكرى، والبعض الآخر يميل الى إعادة بنائها لأنها غير صالحة للتخزين بعد الانفجار؛ فيما انشغل الجميع في الفترة الماضية بتوزيع ما يصلح من محتوياتها وإتلاف الباقي..

وهنا اشتركت وزارات عدة مثل الزراعة والبيئة؛ وفي هذا الاطار كشفت مصادر عن وجود توجّه جدي لبناء أهراءات في الشمال بتمويل كويتي وبإشراف تنفيذي من مجلس الانماء والاعمار.

من جهة ثانية يلفت المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو “ان النمو في القطاع الزراعي هو الاكثر أهمية من حيث الخفض الفعال للفقر والجوع في بلدان الدخل المتوسط الى المتدني”، فأين نحن من ذلك، ما هي استراتيجيتنا الزراعيّة في هذا الخصوص؟! مع العلم ان لبنان يستورد 80% من غذائه، وانه حتى لو تضاعف انتاجه لن يغطي الفجوة للمساعدة على تقليص احتياجاته.

أما الأخصائية في التغذية والصحة الاجتماعية رنا ابو مراد فتشرح انه في حال وجود سوء تغذية، فأي نقص في تناول البروتينات واللحوم الموجودة كذلك في الحبوب والتي بدورها لم تعد متوافرة، تكمن خطورة الاصابة بأمراض على مستوى العقل والجهاز العصبي والقلب والكلى، بالاضافة الى فقر الدم وتأخر في النمو عند الاطفال والمراهقين..

حتى انه من الممكن حدوث خللٍ في الهرمونات عند المراهقين اذا لم يتوافر غذاء كامل ومتنوّع من كافة الفئات، وتتابع، ان الامراض يمكن ان نجدها في حال الوصول الى المجاعة التي لم نبلغها بعد، لكن يوجد فئات تعاني من الفقر المدقع، بمعنى انها لا تحصل على ابسط وجبات الطعام..

الأمر الذي يؤدي الى نقص في فيتامين د. والبوتاسيوم مما يؤثر على نمو العظام والقلب لأنّه اساسي جدا وحين ينقص يحصل الخلل، مع العلم ان المأكولات التي تصنّف اساسية للجسم هي، اللحوم الدجاج، السمك، الفول، الحمص، العدس، الفاصوليا، البيض، الحليب ومشتقاته من اللبن واللبنة وغيرهما..

وهذه الأصناف ستصبح حكراً على بعض العائلات القادرة على تأمينها بسبب اسعارها المرتفعة، من هنا ممكن حصول نقص في الكالسيوم ايضا في مشتقات الحليب حتى ان البعض لا يتمكن من شراء الخضار وهي جزء من المائدة اللبنانية ومصدر اساسي لبعض للحديد المتوافر فيها وغيابها يتسبب بفقر الدم..!

 

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com