منها أظافر الشيطان وحجر الشمس والفيروز .. أحجار العقيق اليماني المذهلة وفوائدها “صور”
ابين اليوم – ثقافة وفن
يحتل العقيق اليماني منذ القدم قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية، كما هو حال البن والعسل وغيرها من المنتجات، ويحظى بشهرة عالمية واسعة تجاوزت حدود جماليته وبريقه، وتغنى به الشعراء حتى قال أحدهم:
“كلّ خمرٍ علينا محرم غير خمر العقيق اليماني”
والعقيق هو نوع من أهم الأحجار الكريمة التي اشتهر بها اليمن وارتبط اسمه بها منذ قرون، وهو بالنسبة لليمنيين ثروة وتراث، يستخرجه حرفيون هواة من بطون الجبال بطريقة تقليدية باستخدام الأزمير في عمليات الحفر، وتبلغ قيمة الفص الواحد منه في بعض الأحيان أكثر من 500 دولار.
– تعريف حجر العقيق اليماني:
هو نوع من أنواع الكوارتز حيث أنه مركب من السيليكون، كما يعد من أهم أنواع الأحجار المرتبطة في اسمها باليمن، حيث اليمن تعد مشهورة بالعقيق وسمي عقيق لأنه يعيق الذهب. وهو أيضًا من الأشياء المهمة في العالم ويرجع ذلك إلى ألوانه المختلفة والأحجام المختلفة أيضًا وكذلك رسوماته وخصائصه الفنية، وهو من الأحجار الغير قابلة للخدش أو الجرح والأغلى سعر هو ما كان عليه اسم أو حرف.
– فوائد حجر العقيق اليماني:
- يزيد من نسبة التركيز والفهم عند الإنسان ويعطي الفصاحة وتشغيل العقل والفطنة وكذلك أيضًا ييسر الأمور وكذلك هو حجر مبارك ويقضي الحوائج وأيضًا حسن العاقبة.
- يعمل على تحفيز القدرات التحليلية ويعمل على تقوية البصر ويزيد من المواهب ويعمل على التطهير وهو يعتبر حرز من النفاق ويعمل على الفوز ويزيل الهم والغم وهو آمن في السفر.
- حيث أنه يخفف من الآلام الموجودة في الجسم فيعمل على الرخاء والراحة والهدوء وكما يزيد من النشاط الحيوي وكذلك أيضًا يعمل على توازن الجسم ويعمل على طرد الأحلام المزعجة.
– خصائص حجر العقيق اليماني والمعتقدات حوله:
أن حجر العقيق اليماني الخام يتميز ببريق لمعي شديد وأنه بعيد جدًا عن هشاشة البلورات فهو أقل هشاشة من البلور الصخري، وبه كمية الماء قليلة وسهل جدًا اختراقها. كما يعتقدون أيضًا أنه يساعد في الشعور بالاستقرار الداخلي، كما يعد من الأحجار الرائعة عندما نستخدمه في فترة الحمل أو الولادة، وكذلك يعتقدون أنه يساعد الشخص في أنه لا يتنازع على شيء لم يرغب به. كذلك يعتقدون أنه يساعد الأطفال في تعليمهم المشي وجعله لا يسقطون وكذلك لا يمرضون، كما يعتقدون أنه له السبب في استمرار العلاقة الزوجية بين الزوجين وحصول المودة والألفة والترابط بينهم.
– أشهر أنواع حجارة العقيق اليماني:
- العقيق الرماني الأحمر: يعتبر هذا النوع من أثمن أنواع العقيق اليماني؛ لأنه يحظى بأهمية كبيرة في منطقة الخليج العربي، والعراق، وإيران، حيث يعتبرونه حجراً يمنح البركة، ويمنع الحسد، ويتميّز هذا النوع من الحجارة بلونه الرماني المشابه للون الياقوت.
- العقيق المزهر: يعرف هذا الحجر بالعقيق المصور أيضاً، وذلك بسبب وجود ترسبات، وصور، وأسماء، ورسوم في داخله، ويأتي هذا الحجر في المرتبة الثانية بعد الحجر الرماني الأحمر من حيث الثمن، والأهمية.
- حجر الدم: سُمي بهذا الاسم بسبب الاعتقاد بأنّه يفيد في حبس الدم، ويتصف هذا الحجر بعدم شفافيته.
- حجر الجزع: هذا الحجر هو أوّل حجر تم اكتشافه في اليمن، ويتميّز بخطوطه، وشفافيته، وهو موجود باللونين الأبيض، والأسود.
- حجر الشمس: سُمّي بهذا الاسم نظراً لخاصية البريق التي يمتلكها، والتي جعلته لامعاً كالشمس، كما أنّه يتميز بقدرته على الاحتفاظ بالحرارة، فإذا ما تعرّض لأشعة الشمس خلال النهار فإنّه يظلّ محتفظاً بها طوال الليل، ويتصف هذا الحجر بأنّه شفاف يميل إلى اللون الأبيض، كما أنه مكور الشكل.
- حجر السجيل: يتميز هذا الحجر بلونه الذي يميل إلى الأبيض، وبشكله المكور، والصغير، ولمعانه البراق، ويستخدم هذا الحجر بشكل أساسي في صناعة الحلي.
- حجر النمر: يتكون هذا الحجر من ثلاثة ألوان وهي: الأسود، والأبيض، والرمادي، ويتميّز بلونه القاتم.
- حجر الفيروز: يتكون هذا الحجر من أربعة ألوان وهي: الرمادي، والأخضر، والأزرق، والأبيض، ويتميّز بأنّه شفاف، ويُعتقد أنّه من الحجارة التي تجلب السعادة لقلب حامله.
- حجر أظافر الشيطان: يتميّز هذا الحجر بلونه الرمادي، وشكله المكور، وسطحه المليء بالعروق التي تشبه النجوم.
– استخراجه وإنتاجه:
تستخرج خامات العقيق بطرق بدائية من داخل الصخور في مناطق جبلية ويجري عادة تتبع خامات العقيق في الصخور في مساحة لا تتجاوز عشرة أمتار وعمق قد يصل الى 8 أمتار تقريباً ويتم إخراجها على هيئة كتل مختلفة الأوزان لا يتجاوز وزن الخام من العقيق فيها الكيلو جرام .
حتى يصير العقيق معروضا بألوانه وأشكاله الجذابة تمر عملية إنتاجه – حسب عدد من الحرفيين – بعدة مراحل تبدأ بعد استخراجه من اشد الصخور صلابة برمله بالطين المعجون بالماء وإيداعه في فرن بدرجة حرارة معينة لفترة 24 ساعة وذلك ليتم تليينه حتى تسهل عملية تفصيله، بعد ذلك يلصق العقيق في كمية من “اللوك “وهي مادة من اللبان والرماد لإزالة الشوائب ثم يقطع بأدوات خاصة وبدقة فائقة الى فصوص مختلفة الاحجام والاشكال والالوان ومن ثم تبدأ مرحلة حك الفصوص على الحجارة الملساء المستوية على النار عدة مرات، تبدأ بعدها مرحلة إزالة النمش تليها مرحلة “التمليس” وصولاً الى المرحلة الأخيرة وهي “التنعيم” من خلال الصقل بالطباشير وهي المادة الأخيرة التي يجهز فيها العقيق قبل عرضه للبيع.
ويوجد حجر العقيق اليماني في أماكن متعددة في اليمن، ومن أشهر هذه الأماكن: آنس، وعنس في محافظة ذمار، وخولان في محافظة صنعاء، كما أنه موجود في مناطق أخرى من اليمن ولكن بكميات قليلة، وبجودة أقلّ.
– عوامل مهددة:
غير أن هذه الصناعة -وبحسب مختصين- صارت محاطة بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية المهددة لها، أهمها غياب الرعاية الرسمية الداعمة لعملية تطوير الإنتاج للمنافسة في السوق العالمية، إضافة إلى ظهور الغش في الأسواق المحلية مع تدفق أحجار العقيق الخام من خارج البلد.
– غياب التشجيع:
ويشكو أيضاً بعض الحرفيين من غياب السياسات الحكومية في تنمية وتشجيع هذه الحرفة. ويشير أحمد حسين، وهو أحد تجار العقيق،إلى أن بمقدور اليمن أن يغزو العالم بكميات كبيرة من العقيق كونه يمثل ثروة حقيقية قد تفوق النفط إذا ما أولت له الدولة الاهتمام.
وقال مستشار رئيس المختبرات للأحجار الكريمة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية اليمنية إن العقيق اليمني كانت له شهرة كبيرة لكن مع العولمة بدأ العالم عن طريق الشبكة الإلكترونية والشركات يصدر وينتج العقيق بطرق حديثة ومتطورة، وهذا قد يؤثر على المنتج المحلي في ظل عدم وجود منافسة يمنية قوية لهذه الشركات.