أمير عبداللهيان.. والمديات الإيرانية لمفاوضات فيينا النووية..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
وضع وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان خلال اتصالات هاتفية بنظرائه الالماني هايكو ماس، والفرنسي جان إيف لودريان، والنمساوي ألكسندر شالنبيرغ، حدوداً لمديات المفاوضات النووية التي من المقرر ان تستأنف في فيينا، بين ايران ومجموعة 4+1، من أجل اخراجها من دائرة المراوغة الامريكية والتسويف الأوروبي.
الامريكيون والأوروبيين كانوا يعتقدون، انهم نجحوا في تحويل عامل الزمن الى سلاح يرفعونه في وجه إيران، بعد إنسحاب امريكا من الاتفاق النووي والحظر الأحادي الجانب وغير القانوني، الذي فرضته امريكا بالتواطؤ مع اوروبا، على الشعب الايراني، فكانوا ينتظرون ان ترفع إيران الراية البيضاء، الا ان طهران ، تمكنت وبحكمة قيادتها وصبر شعبها، ان ترد ذات السلاح في وجه امريكا والغرب، عندما اقر مجلس الشورى الاسلامي قانون الحفظ على مصالح الشعب الايراني، والذي قلصت ايران بموجبه بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.
اذا كنا اليوم نسمع ان جهوداً تبذل من قبل الدول الغربية لاستئناف المفاوضات النووية مع ايران، او ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت، لم يتمكن من اقناع الرئيس الامريكي جو بايدن، بعدم العودة الى الاتفاق النووي، فسبب ذلك ليس لأن الغربيين وادارة بايدن، استشعروا الخطأ الذي ارتكبوه بالخروج من الاتفاق ، او انهم حريصون على الاتفاق النووي وعلى تنفيذه، بل لانهم ايقنوا ان السياسة الملتوية والمخادعة ، التي مارسوها مع إيران، لن تحقق ما خططوا له.
بعد التجربة المرة مع الاوروبيين، الذين تصرفوا وكأن ايران، هي التي خرجت من الاتفاق النووي وعليها ان تعود اليه، متجاهلين ان امريكا هي المسؤولة عن الوضع الحالي بسبب انسحابها غير القانوني من الاتفاق وفرضها إجراءات حظر قاسية على الشعب الإيراني..
وهي إجراءات ما كان بإمكان امريكا ان تتخذها دون تواطؤ اوروبي، لذلك وانطلاقا من مقولة “لا يعثر المؤمن بحجر مرتين”، رفض وزير الخارجية الايراني امير عبداللهيان في حديثه مع نظرائه الاوروبيين، سياسة التفاوض من أجل التفاوض، وشدد على ضرورة أن تؤدي المفاوضات إلى تحقيق مصالح الشعب الإيراني.
ايران أثبتت أنها مع مبدأ المفاوضات، لكن شريطة ان تؤدي هذه المفاوضات الى رفع الحظر المفروض عليها ظلماً، وضمان حقوق الشعب الايراني، لذلك ليس أمام الترويكا الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الا ان تضع حداً لسياسة التسويف، وتكف عن لعب دور المتفرج، وان تغير سلوكها وتضع حدا لتقاعسها في تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي.
في حديثه مع نظرائه الأوروبيين، اكد امير عبداللهيان ان امريكا ليس لديها فهماً صحيحاِ عن المنطقة ودولها وشعوبها، وخاصة إيران، وهذه الحقيقة باتت اكثر وضوحاً بعد انسحاب امريكا من افغانستان، وقبل ذلك انسحابها من الاتفاق النووي، لذلك عليها ان تتعامل بموضوعية واحترام مع هذه الشعوب والدول، وان تكف عن التعامل الاستعلائي، الذي كان ومازال احد اهم اسباب الازمات التي تعاني منها دول المنطقة وحتى امريكا نفسها.
اليوم حان دور الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي لان ثبت عملياً انها ملتزمة بالاتفاق، وان تتحدث مع المفاوض الايراني باحترام، بعيداً عن لغة التهديد والثرثرة والشعارات الفارغة، والا تراهن هذه الأطراف على الحظر غير القانوني المفروض على ايران، للحصول من مفاوضها على تنازلات، فمثل هذا المفاوض، لا وجود له في ايران، وتجربة المفاوضات النووية الماراثونية السابقة خير دليل على ذلك.
المصدر: العالم