هل ستدخل الولايات المتحدة من شباك أفغانستان بعد خروجها من بابها..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
بعد إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية من مطار كابول تحمل الدبلوماسيين والجنود الأميركيين بدأ مقاتلو طالبان يطلقون النار في الهواء احتفالاً بانسحاب القوات الأميركية. أما في واشنطن فقد شن أعضاء في الحزب الجمهوري هجوماً عنيفاً على الرئيس جو بايدن، معتبرين ما حصل في افغانستان إذلالاً للولايات المتحدة.
وقبل 48 ساعة على إنتهاء مهلة الخروج الاميركي من أفغانستان تعرض محيط مطار كابل الواقع تحت سيطرة الجيش الاميركي لهجوم صاروخي، ما يعمق جراح إدارة بايدن التي نزفت عبر جنودها الذين قتلوا بالعملية الانتحارية قبل أيام.
محللون سياسيون أكدوا أن وجود القوات الأمريكية في افغانستان لم يؤثر بسياسة أفغانستان ولا بالقتال فيها ولم يترك أثراً إيجابياً في البلاد، كما ان الحضور الاميركي في افغانستان وخاصة في مطار كابل هو خطر شديد وقد يحدث بسببه عمليات انتحارية وتفجيرات، وخروج الجيش الاميركي وخروج المتعاقدين معه من الأفغان يمنع خطر الهجمات الانتحارية في منطقة المطار وغيرها من مدن افغانستان.
ويرى مراقبون للاوضاع في افغانستان أن جماعة داعش الإرهابية متوافقة مع أمريكا وتعمل بأمرها، وان أمريكا كانت تبرر وجودها بأنها تريد قتال داعش، ولكن داعش متوافقة مع أمريكا، والعملية الانتحارية في مطار كابل سبقتها تحذيرات من قبل السفارة الاميركية في افغانستان من هجمات كهذه، وهذا يعني ان هذه العملية مقررة مسبقاً ومتفق عليها.
من جهتهم اعتبر خبراء ان ما حصل للولايات المتحدة الأمريكية في افغانستان هو امر اكبر بكثير من مجرد أخطاء بسيطة، بل انه فضيحة كبيرة بالنسبة لدولة عظمى، كما اعتبر ان تصرف أمريكا كان غير أخلاقياً مع حلفائها ومن تعاون معها.
فمن المفاجئ أن يكون لجيش بحجم الجيش الأمريكي وخبرة احتلال في افغانستان على الاقل 20 سنة وخبرة احتلال في دول اخرى كثيرة كفيتنام والعراق ومناطق اخرى، ان يعيش هذا الجيش حالة من التخبط وعدم التنظيم في إخراج قواته من افغانستان وهو يعلم انه سيخرج منها قبل اشهر..
وكيف يمكن أن يحصل هذا الأمر والتدافع والارتباك، فهذه الأمور تحصل مع دول ضعيفة ومفككة وجيوش لا تعرف كيف تتصرف، وهذا هو المشهد الاميركي في الانسحاب، هذا فعلاً امر غريب ومحير، الى هذه الدرجة يحصل هذا الارتباك في التعامل مع عملية دقيقة وحساسة وأمنية ولها علاقة بصورة الولايات المتحدة ونفوذها، كل هذا انهار وتراجع.
ورأى هؤلاء أن هناك صورة قاتمة للولايات المتحدة الأمريكية عبرت عنها الأصوات من داخلها من الديمقراطيين والجمهوريين والكونغرس والاعلام والصحافة ودعوات لإقالة بايدن لأن القرار كان كارثياً على الولايات المتحدة، يؤشر بشكل قوي الى هذا التراجع والهبوط في مسار النفوذ الدولي للولايات المتحدة لأن التراجع له مؤشرات ومحطات تدل عليه، والمشهد في المطار كان تكثيف لهذه المؤشرات، فهم لم يستطيعوا ان يحموا العملاء الذين تعاونوا معهم ولم يستطيعوا ان يحموا جنودهم.
وأشار الخبراء إلى أن الفشل الكبير فيما حصل أيضاً هو تصريح الرئيس الاميركي بأنه تم انجاز المهمة في أفغانستان وان أمريكا ذهبت الى هناك لمحاربة الارهاب فقط ولم تذهب لتبني دولة او بناء الديمقراطية، لكن بايدن لم ينه كلامه حتى ردت داعش بعملية اثبتت ان كل ما حصل لم يؤد الى اي نتيجة، اذن 20 عاماً من الاحتلال فشل كامل وطريقة خروج مذلة ومهينة للولايات المتحدة الاميركية.
واعتبر المحللون ان ما حصل في افغانستان اكبر بكثير من مجرد أخطاء بسيطة، وان هناك تعامل غير أخلاقي مع الذين تعاونوا مع الجيش الاميركي طوال 20 عاماً، كما ان الاميركيين لم يبلغوا حلفائهم، وبدا ذلك من خلال انزعاج الالمان والفرنسيين من التصرف الاميركي المنفرد.
لكن هناك من يدافع عن قرار ادارة بايدن بالقول إن الخروج الاميركي من افغانستان هو مطلب شعبي امريكي، وهذه المطالبات ليست في فترة بايدن فقط بل إن هناك إتفاق ابرم في عهد ترامب الذي جلس مع قادة طالبان في سابقة تاريخية وتم التنسيق مع هذه الجماعة بناء على الضغوط الداخلية الاميركية..
وان ما حدث من مشاكل هي أخطاء طبيعية تحدث في أي عملية معقدة وانه يجب الاشارة الى انه تم اخراج اكثر من 100 الف شخص خلال ايام وهذه عملية كبيرة، وان مسألة 20 عاما لا يمكن ان تنتهي بيوم وليلة، بحسب رأيهم.
فما رأيكم؟
- هل سينتهي مأزق الولايات المتحدة بإخراج قواتها من افغانستان؟
- هل ستنتهي تدخلات الولايات المتحدة في افغانستان ام انها خرجت من الباب وستدخل من الشباك؟
- هل هناك تنسيق بين داعش والولايات المتحدة؟
- الى اي مدى هو التنسيق بين جماعة طالبان والادارة الاميركية؟
المصدر: العالم