لقاء بايدن بينيت المُرتقب.. ومحاولة تربيع الدائرة..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه سيقدم للرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس حيث يلتقيه في واشنطن، خطة منظمة وضعت في الشهرين الماضيين لمواجهة ايران ، سواء في المجال النووي أو في مواجهة نفوذها الإقليمي، وأنه سيعمل لإقناع الرئيس الأميركي جو بايدن بالتخلي عن خطته للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
واضاف بينيت في بداية اجتماع لمجلس الوزراء يوم امس الاول الأحد: “أن الإيرانيين يتقدمون بسرعة في تخصيب اليورانيوم وقد اختصروا بالفعل بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقونه لتكديس المواد المطلوبة لقنبلة نووية واحدة”!.
في المقابل، أشار بيان صادر عن البيت الأبيض بشأن زيارة بينيت “الى خطط لمناقشة الأمن الإقليمي والعالمي، بما في ذلك إيران، فضلا عن الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن و الازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وأهمية العمل من أجل مستقبل أكثر سلاما وأمانا للمنطقة”.
من الواضح، ان المرء لا يحتاج لكثير من الذكاء، ليكتشف التناقض في كلام بينيت بشأن الاتفاق النووي، فجميع زعماء الكيان الاسرائيلي، ومن بينهم بينيت، كانوا يروجون الى ان الاتفاق النووي، هو اسوء اتفاق تم التوصل اليه، فهو يترك يد ايران مفتوحة لانتاج قنبلة نووية، لذلك جندوا كل إمكانيات لوبياتهم في امريكا لافشاله، حتى اقنعوا الرئيس لامريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، واليوم يعود هؤلاء الزعماء ومن بينهم بينيت، ليقولوا ان عدم التزام ايران باالاتفاق النووي، هو الذي جعل ايران تكدس مواد نووية لانتاج قنبلة نووية!!.
في الحالتين، اذا التزمت ايران بالاتفاق النوي، أو لم تلتزم، فهي متهمة من وجهة نظر “اسرائيل” بالسعى لانتاج قنبلة نووية، لذلك بات العالم لا يعير اي اهمية لمواقف “اسرئيل” من الاتفاق النووي، ولا لتصريحات زعمائها، بعد ان تبين كذبها وخداعها وزيفها، فمنذ اكثر من عقدين وهم يتهمون ايران بانها ستصل الى انتاج قنيبلة نووية خلال شهور و عام في اكثر الاحوال!!.
اما التناقض الآخر، وهذا التناقض ليس في تصريحات بينيت، بل في بيان البيت الابيض، الذي تحدث:”عن الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن و الازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وأهمية العمل من أجل مستقبل أكثر سلاماً وأماناً للمنطقة”، بينما الادارة الامريكية تعلم اكثر من غيرها، ان بينيت هذا اكثر عنصرية وتطرفاً من سلفه نتنياهو، وهذا ما اعلنه وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، يائير لابيد، في مقابلة أجراها مع هيئة البث الإسرائيلية، قبل ثلاثة ايام فقط.
لابيد أكد في ذلك اللقاء، انه لا يمكن التوصل لصفقة حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال ولاية نفتالي بينيت، ولا يوجد اتفاق بهذا الشأن داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وان هذه المسألة ستكون على أجندة لقاء بينيت، بالرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته المقبلة لواشنطن، فضلاً عن أن بينيت لم يتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من الأساس.
اذاً، اللقاء المرتقب بين بايدن وبينيت، لا يقدم ولا يؤخر في تطورات الأحداث في منطقة الشرق الاوسط، فلا امريكا ولا “اسرئيل” بامكانهما الاضرار بالبرنامج النووي الايراني السلمي، ولا بامكانهما التاثير على دور ايران الاقليمي، كما ان عودة امريكا الى الاتفاق االنووي، هي حاجة امريكية قبل ان تكون حاجة ايرانية، فلا توجد في اجندة ايران، مكاناً للقنبلة النووية، مع او بدون الاتفاق النووي..
وهذا الأمر يعرفه بينيت أكثر من غيره، لذلك يحاول، كما حاول اسلافه، الضغط على الادارات الامريكية وتحريضها على ايران من اجل الحصول على تنازلات منها في قضايا اقليمية، وهو ما لم يحدث ولن يحدث أبداً، لانها ببساطة اشبه ما تكون بمحاولة تربيع الدائرة.
المصدر: العالم