فلسطين قبلة الجزائر السياسية..!
بين اليوم – الأخبار الدولي
يقال إن الجزائر ولمواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين عموماً وحركاتهم المقاومة بدأوا يحصدون تداعيات مواقفهم الرجولية الثابتة هذه بمزيد من الضرر الذي سببته الحرائق المتعمدة.
في مكالمة هاتفية بين الرئيس الجزائري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الأربعاء 14 يوليو الجاري، أكد الرئيس تبون “أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين وأن فلسطين هي قبلة الجزائر السياسية”، مشدداً على أن “الجزائر كانت وستبقى مع فلسطين وشعبها وقيادتها الشرعية حتى دحر الاحتلال وقيام دولة فلسطين”.
المواطنون الجزائريون يرون أن الحرائق المفتعلة الأخيرة التي حدثت في الجزائر جاءت انتصاراً لغطرسة الكيان الإسرائيلي واجندته، حيث فجرتها وافتعلتها حركات منحرفة موالية للغرب المحتل للجزائر سابقاً وموالية للاحتلال الاسرائيلي وتحديداً من قبل ما تسمى “حركة الماك” الانفصالية التي وصفها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنها حركة إرهابية تسعى لتقسيم البلاد.
السؤال المهم الذي يطفوا على سطح تحليلات بعض المراقبين حول هذا الموضوع هو من الذي يقف وراء هذه الحركة الانفصالية ويدعمها لاثارة النعرات المستهجنة في هذا البلد العربي الاصيل المضمخ بجراح الاحتلال الفرنسي الغائرة في نفوس ابنائه حتى يومنا هذا، انه البلد العربي الحائز على أعلى الأوسمة الفخرية المشرفة وعلى تقدير تضحوي لا يضاهيه رفعة لأي بلد عربي آخر في مجال مقارعة الاستعمار الفرنسي وتحرير الأرض؟
المغرب وإسرائيل:
الأخبار الواردة من الجزائر تفيد ان حكومة هذا البلد اتهمت بعد اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن الذي ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اتهمت المغرب بالوقوف وراء الحرائق التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية، وان الرباط متهمة بدعم مجموعات تصنفها الجزائر بـ”ارهابية” تسعى لتقسيم البلاد.
وكالة الأنباء الجزائرية نقلت عن بيان الرئاسة، الذي صدر عن الاجتماع، أنه خُصّص لـ”تقييم الوضع العام للبلاد عقب الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف مملكة المغرب حليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر”، وتم تشخيص الجماعات التي تقصدها الجزائر هنا بما تسمى بـ”حركة استقلال منطقة القبائل المعروفة بحركة ماك، والتي تأسست عام 2001″، و”وحركة “رشاد” التي تأسست عام 2007″، والحركتان تلقيان دعما من فرنسا والمغرب، حسب الحكومة الجزائرية.
في وقت يرى فيه بعض المواطنين الجزائريين في تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ان “الحل يكمن في أن يطبق القانون بقوة فاعلة على كل فئات الشعب الجزائري دون استثناء او تمييز خصوصاً من تثبت ادانتهم بالاساءة لارضهم عبر الحرائق او الاغتيالات، معتبرين ان أُم المشاكل التي يعاني منها الجزائريون اليوم هي ان فئة من أبناء الشعب لا يطبق عليها القانون بحجج واهية.
المعضلة الكبرى في جار السوء:
يرى الجزائريون ان المعضلة الاكبر تتلخص في انجراف الجار الغربي للجزائر الى قطار التطبيع المذل حيث بات منفذاً مباشراً لاجندة كيان الاحتلال الاسرائيلي كما هو حال المحميات الخليجية التي تنفذ اليوم اجندة هذا المحتل الصهيوني في شرق آسيا وتحديداً ضد اليمن ودول عربية اخرى كالعراق وسوريا.
وفي هذا الإطار، قرر المجلس الأعلى للأمن الجزائري “تكثيف المصالح الأمنية لجهودها من أجل إلقاء القبض على المتورطين في الجرائم وكل المنتمين إلى العصابات الارهابية وتحديداً الحركتين المذكورتين سالفاً اللتين تهددان الأمن العام والوحدة الوطنية، إلى غاية استئصالهما جذرياً، ولا سيما (الماك) التي تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني”.
يقول حساب المواطن الجزائري “فري بالستاين” في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الأيام الخوالي لما كانت جارة السوء طيبة وتندد بأي مساس لمقدساتنا في فلسطين، تحولت جارة السوء إلى مطبِّعة وصارت تطلب من الكيان الصهيوني توطيد العلاقات وتدعم الكيانات الارهابية الصهيونية، ماك، رشاد”.
يرى مراقبون ان تداعيات التطرف والارهاب لا يمكن وقفها إلا من خلال وقف دعم كافة الجماعات الارهابية والعنصرية والانفصالية المتشددة، وايقاف كافة المؤامرات ضد الامن القومي الجزائري ومنها ايقاف ادخال وتهريب المخدرات والمهلوسات نحو هذا البلد، التي يقول المغردون الجزائريون انها تأتي من طرف الحدود الغربية للجزائر.
الصحراء الغربية في صلب الخلاف الجزائري المغربي:
من بين نقاط الخلاف الكبرى بين المغرب والجزائر ملف الحدود البرية المغلقة، وقضية الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة إسبانية، وضم المغرب معظم أراضيها إليه عام 1975، في وقت تتقاسم الجزائر والمغرب حدوداً برية تمتد لمسافة 1500 كيلومتر من البحر المتوسط حتى الصحراء الكبرى وهي حدود مغلقة منذ عام 1994 بعد خلافات أمنية.
حاول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الوقوف الى جانب الكيان الاسرائيلي باستفزازه الجزائر من خلال الصحراء الغربية عندما أعلن اعترافه بسيادة المغرب عليها في ديسمبر الماضي، مقابل تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
أعقب هذا الإعتراف افتتاح قنصليات لعدة دول في العيون والداخلة بالصحراء، الامر الذي انتقده الرئيس تبون في حوار له مع صحيفة (لو بوان) الفرنسية قائلاً: “في حالة التصويت لتقرير المصير، فإن المغاربة الذين يعيشون في الأراضي الصحراوية سيصوتون من أجل الاستقلال لأنهم لا يريدون البقاء كرعايا للملك”.
موقف الجزائر حازم ولن يهادن في موضوع الصحراء الغربية ولا في موضوع وقوف المغرب الى جانب الحركات الانفصالية لزعزعة الامن الداخلي الجزائري.. الامر الذي يصب في مصلحة الغدة السرطانية “اسرائيل”.
بيان الرئاسة الجزائرية كان واضحا جدا وقد اشار إلى أن “الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر” تطلبت “إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود المغربية”.
المصدر: العالم