أمريكا تضمد جراح هزيمتها أمام طالبان بملیارات أفغانستان..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
في السنوات الأخيرة اصبحت العقوبات الاقتصادية هي سلاح أمريكا المفضل في التعامل مع القضايا الخارجية، حيث جمدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن احتياطيات الحكومة الأفغانية المودعة في الحسابات المصرفية الأمريكية لتحرم طالبان من مليارات الدولارات.
تعتبر أمريكا، الدولة الرائدة في فرض عقوبات اقتصادية على خصومها سواء أكانوا دولاً أم أفراداً أم كيانات وهو النهج الذي تتبعه في سياستها الحالية بعد ان تردد شعار انهاء الحروب الأبدية على السنة السياسيين وذلك في الوقت الذي لم نسمع أحد منهم يتحدث عن الحروب الاقتصادية رغم انها اكثر تدميراً.
والمقصود بالحروب الأبدية بشكل أساسي هي الاحتلال الأمريكي لأفغانستان الذي دخل عامه العشرين والذي اوشك على الانتهاء مع قرار الرئيس الامريكي جو بايدن باكمال عملية الانسحاب آخر الشهر الجاري وذلك يرجع في حقيقته نتيجة فشل مشروع امريكا الاستعماري هناك لذلك فان انهاء الحروب الابدية لا يشمل الحرب الاقتصادية.
إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ولصرف النظر عن فشلها في افغانستان وانها السبب الرئيسي الى ما وصلت إليه الأوضاع فی تلك البلاد لجأت الى تجميد احتياطيات الحكومة الأفغانية المودعة في الحسابات المصرفية الأمريكية لتحرم طالبان من مليارات الدولارات.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤول اميركي أن القرار اتخذه وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ومسؤولون في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة، مؤكداً أن أي أصول للبنك المركزي تمتلكها الحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة لن تكون متاحة لطالبان..
واشارت الصحيفة إلى أن قطع الوصول إلى الاحتياطيات الموجودة في اميركا هو من بين عدة قرارات حاسمة متوقعة لإدارة بايدن بشأن المصير الاقتصادي لتلك الدولة بعد وصول طالبان للسلطة.مما قد يجعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى المواطنين الأفغان.
ومع أن مسؤولي الحكومة الأمريكية يتحدثون بصورة روتينية عن حقوق الإنسان والنظام الدولي المستند إلى القواعد، تواجه سياسة العقوبات والتحركات الأحادية الأمريكية إدانة دولية تقوض تلك المبادئ ذاتها. وفي حقيقة الأمر، يرى خبراء الأمم المتحدة أنَ العقوبات الأمريكية ذاتها تنتهك حقوق الإنسان وقواعد السلوك الدولي. كما تفشل تلك السياسات في تحقيق أهداف سياستها المعلنة، وتخلق معاناة لا حدود لها لملايين الأبرياء، وتتسبب في زعزعة استقرار البلدان المستهدفة بها.
هذا وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز تراجع شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى 46 بالمئة مع انهيار الحكومة الأفغانية، وهي أدنى نسبة منذ توليه السلطة،في الوقت الذي انفضح للعالم اجمع ما تقوم به الادارات الامريكية حيث تنشر الفساد في الدول التي تحتلها وتتركها مدمرة ومشتتة ومتقاتلة..
فلم تكن مصلحة الشعب الافغاني من اولويات احتلالها، وعليه فان خروج الاحتلال الامريكي من أفغانستان هو حدث إيجابي أو “فرصة”، وعلى الافغانيين ان يستغلوا هذه الفرصة ليجلسوا سوية ويتوافقوا على حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وتسمح لهم ببناء جيش وطني يدافع عن البلاد امام المحتل.
المصدر: العالم