سيدتان مسلمتان تعريان اللوبي الصهيوني“ إيباك“ والديمقراطية الأمريكية..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
هناك وجه آخر في غاية القبح للديمقراطية الامريكية، وهو وجه يحاول النظام الامريكي قدر الامكان التستر عليه، عبر الترويج للوجه “المُنمق” لهذه الديمقراطية، وتسويقه على انه الوجه الوحيد لها، بينما تاريخ أمريكا القصير، قديمه وحديثه، يؤكد على أن الوجه القبيح هو الوجه الحقيقي للديمقراطية الامريكية، فهو الذي يتحكم بالقرار الامريكي.
الوجه “المنمق” للديمقراطية الامريكية، هو الوجه الذي نراه على شبكات القنوات الفضائية، وعلى صفحات الصحف، وعلى لافتات المتظاهرين، بينما الوجه القبيح واالحقيقي لهذه الديمقراطية، فهو غارق في الأعماق المظلمة في النظام الامريكي..
فلا يظهر إلا في الغرف المظلمة التي يديرها أصحاب النفوذ والمال وتجار السلاح ولوبيات الضغط، التي تشكل اللوبيات الاسرائيلية عصبها، واكبر هذه اللوبيات واكثرها تأثيراً في القرار الامريكي، هي “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”، والتي تسمى اختصاراً “أيباك”.
كل الانحياز الامريكي لـ”اسرائيل” على مدى عقود طويلة، وكل الدعم الامريكي للانظمة العربية الرجعية، وكل الحروب والسياسات العدوانية لامريكا ضد العرب والمسلمين، كل ذلك ما كان ليحصل لولا تأثير اللوبيات الاسرائيلية، واصحاب المال والنفوذ في امريكا، على القرار الامريكي.
من أجل التعرف على أكبر اللوبيات الإسرائيلية في أمريكا، وكيف تتحكم بالديمقراطية والقرار الامريكي، سنتوقف قليلاً أمام “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (أيباك)، فهذه اللجنة هي أقوى جمعيات الضغط في أمريكا، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل”، ولا تقتصر “الأيباك” على اليهود بل يوجد فيها أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين.
تم تأسيسها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور. وكانت تسمى “اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة”، ولا يمكن لأي امريكي ان يترشح للانتخابات بدون الحصول على مباركة “أيباك”، لذلك نرى تسابق المرشحين الامريكيين في الذهاب الى “ايباك” من أجل الحصول على مباركتها.
“إيباك” هذه ورغم كل دورها في الحياة السياسية لامريكا، نراها تجند كل امكانياتها وتأثيرها، لمواجهة سيدتين مسلمتين!! هما إلهان عمر و رشيدة طليب، النائبتان الديمقراطيتان في مجلس النواب الامريكي، بهدف اسكاتهما من خلال ارعابهما وتهديدهما، حتى وصل الأمر ب”ايباك” الى التحريض على قتل النائبتين، بسبب مواقفها المناهضة لـ”اسرائيل”، وفضحهما دور “ايباك” وتقديمها المصلحة “لاسرائيلية” على المصلحة الامريكية.
المتحدث بإسم البرلمانية الديمقراطية إلهان عمر، جيرمي سيلفين كشف عن إن “إيباك” وضعت حياة عمر والبرلمانية رشيدة طليب في خطر بسبب حملة لاذعة ضد البرلمانيات المسلمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، روجت لمنشورات من قبيل أن عمر لا ترى فرقاً بين طالبان وأمريكا والديمقراطيات والإرهابيين. وقد تم نشر اعلان في “فيسبوك” يحتوى على صور لعمر مع تعليق “قف مع أمريكا، قف ضد الإرهابيين”.
وأضاف سيلفين أن اللغة المستخدمة في المنشورات من قبل “إيباك” مطابقة لرسائل الكراهية، التي تتلقاها عضوة الكونغرس، وكتب يقول على تويتر أن “إيباك” تعرض حياة النائبة عمر للخطر بإعلانات هجومية معادية للإسلام، وربط المسلمين الأمريكيين بالإرهاب بلا أساس.
ما قاله سيلفين، يكشف وبشكل صارخ، عن زيف الديمقراطية الامريكية، فهي تلوذ للصمت، عندما ترى الحملات التحريضية العلنية على قتل نائبتين، بسبب مواقفهما السياسية، كما هي الحملة التي تقودها “ايباك” ضد عمر وطليب، بينما تقيم هذه الديمقرطية الدنيا ولا تقعدها ، ضد كل من ينتقد “اسرائيل” وجرائمها ضد الفلسطينيين.
وكشف ايضا عن مدى خوف ورعب، منظمة متغلغلة في المجتمع الامريكي مثل “ايباك”، من سيدتين مسلمتين لا تمتلكان من نفوذ او مال او سلاح، الا سلاح “الكلمة”، التي تنزل بكل ثقل وعنفوان “الحق”، على كل باطل “ايباك” فيدمغه فإذا هو زاهق.
المصدر: العالم