التوترات الأخيرة في المنطقة.. مؤشرات حرب أم مخاض لمرحلة جديدة.. “تقرير“..!

4٬214

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

تنبئ الأحداث السياسية والعسكرية الطارئة في المنطقة، على بدء مرحلة جديدة تتمخض لولادة شرق أوسط جديد، وربما نظام عالمي، ولكن بإرادة الشعوب ذاتها، وعلى طريقة رغباتها الوطنية، لا عن طريق ” عصا ” الإمبراطورية العجوز الأمريكية، هذه المرة.

التوترات التي حدثت في مياه الخليج العربي بالتزامن مع تنصيب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي يمثل إمتداد صريح لخط الثورة ، بدءاً من القصف الصهيوني لجنوب لبنان، والهجوم على ناقلات النفط في الخليج العربي منها، الناقلة البريطانية ” ميرسر ستريت “، إلى إرسال الأخيرة قوات خاصة إلى المهرة تحت مزاعم البحث عن منفذي الهجوم، وغيرها، كلها مؤشرات تعكس مخاوف القوى الغربية من تصاعد القوة العسكرية لدى إيران وحلفائها في المنطقة.

إعلان بريطانيا إرسالها قوات جوية إلى اليمن ، تزامناً مع ظهور أمريكا علناً في السواحل الغربية للبلاد تحت مزاعم تدريب وحدات لمكافحة الإرهاب ، يعكس حجم التحولات في قواعد الإشتباك لصالح القوى المناهضة العربية.

إذ يشير ظهور اللاعبين الدوليين بشكل مباشر على حلبة الصراع في كلاً من اليمن والخليج ولبنان وغيرها، بدلا عن الوكلاء الإقليميين، إلى إنتهاء مرحلة المشاريع الغربية التي فشلت في تحقيق غاياتها وتطويع المنطقة تحت الرغبات الأمريكية الإسرائيلية.

بالعودة إلى المستجدات الطارئة، فإنه لا خلاف أن الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج العربي، مفتعلة، لجر القوى المناهضة لأمريكا إلى مواجهة مفتوحة، كون الذرائع المستخدمة ك” تفجير الناقلات ” أصبحت مستهلكة لتكرارها من قبل القوى الغربية عند إعلان الحروب على الدول، وهذا ما يؤكد بالوقت نفسه، أن من يدير السياسات الغربية ويصيغها أصبح ” شائخا “.

بشكل أو بآخر، تعد محاولات القوى الغربية الدفع بإتجاه الحرب في المنطقة تحت منطق ” علي وعلى أعدائي “؛ محاولات بائسة بحكم المعطيات المتواترة على الساحة الإقليمية، ولن تجدي نفعاً، وهذا ما يفسر التردد الغربي في إعلان الحرب، من خلال التناقض في المواقف والتصريحات حول الأحداث السابقة، والتي تنم عن مخاوف حقيقية من خسارة كل شيء في حال إندلاع حرب في هكذا ظروف.

لذا ، فإن ما يحدث اليوم من تصاعد للتوتر بين القوى الغربية وإيران ودول الممانعة ، يمكن وصفها على أنها مجموعة ” أعراض ” طبيعية للتغيرات السياسية والعسكرية التي أحدثتها القوى العربية المناهضة للسياسات الغربية، على الشكل السيكولوجي والديموغرافي لماهية الصراع في المنطقة، وهي حالة صحية بالنسبة لمحاور وأنظمة ” المقاومة “.

بين هذا وذاك ، تشكل اليمن محور المتغيرات الطارئة التي أصابت المشاريع الغربية بمقتل بإعتبارها آخر ساحة للمواجهة المباشرة مع تلك المشاريع، والتي تلفظ أنفاسها الأخيرة اليوم، أمام صمود قوات صنعاء ، ويبدو أن هذا ما دفع بوزارة الدفاع الأمريكية لإستغلال حادثة الهجوم على الناقلة ” ميرسر ستريت ” على أن مصدرها من اليمن.

بجانب ذلك، فإن اليمن بأهميته الجغرافية الإستراتيجية التي يملكها كونه همزة وصل بين ثلاثة قارات من مضيق باب المندب الذي يشرف على أهم طرق الملاحة الدولية ، هو من سيكتب مستقبل الحرب ومستقبل المنطقة والعالم.

على أية حال، يمكن التأكيد أن المستجدات الطارئة في المشهد المحلي والإقليمي تشيء بمرحلة جديدة تتشكل ملامحها في الأفق، ستحدث تغيرا جوهريا في شكل الأنظمة والدول وربما شكل الخارطة من الخليج الكاريبي إلى الخليج العربي.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com