فورين بوليسي: العلاقات السعودية الإماراتية تتفكك..!
أبين اليوم – فورين بوليسي
قالت صحيفة “فورين بوليسي” ان توترات العلاقات السعودية الاماراتية بدت أكثر حدة خلال الأسابيع الماضية، وان علاقات البلدين بدأت بالتفكك بعد ان اتسمت بالقوة.
وبين تقرير للصحيفة الأمريكية أعده نيل كويليام نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “تشاتام هاوس”، ان قائمة الاختلافات الطويلة تشمل المواقف المختلفة من الحرب في اليمن والتصالح مع قطر، بعد ثلاثة أعوام من الخصام والتطبيع مع إسرائيل وإدارة العلاقات مع تركيا إلى سياسات التحكم في إنتاج النفط والسياسة من إيران والعلاقات التجارية بين البلدين.
وأضافت أن التوتر السعودي- الإماراتي ليس أمراً جديداً، وهي ملمح يظهر ويختفي ويؤثر في سياسات مجلس التعاون الخليجي قبل الربيع العربي في 2011.
وتم تجاوز الخلافات بسبب المخاوف المشتركة من الهيمنة الإيرانية وتهديد الإسلام السياسي. لكن عودة هذه التحديات هي تذكير بأن التنافس الخليجي- الخليجي كان دعامة مجلس التعاون الخليجي.
ولم تكن مصادفة أن تتزامن الديناميات السياسية الصعبة مع رحيل جيل من القادة، الملك عبد الله (2015) والسلطان قابوس (2020) والشيخ صباح الأحمد الصباح وظهور جيل من القادة الشباب: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسلطان عمان هيثم بن طارق وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وينتمي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى هذا الجيل الجديد مع أنه ظهر قبلهم في عام 2005.
وتطرق التقرير الى التعاون السعودي الإماراتي في قمع الانتفاضة الشعبية في البحرين، وقال انه تم تقديم قمع الانتفاضة البحرينية على أنها مبادرة خليجية، إلا أن التحرك كان علامة عن تعاون مبكر بين السعودية والإمارات، الذي ظهر في سوريا واليوم تحول نحو قطر عام 2017. ورغم دعم الدوحة لعملية مجلس التعاون الخليجي في البحرين، إلا أنها خطت طريقها في التعامل مع الإسلام السياسي.
وأشار الى أن الصدع الذي كان قد أنهى فعلياً مجلس التعاون الخليجي هو حصار قطر ومحاولة تركيعها، غير انه وبعد وقت قصير بدت العلاقات السعودية الاماراتية تكشف عن ملامح من التوتر.
وفي عام 2020 أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن وأصبحت على طرف النقيض في دعمهما للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي صيف 2019 الذي صعدت فيه إيران من نشاطاتها بهدف الرد على سياسة الضغط الأمريكي، بدأت أبو ظبي اتصالات سرية مع طهران.
وجاء في التقرير ان اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”، المعروفة باتفاقيات “إبراهيم”. وكان الدافع وراء هذا هو رغبة الإمارات الاستفادة من العلاقات التجارية والمالية والتقرب من واشنطن. لكن الرياض التي حافظت على علاقات سرية مع “إسرائيل” تبنت موقفاً حذراً.
وفيما تواصل الإمارات نهجها الحذر في التعامل مع تركيا، في وقت لجأت فيه الرياض لخفض التصعيد.
كما تطرق التقرير الى التنافس التجاري بين البلدين، وقال ان السعودية حاولت تعزيز موقعها كمركز مالي في المنطقة، وطالبت الشركات بنقل مقراتها إلى الرياض، وعدلت من التعرفة الجمركية في مناطق التجارة الحرة.
موضحاً أن دراما أوبك+ التي أدت فيها الإمارات دوراً لزيادة حصتها الإنتاجية مقابل موافقتها على تجديد الاتفاق الحالي، هو صورة عن التنافس المتزايد. وان هذه الخلافات واضحة بين كل دول مجلس التعاون الخليجي.