الأزمة في تونس.. بين الداخل والخارج..!

2٬651

أبين اليوم – الأخبار الدولية

مازالت الأزمة التي تعصف بتونس، غير واضحة المعالم رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد والمتمثلة بإقالة رئيس الحكومة وتجميد أعمال البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، فهناك من وصفها بأنها “انقلاب” واضح المعالم على الدستور والديمقراطية، فيما وصفها آخرون على انها خطوات ضرورية لاعادة تونس الى السكة الصحيحة، بعد سنة كاملة من المناكفات السياسية العقيمة التي شلت البلاد.

ما يعنينا في هذه السطور من الأزمة التونسية، هو بعدها الخارجي، حيث يرى البعض ان ما جرى في تونس ما كان ليحدث لولا تدخل السعودية والامارت ومصر وفرنسا، من اجل التخلص من الاخوان المسلمين، ممثلين بحزب النهضة بزعامة راشد الغنوشي، وهو العدو اللدود لهذه الجهات المذكورة.

المغرد السعودي الشهير بموقع توتير “مجتهد”، من الاشخاص الذين يعتقدون بوجود هذا العامل الخارجي، حيث ذكر وبتفاصيل، طبيعة هذا التدخل، حيث نقل عن مصادر مقربة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، “ان الرئيس التونسي قيس سعيّد موعود منهما بـ 5 مليار دولار وديعة في تونس إذا نجح الانقلاب في تونس”، وان سعيّد حصل على وعد قطعي أن لا تدخل تونس في ركود بعد نجاح الانقلاب، مشيراً إلى أنّه وعبر اللجان الالكترونية (السعودية والإمارات) شغّلوا 700 ألف حساب الكتروني في الفيسبوك معظمها حسابات روبوتية للتهيئة للانقلاب ثم تأييده.. ان ما يجري في تونس هو انقلاب يقوده الرئيس قيس سعيّد لإزاحة النهضة بالكامل على طريقة انقلاب السيسي لإبعاد الإخوان”.

في المقابل، يرى البعض ان ما يجري في تونس هو شأن داخلي تونسي صرف، وليس هناك من دوافع خارجية له، والاجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي استهدفت من اعتبرهم السبب وراء الجمود الذي دخلت فيه تونس، والذي جعلها عاجزة حتى عن التعامل مع وباء كورونا، ومن بين هذه الجهات حزب النهضة، الا ان الذي حدث هو ركوب السعودية والامارات للموجة، عبر الإعلان عن تأيدهما للإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي، فقط لأنها طالت، من بين من طالت، عدوهما اللدود “الاخوان المسلمين”!!.

يستند أصحاب هذا الرأي في تحليلهم هذا، الى التناقض الفاحش بين مواقف الرئيس التونسي قيس سعيّد، من القضية الفلسطينية، ومن التطبيع، ومن محور المقاومة، ومن القضايا القومية العربية الأخرى، وبين مواقف ابن سلمان وابن زايد، من هذه القضايا، فالرجل معروف عنه مواقفه الواضحة من التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وكان من اشد الرافضين لصفقة القرن التي روج لها ابن سلمان وابن زايد، حيث نُقل عنه قوله في هذا الشأن:”الفكر المنهزم لن يكون مقدمة للنصر، والقضية اليوم، هى الكيان المغتصب، الذي يجب أن ننهي أفعاله وتشريده للشعب الفلسطيني، والتطبيع خيانة عظمى، ومن تكون له علاقة مع الكيان المغتصب، فهو خائن، وفلسطين ليست ضيعة أو بستانا، حتى تكون موضوعاً لصفقة”.

أخيراً.. ورغم كل هذا القيل والقال، إزاء ما يجري في تونس، علينا ان ننتظر، بعض الوقت، وهو وقت لن يطول كثيراً، ونرى الخطوات الأخرى التي سيتخذها الرئيس التونسي، لتتكشف حقيقة ما يجري في تونس، وان كان ما جرى هو نتاج تراكمات سياسية داخلية تونسية، او نتيجة تدخلات خارجية، او نتيجة العاملين معاً.

 

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com