التوقيت والأهداف.. لماذا أبقت أمريكا على 900 جندي في سوريا..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
نقلت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، عن مسؤول أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، قوله أن إدارة الرئيس جو بايدن ستُبقي على حوالي 900 عسكري امريكي، بينهم عناصر “القبعات الخضراء”، لدعم قوات “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية)، ولم يتوقع هذ المسؤول، حصول أي تغيرات في مهمة القوات الامريكية في سوريا، زاعما ان هذه القوات تدعم “قسد” في قتالها ضد “داعش”.ة
من الواضح ان الذريعة التي تتذرع بها امريكا لمواصلة تواجدها غير القانوني وغيرالشرعي في سوريا، وهي تقديم الدعم ل”قسد” في قتالها ضد “داعش”، لم تعد مقنعة، فليس هناك من جهة حاربت “داعش” وقدمت عشرات الالاف من الشهداء والجرحى في سوريا، مثل الجيش العربي السوري وحلفائه، وليس هناك من جهة يُثار حول حقيقة محاربتها ل”داعش”، العديد من علامات الاستفهام، مثل القوات الامريكية المحتلة.
في الوقت الذي تدعي فيه امريكا ان السبب الاول والاخير لتواجدها في سوريا هو محاربة “داعش”، بينما تطورات الميدان، تؤكد ان “داعش” ليست سوى اداة امريكية، يتم استخدامها في سوريا وفقاً للمصلحة الامريكية، ومصلحة مخططاتها في المنطقة، وفي مقدمة هذه المصالح، الحفاظ على أمن “إسرئيل”، وهو أمن لا يتأتى الا في محيط من الفوضى والاضطرابات والصراعات.
ذريعة محاربة “داعش”، استخدمتها امريكا في العراق ايضا، لتبرير تواجدها هناك، بينما كشفت وقائع الميدان، ان “داعش” تتحرك في العراق تحت اشراف وتخطيط القوات الامريكية، التي تعمل ليل نهار على اضعاف قوات الحشد الشعبي العراقي الذي يمسك بالحدود مع سوريا ويطارد “الدواعش” تحت كل حجر ومدر، حيث لا تنفك امريكا و”اسرائيل”، عن قصف مواقع الحشد الشعبي على الحدود بين العراق وسوري، والذي اسفر عن سقوط عشرت الشهداء والجرحى في صفوف الحشد، وكانت اكبر خدمة قدمتها امريكا ل”داعش” كانت جريمتها الكبرى لمتمثلة باغتيال قائدي النصر على “داعش” الشهيدين قاسم سيماني وابو مهدي المهندس.
اللافت ان قرار الابقاء على 900 جندي امريكي في سوريا، يأتي في الوقت الذي تنسحب فيه امريكا من افغانستان والعرق، وهو يؤكد على ان امريكا مازالت تأمل في نجاح مخططها في سوريا، وهو مخطط قائم على تقسيم سوريا، او على الاقل تأسيس جيوب عرقية وطائفية في الشمال والشمال الشرقي لسوريا، بهدف اشغال الجيش السوري واستنزافه، خدمة للكيان الاسرئيلي.
يبدو أن قرار الإعلان عن ابقاء 900 جندي امريكي في سوريا، جاء ايضا بعد فشل المخطط الامريكي، المتمثل في انشاء قوة عشائرية عربية تابعة للقوت الامريكية بشكل مباشر ومنفصلة عن “قسد”، شرق وشمال شرق سوريا، والذي كان يهدف الى منع تشكيل قوة عشائرية مقاومة للوجود الامريكي، وكذلك لتكثيف حالة الانقسمام بين ابناء الشعب السوري، وإضفاء طابع شرعي على قوة “قسد” ومشروعها الانفصالي.
من الواضح، ان خيار المقاومة، هو الخيار الوحيد الذي سيدفع القيادتين السياسية والعسكرية الامريكية، الى التفكير جدياً بالانسحاب من سوريا، كما انسحبت من افغانستان، وفي طريقها للانسحاب من العراق، وهذا الخيار استخدمته سوريا، عندما استهدفت القاعده العسكرية الامريكية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور بالقذائف الصاروخية، وكذلك القاعدة العسكرية الامريكية في حقل كونيكو للغاز في دير الزور، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من الهدفين، وقامت على اثرها قوات الاحتلال الأمريكي بإغلاق المنطقة، وسط تحليق مكثف لطيران الاحتلال في أجواء المنطقة.
تعرض القوات الأمريكية في سوريا لهجمات مستمرة بات أمراً طبيعياً، حتى اصبح من الصعب على هذه القوات فرض سيطرتها على المنطقة، رغم تسييرها الدوريات بشكل منتظم، ورغم دعم قوات “قسد” لها، كل ذلك بسبب الرفض الشعبي الواسع للوجود الامريكي، وهو الرفض الذي سيدفع هذه القوات الى الانسحاب ذليلة كما انسحبت في اكثر من بلد في العالم.
المصدر: العالم