إنجاز محوري استراتيجي قلّ نظيره في صناعة النفط الايرانية..!

1٬705

أبين اليوم – الأخبار الدولية

مشروع جديد استثمرته الجمهورية الاسلامية الايرانية بافتتاحها اليوم المرحلة الأولى من المشروع الوطني الاستراتيجي لنقل النفط من منطقة غورة “الساحل الايراني المطل على شمال غرب الخليج الفارسي” الى منطقة جاسك المطل على “الساحل الشمالي لبحر عمان”، ما يعتبر نقلة حيوية في صناعة النفط الايرانية ويمثل رداً حازماً على جميع المتآمرين خاصة الولايات المتحدة الامريكية.

أهم ما في المشروع الجديد انه یؤشر علی كسر الحظر والاعتماد على القدرات المحلية، وذلك ضمن استجابة الطاقات الايرانية المحلية لنداء قائد الثورة الإسلامية التي أكد خلالها على جملة من المجالات الحيوية ذات الاولوية في مجال نهضة الإنتاج وهي المصافي كانشاء مصافي السوائل الغازية في بندر عباس ومجمع مصفى سيراف والمشاريع البتروكيمياوية التي تؤدي الى مضاعفة الانتاج.

افتتاح هذا المشروع الجديد لنقل النفط الخام من منشأة بمنطقة غورة في محافظة بوشهر الى ميناء جاسك في محافظة هرمزكان المطّلة مباشرة على بحر عمان، جاء بايعاز من رئيس الجمهورية حسن روحاني وتم تدشينه ضمن مراسم اقيمت عبر الفيديو كنفرانس حيث بدأ تصدير أول شحنة النفط خارج مضيق هرمز، ما يعتبر من بواعث الفخر والاعتزاز والاقتدار الايراني.

أهمية هذا المشروع الاستراتيجي لـ”نقل النفط الخام من غوره إلى جاسك”، تكمن في تأمين نقل النفط الخام “عن طريق انابيب النفط” التي تمر عبر طريق البر ومن خلال الساحل الغربي للخليج الفارسي عبوراً الى بحر عمان وبطريقة حديثة وأمينة تختصر أخطار عبور النفط المنتج من منطقة خوزستان وخاصة حقول كارون الغربية، للتصدير الى خارج حوض الخليج الفارسي، ما يهيئ الفرصة لتنويع محطات تصديرها وبمزيد من الأمن والاستقرار بالإضافة إلى تقليل عدد الناقلات لتحميل النفط الخام، وتالياً يتيح هذا الخط لإيران نقل النفط الخام بكل أمان وطمأنينة متفادياً عبور الناقلات في مياه الخليج الفارسي ومضيق هرمز الاستراتيجي.

ان تصدير النفط الخام من مرفأ جاسك، بدلاً عن اقتصاره على محطة خارك الواقعة في الخليج الفارسي، يتيح لناقلات النفط توفير بضعة أيام في النقل، دون الحاجة لعبور مضيق هرمز الذي تمر عبره خُمس صادرات النفط العالمية، وسبق أن شكل نقطة توتر خصوصا بين إيران والولايات المتحدة.

إطلاق هذا المشروع يعني تنويع مصادر التصدير وتطوير منطقة مكران، ويعني أيضاً مزيداً من الازدهار والاقتدار في نقل الطاقة والإنتاج والأنشطة الاقتصادية في هذه المنطقة بإنشاء المصافي ومجمعات البتروكيماويات في المستقبل القريب.

المشروع تم تنفيذه باستثمار 53 ألف مليار تومان (الدولار يساوي 4200 تومان)، وسيتم من خلاله تصدير 300 ألف برميل من النفط الخام يومياً من غوره إلى جاسك في المرحلة الأولى من هذه الخطة الاستراتيجية، فيما تم إنتاج الأنابيب المقاومة للتآكل على ايدي المهندسين الايرانيين لأول مرة في ايران، وان جميع الأدوات المستخدمة في هذا المشروع محلية الصنع.

من أهم الانجازات التي تم تحقيقها في إطار هذه الخطة الاستراتيجية، ومن المواصفات الفريدة التي تمكن من تصنيعها المهندسون الايرانيون، إنشاء خط أنابيب بطول ألف كيلومتر، وإنشاء وحدة ضخ الی جانب محطتين فرعيتين للطاقة وتوفير 230 كيلومتراً من خطوط نقل الطاقة وتصنيع 80 مجموعة من الصمامات الوسيطة بوزن عدة عشرات من الأطنان لأول مرة في البلاد، وبناء مضخات كبيرة بقوة 2.5 ميغاوات وإنشاء محطة تصدير ورصیفین عائمین لتحميل النفط الخام من ساحل مكران.

سبق ذلك تصريح قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في 2019 لدى استقباله حشداً من العمال من مختلف انحاء البلاد، بقوله ان محاولات اميركا لحظر بيع النفط الايراني لن تفلح وستبوء بالفشل، وان ايران ستصدر من النفط قدر ما تشا..

واوضح ان محاولات امريكا لمنع ايران من تصدير النفط، وان قرار الولايات المتحدة واهدافها من رفع الاعفاءات عن الدول المستوردة للنفط الايراني لن تتحقق وأنهم يتخيلون أنهم أغلقوا الطريق أمامنا لكن شعبنا النشيط ومسؤولي بلادنا اليقظين لو عملوا بحزم فسوف تفتح كثير من هذه الأبواب المغلقة”.

السيد الخامنئي اكد انه ليعلم الجميع أن هذه العداوات سوف لن تكون دون رد وسيتلقون ردا عليها، وإن الشعب الايراني ليس شعبا يسكت عن الأعداء، وكلما قل اعتمادنا على هذه الطريق لبيع البترول كلما زادت ثقتنا بأنفسنا وهذا لصالحنا، وذلك ما تم بعون الله تعالى.

 

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com