الإتفاق النووي.. ولعبة الشرطي الجيد والشرطي السيىء..!
أبين اليوم – متابعات
أصدر وزراء خارجية إيران ودول مجموعة “4+1″؛ روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومسؤول السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي، بياناً مشتركاً في ختام الإجتماع غير الرسمي الذي عقدوه اليوم الإثنين، أكدوا فيه على التزامهم بالاتفاق النووي وضرورة التنفيذ الكامل والمؤثر لبنوده من قبل جميع الأطراف..
واعربوا عن أسفهم العميق لخروج الولايات المتحدة من الإتفاق، وشددوا على أن القرار 2231 مازال ملزم التنفيذ تماماً.
اللافت أن الوزراء اتفقوا في البيان على مواصلة الحوار لضمان التنفيذ الكامل للإتفاق النووي من قبل جميع الأطراف..!
كما اولوا الإهتمام بافق عودة محتملة للولايات المتحدة للإتفاق وأعلنوا إستعدادهم لتناول هذا الموضوع برؤية إيجابية في إطار جهد مشترك.
بعيداً عن اللغة الدبلوماسية التي صيغ بها البيان، الذي تطرق إلى قضايا أخرى، والذي أكد على “ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق من قبل جميع الأطراف” من دون أن يشير إلى ما فعلته هذه الأطراف خلال الفترة الماضية..
ومن هي الجهة أو الجهات التي إلتوت والتي لم تلتزم!!، تبقى ايران تنتظر من الأطراف الأخرى التي أصدرت بيان اليوم، الأفعال وليس البيانات والشعارات وحتى الإشادات ، التي استخدمتها هذه الأطراف خلال أكثر من عامين، دون ان تخطوا خطوة عملية واحدة ، حتى ولو صغيرة، للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها إيران جراء إنسحاب أمريكا.
بعد التجربة المرة التي مرت بها إيران، بسبب إنسحاب أمريكا من الإتفاق، وانتهاك الأطراف الأوروبية له ، من خلال عدم الإلتزام على ما وقعت عليه، لم يعد ينطلي عليها دور الشرطي الجيد الذي تحاول أوروبا تجسيده أمام دور الشرطي السيىء الذي لعبته أمريكا..
فمن اليوم وصاعداً الجميع من وجهة نظر ايران سيئون حتى يمتثلوا بما جاء بالاتفاق، كما لم تعد تنطلي على ايران لعبة التهديد بالشرطي السيىء، من قبل الشرطي الجيد، للضغط على ايران، وهي لعبة مازال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس يمارسها بإصرار واضح..
فبعد تصريحاته السابقة عن التفاوض على اتفاق نووي جديد، عاد اليوم ليدعو إيران إلى عدم تفويت فرصة إحتمال عودة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى الاتفاق النووي الإيراني، من خلال تفادي إتخاذ أي خطوات تجعل من الصعب على بايدن التراجع عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق؟
اليوم ليس أمام إيران من بوصلة في تعاملها مع الإتفاق النووي، إلا بوصلة الالتزام العملي والملموس للاطرف الاخرى بالاتفاق وليس اي شيء اخر. أما الاستقواء بالشرطي السيىء، والتلويح بهراوته، فباتت اساليب بالية وليس لها مكانا في سياسة ايران، الخاصة بالدفاع عن مصالحها وفقاً لما جاء في الإتفاق النووي، وهو الإتفاق الذي تم التوقيع عليه في عام 2015 لا غير، أما كل ما يقال من كلام عن توسيعه، أو التفاوض على اتفاق جديد، او تغيير بنوده، او اشراك جهات اخرى فيه، او اضافة وثيقة منفصلة اليه، فهو كلام ليس هناك من يصغي اليه في إيران.
يبدو أن وزير الخارجية الصيني “وانغ يي”، كان قد تلقى الرسالة الإيرانية بوضوح بالغ عندما أكد في إجتماع اليوم، أن الخلافات المتعلقة بتنفيذ الإتفاق النووي يجب أن تحل بصورة عادلة وحيادية، محذراً من أن ربط قضايا الأمن الإقليمي بالاتفاق النووي سيشكل سداً مصطنعاً أمام مسيرة إحياء الإتفاق النووي.
المصدر: العالم