الحرية أم الاستعباد؟.. شعوب تُلاك بين فكي التجويع وكم الأفواه..!

897

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يقال أن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل اتهم أمس الإثنين الولايات المتحدة باتّباع سياسة “خنق اقتصادي” ترمي لـ”إثارة اضطرابات اجتماعية” في كوبا.

لم تكن كوبا البلد الوحيد الذي عانى ويعاني من الضغط الاقتصادي الشديد الذي تنتهجه الولايات المتحدة لخنق هذا البلد وشعبه وتطلعاته في العيش الحر الكريم، وليست سياسة التجويع  السياسة الوحيدة التي تتبعها الولايات المتحدة الاميركية للضغط على شعوب العالم فهناك ايضا سياسة دعم الديكتاتوريات التي تنتهجها مع بلدان اخرى استجابت للاملاءات الاميركية، ما يدفع الحكومات الديكتاتورية الى إتباع سياسة تكميم الأفواه للتشبث مدة أطول على كراسي الرئاسة.

سندان كم الأفواه:

وعلى ذكر الديكتاتوريات فان البلدان التي تمكنت الولايات المتحدة من ترويضها وتقليم أظافرها وباتت مطيعة منبطحة مستسلمة بالمطلق للسياسات الاملائية الاستحواذية لواشنطن لن تواجه عقوبات اقتصادية او محظورات لشركاتها وشخوصها السياسيين حتى لو طُمسوا حتى آذانهم في وحل الفساد والرذيلة والديكتاتورية..

ولن يواجهوا اي خنق اقتصادي الا ان يكون في اطار “زيادة في تأديب” او لـ”نهب مزيد من الثروات” رغم الصفة الملاصقة دائماً لمثل هذه الحكومات من ممارسة تكميم الأفواه والكبت والطغيان بحق شعوبها، لمواصلة تسنمها على كراسي الرئاسة او الملوكية.

ان من أخطر ما ذهبت اليه المحميات الديكتاتورة التي انبطحت باختيار حكامها “وليس شعوبها” أمام الإرادة الاميركية هو انتهاجها مذلة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي العنصري او السير على نهج التطبيع وفتح اجواء ممالكها للطائرات الاسرائيلية، اضافة الى انتهاجها سياسة تكميم الأفواه وذلك ما نلاحظه من كثرة الادانات الحقوقية الدولية والمحلية التي تلاحق هذه الانظمة المتعسفة الظالمة لعدم رعايتها قوانين حقوق الانسان وملئها لسجونها بمعتقلي الراي والفكر والمعتقد، ولتنفيذها احكام اعدام منها طائفية ممنهجة.

مطرقة التجويع:

الاتهام الكوبي لم يكن في غير محله وقد بات ديدن اميركا معرفا لدى القاصي والداني انتهاجها سياسة التجويع ورفعها هي وعملاؤها المنتشرون في الدول المعنية سعر صرف قيمة الدولار الاميركي مقابل العملات المحلية لسحقها ومن ثم لجر اقتصاديات البلدان المستهدفة الى الحظيظ لتدميرها وخلق مزيد من الازمات الاقتصادية لها وما تجره هذه السياسة من تفاقم النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية الأمر الذي يدفع الحكومات إلى تقنين التغذية وحتى الطاقة والتيار الكهربائي مثلما يحصل الآن في سوريا ولبنان والتدمير المتعمد لأبراج الكهرباء في العراق..

ما يدفع المواطنين في البلدان المستهدفة بهذه السياسة الظالمة إلى التظاهر والنزول الى الشوارع بشكل عفوي أو ممنهج مسبق وإطلاق هتافات على غرار الهتافات الكوبية “نحن جائعون” و”حرية” و”تسقط الدكتاتورية”، وذلك ما تُبيته الولايات المتحدة من اساليب قذرة لتسقيط الحكومات غير الموالية لها او لابتزاز السياسيين وارغامهم على الخنوع للارادة الاميركية.

اليمن مثالاً:

الحديث عن سياسة التجويع للبلدان التي تنشد حريتها بعيداً عن الاملاءات الاستكبارية نجد لها في منطقتنا امثلة كثيرة منها الاوضاع المأساوية التي يعاني منها لبنان وسوريا والعراق..

واليمن الذي دفعت اميركا بالسعودية لشن حرب عسكرية ضده لتدمير بناه التحتية ولاخضاعه لضغوط قصوى ممنهجة لتجويعه وخنقه اقتصاديا في محاولة لارجاعه الى بيت الطاعة الاميركي.

مصدر مسؤول في اللجنة الاقتصادية العليا في اليمن، جدد الدعوة الى تحييد الاقتصاد وحذر من انهيار آخر للعملة في المناطق المحتلة، وأكد أن تخطي الدولار حاجز الألف ريال في المناطق المحتلة نتيجة طبيعية للسياسات التدميرية المتعمدة التي انتهجها تحالف العدوان، عبر حكومة المرتزقة، والتي سبق وحذرت منها اللجنة في أكثر من مناسبة.

اليمن تحدث عن قيام تحالف العدوان عبر حكومة المرتزقة بطباعة 5.320 تريليون من العملة غير القانونية والمزيفة وهو ما أدى لانهيار العملة في المناطق المحتلة، ضمن الحرب الاقتصادية التي تستهدف الشعب اليمني.

ماذا عن لبنان؟

انهيار العملة سياسة تدميرية اتبعت في بلدان اخرى منها لبنان، حيث سجّلت الليرة اللبنانية انهياراً غير مسبوق قبل أيام أمام الدولار، تجاوز سعر صرف الدولار 19 ألف ليرة. وبالتزامن مع هذا الانخفاض التاريخي لسعر العملة المحلية نفّذ الصيادلة في لبنان إضرابا مفتوحاً، وهو ما يدفع ايضا الى الاتجاه لتقليص دعم المواد الغذائية وزيادة أسعار المحروقات تدريجيا، وقد دفع ذلك اللبنانيين الى العيش بقساوة مضاعفة وقلق من فقدان العملة الوطنية قيمتها الحقيقية أمام الدولار، الذي تضاعفت تداولاته مقابل الليرة لنحو 10 مرات في غضون أقل من عامين.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com