معسكرات هادي.. إنكشاف مستمر لمراجيم الغيب.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم يحيى:
مر أسبوعان على تنفيذ قوات صنعاء عملية هجومية موجعة، استهدفت معسكراً تدريبياً لقوات هادي و”الإصلاح” يُشرف عليه تحالف الحرب السعودي، في منفذ الوديعة الحدودي، دون أن تصدر وزارة دفاع هادي أو التحالف تعليقا أو حتى بيان نعي للقتلى، وهم بالعشرات، بينهم ضباط سعوديون. لماذا؟
وفقا لمتحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، فقد “أسفرت العملية الهجومية عن مقتل 60 من مقاتلي التحالف وهادي بينهم ضباط سعوديون” وهذه المحصلة تبدو طبيعية، بمعرفة ما تحمله كل طائرة مسيرة من طائرات (قاصف 2k) العشر المنفذة للهجوم من “شظايا انفجارية تتناثر على نطاق 60 متراً”.
لا يهتم التحالف الذي تقوده السعودية، بمقتل يمنيين مجندين تحت لواء حربه. وبالمثل وزارة دفاع هادي وهيئة الأركان التابعة لها، لا تبدي أدنى اكتراث لقوافل قتلى وجرحى جنودها، باعتبارهم قبضوا ثمن التحاقهم بمعسكرات هادي و”الإصلاح”، ولا يهم إن كانوا مدرسين أو مؤهلين عسكريا لخوض المعارك.
يتعامل التحالف بقيادة السعودية مع المجندين اليمنيين بوصفهم مقاتلين مأجورين، وبرواتب زهيدة بالنسبة له “تتراوح بين 500 إلى 1000 ريال سعودي”. مبلغ لا يمثل 20% من الحد الأدنى لرواتب الموظفين الحكوميين في المملكة ومنتسبي وزارتي الداخلية والدفاع في الرياض. لهذا لا يهتم فعلياً لسلامة المجندين.
وقائع الخسائر البشرية لقوات هادي و”الإصلاح” المتلاحقة وبأعداد كبيرة من المقاتلين، تُظهر للمتابعين أن التحالف ينهج في إنشاء معسكرات وألوية المجندين في صفوفه نهج “أسواق الليل”، للمهربات والمسروقات، تشيد على عجل في الظلام وتزول مع طلوع النهار، ولا يعنى في تشييدها بما تتطلبه من تجهيزات.
كذلك وزارة دفاع هادي وهيئة أركانه، لا تهتم بتتابع التهام المعارك عشرات المقاتلين في صفوف قواتها، ولا تكترث حتى لإصدار بيانات نعي لهم وبرقيات تعازي لذويهم. يحدث هذا بمبرر “الحفاظ على الروح المعنوية” لمن لا يزالون أحياء منهم. رغم أن سلطان العرادة، صرح بمقتل وجرح نحو 50 ألفاً منذ بداية هذا العام فقط.
لكن حتى هذا المبرر “الروح المعنوية للمقاتلين”، يفقد جدواه فعلياً، مع تنامي حالة السخط بين أوساط قوات “هادي” و”الإصلاح”، جراء المعاملة السيئة التي يلاقونها، على صعيد تأخير رواتبهم لأشهر، وعلى صعيد إهمال الجرحى منهم، وكذلك انعدام الاهتمام بتأمين معسكراتهم من الاستهداف الجوي، المتكرر، رغم فداحة نتائجه.
مشاهد الفيديو التي بثتها قوات صنعاء لاستهدافها معسكراً تدريبياً للجيش الوطني يشرف عليه تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، بمنطقة الوديعة، عزز هذا السخط، على قيادة التحالف، بين أوساط ضباط وجنود قوات “هادي” و”الإصلاح”، لتعمده سحب منظومات الدفاع الجوي من معسكراتهم في مارب وغيرها.
يشعر منتسبو قوات “هادي” و”الإصلاح” بالخذلان والامتهان جراء الاستهانة بدمائهم وأرواحهم وتركهم نهباً للاستهداف الجوي، أكان من طيران التحالف بوقائع ما يسمى “ضربات خاطئة”، أو من قوات صنعاء، بطائراتها المسيرة وصواريخها الباليستية، التي لا تنفك تحصد العشرات منهم داخل معسكراتهم المكشوفة لمراجيم الغيب.
أمر آخر، أظهره نشر المتحدث العسكري لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، الخميس، مشاهد فيديو للعملية الهجومية التي استهدفت معسكراً تدريبياً للجيش الوطني يشرف عليه التحالف بالقرب من منفذ الوديعة في الحدود السعودية اليمنية، قبل نحو اسبوعين. عكس توثيق العملية بالصوت والصورة، دلالات هامة جدا.
من ناحية.. أظهرت مشاهد فيديو استهداف معسكر الوديعة بعشر طائرات مسيرة من نوع (قاصف 2k) منذ إقلاعها وحتى انفجارها بأجواء مركز القيادة ومواقع التدريب وقطاعات الحشد ومواقع أخرى داخل معسكر الوديعة، تنامي قدرات قوات صنعاء، على الصعيدين العسكري والإستخباراتي، واختراق صفوف قوات التحالف و”هادي”.
تضمنت مشاهد فيديو العملية الهجومية، صوراً من داخل معسكر الوديعة المستهدف. ما يظهر تمكن قوات صنعاء من اختراق صفوف قوات التحالف و”هادي” و”الإصلاح” وتجنيد مقاتلين يعملون لصالحها، أكان في رفع الإحداثيات أو في مهام التوثيق والتصوير. وهذا شاهد أخر على انهيار الروح القتالية بين منتسبي قوات التحالف.
انهيار يبرز تحصيل حاصل، يتجاوز تلاشي القناعة بصواب الإنتماء لمحور التحالف و”هادي” و”الإصلاح”، إلى سأم المعاملة غير السوية مع المجندين في صفوف هذا المحور، التي لا تبالي بدمائهم وأرواحهم، ولا تكترث لتعاظم حصاد قتلاهم وجرحاهم، وتتعامل معهم كقطعان وكباش فداء لأجندات لا تعنيهم أو سيادة اليمن واستقلاله.
YNP