السعودية تمنح الضوء الأخضر لقوات هادي والإصلاح لإقتحام عدن.. “تقرير“..!

1٬444

أبين اليوم – تقارير

بصورة مفاجئة، أصدرت السعودية بيان حرب  على المجلس الإنتقالي، المدعوم إماراتياً، جنوب اليمن، فما أبعاد وتداعيات التصعيد السعودي بإتجاه عدن، وما خيارات الإنتقالي في مواجهة تحديات تحجيمه؟

البيان السعودي الذي حمل الإنتقالي تداعيات التصعيد عسكرياً وسياسياً، كان واضحاً بأنه بمثابة ضوء أخضر للفصائل التابعة للسعودية لمهاجمة معاقل الإنتقالي وقد التقطت هذه الفصائل الإشارة بهجوم خاطف تمكنت خلاله من السيطرة على مديرية لودر.

توقيت البيان السعودي الصادر بإسم الحكومة، لم يكن ذات بعد يتعلق بالصراع المحلي في اليمن كما تحاول دول التحالف تصويره بأنه بين الانتقالي و “الشرعية”، فالسعودية استأنفت مؤخراً إدارة مفاوضات بين الطرفين اللذان يتواجد فريقهما على أراضيها وقيد اقامتها الجبرية..

لكنه بكل تأكيد يتعلق بصراع إقليمي وتحديداً داخل دول التحالف ذاتها خصوصاً اذا ما تم ربطه بتطورات خارجية كقرار السعودية حظر السفر إلى الإمارات، وما سيليه من تبعات اقتصادية ستقود لكارثة بالنسبة لأبوظبي التي تمثل محطة ترانزيت في المنطقة.. وكذا رد الإمارات بالتحفظ على إتفاق روسي – سعودي بشأن زيادة إنتاج النفط بمليوني برميل وما سيليه من تعميق للخلافات بين عملاقي انتاجه داخل منظمة اوبك.

فعلياً.. لم تكن هذه التطورات وليدة اللحظة، فتاريخها يعود إلى العام 2019 عندما فجرت الإمارات حرباً بالوكالة في عدن وهدفت من خلالها لعرقلة تولي القوات السعودية إدارة المدينة هناك وما تلاها من تطورات اوصلت الحليفتين إلى طاولة المفاوضات في الرياض  والتي تم بموجبها توقيع اتفاق بين وكلائهما جنوب وشرق اليمن..

تنازلت بموجبه السعودية للإمارات عن عدن ومنحتها جزيرة سقطرى مع ابقاء وجود محدود للقوات السعودية، لكن هذه الخطوات لم تكن كافية للإمارات التي تسعى لنفخ نفوذها في المنطقة على حساب اليمن والسعودية، فقررت ابوظبي السير في خطوات التصعيد قافزة بذلك على الإتفاق مع الرياض، ولم تعد تطمح فقط  للحصول على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز مقابل حضرموت للسعودية..

بل تحركاتها الأخيرة تشير إلى انها تسعى لالتهام السواحل مع الهضاب النفطية عبر دعم فصائلها المنتشرة في الساحل الغربي لليمن والجنوبي وصولاً إلى الساحل الشرقي إلى جانب الفصائل المنتشرة في الهلال النفط من شبوة وحضرموت وصولاً إلى مأرب.

استراتيجية الإمارات الجديدة  تشير إلى أن ابوظبي استفادت من الاستنزاف الكبير الذي لحق بفصائل الرياض في مأرب مؤخراً وتحديداً حزب الإصلاح، وتسعى للانقضاض على ما تبقى تحت سيطرته من مناطق جنوباً على امل أن يشفع لها بالاستحواذ على كافة المناطق جنوب وشرق اليمن قبل أي حل سياسي تحاول اطراف إقليمية ودولية صياغته وفق حل الدولتين..

لكن هذه الاستراتيجية يبدو بأنها بدأت تقلق السعودية التي تتعرض لضغوط عسكرية ودبلوماسية للتسليم في اليمن وقد دفعتها للتصعيد ضد ابوظبي على كافة الأصعدة بدء بتحريك الفصائل الموالية لها في اليمن للقضاء على آخر مسمار للإمارات في الجنوب مروراً بحصار جوي ناعم ووصولاً إلى “ازمة خليجية جديدة” مرتقبة في حال لم تنجح الجهود الخليجية التي بدأت تتبلور في إحتواء التصعيد.

 

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com