عفواً سيادة المستشار..!
بقلم/ سمير المسني
أثناء تصفحي للأخبار عبر المواقع الأخبارية أسترعى انتباهي خبر مفاده أن محافظ أبين المجاهد صالح الجنيدي وبمتابعة خاصة منه تم صرف عدد 72 سلة غذائية (وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للزكاة) للنازحين من محافظة أبين.
تحية خاصة للأستاذ المجاهد صالح الجنيدي للإهتمام الذي يوليه للتخفيف من معاناة النازحين من أبناء محافظته من خلال استكماله لخطة العمل والمتابعة التي كان قد بدأها فقيد الوطن الغالي والأخ الصديق المجاهد حسين زيد بن يحيى..
ونحن على ثقة كاملة بأن المجاهد صالح الجنيدي والمعروف بإخلاصه وتفانيه في خدمة أبناء أبين سوف يواصل مجهوده وعلى نفس الوتيرة، ونتمنى أن يحذوا بقية محافظي المحافطات الجنوبية المحتلة حذوه وأن يعملوا على إعداد الخطط وآليات عمل شفافة وترجمة تلك الخطط على الواقع.
ولكن بالمقابل هناك قضايا كثيرة تحتاج إلى معالجات سريعة من الأخوة المحافظين تجاه أبناء محافظاتهم تتجاوز صرف السلل الغذائية وهي إيجاد البدائل في معالجة القضايا الأخرى الأكثر الحاحاً وأهمية.
اليوم ومن خلال وضعي كمعاون لشؤون المحافظات الجنوبية المحتلة في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى وأستاذ الإدارة والتنظيم البروفيسور عبدالعزيز محمد الترب الذي لا يتردد في استقبال أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة المقيمين والنازحين الى صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية بالرغم من مشاغله الكثيرة والعديدة في ملفات الفساد الإداري والمالي وتقديم الرؤى واقتراحات الحلول والمعالجات.
حيث يشكو معظم من يطلب مقابلة معالي البروفيسور غياب المحافظين في اللقاءات بهم أو معالجة قضاياهم بل إن الكثير من المحافظين يرفضوا الجلوس معهم.. بل يذهب البعض من هولاء المحافظين بالقول إن موضوع الإعانات (السلل الغذائية مثلاً) ليست من مهامهم وإنما تدخل ضمن اختصاصات أمانة العاصمة.
وقد أكد البروفيسور الترب علينا وباستمرار بأن المعالجات ليست بنشر القضايا في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تستفيذ حكومة الفنادق وعملاء دول العدوان من نشر هذه القضايا.
ولكن ما حدث قبل يومين دفعني للكتابة والخروج عن الالتزام بالتوجيهات. فقد أطلعت على قضية من اكثر القضايا التي مرت عبري مأساوية والتي تتطلب إيجاد معالجة فورية (ومثلها الكثير) لإحدى حرائر محافظة أبين (وهي إبنة أحد شهداء حرب التحرير القدامى) وهي أم لثلاثة أولاد وبنت والذين توقفوا عن الدراسة بسبب عدم وجود مصدر دخل يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة الكريمة الأمر الذي أدى إلى اضطرار إبنة الشهيد للعمل في منازل الآخرين (غسيل الملابس) وذلك لسداد إحتياجات تلك الأسرة من الطعام.
وهنا يتدخل البروفيسور الترب (مشكوراً) ويتعهد بتحمل نفقات تلك الأسرة ( 80,000 ريال ومن حسابه الخاص ويقدم ما لا يقدمه الآخرين رغم عدم وجود اعتماد للمساعدات) ومتابعة توفير فرص عمل لأولادها.
أقول بأن تلك القضية ليست إلا واحدة من تلك القضايا التي أطلع عليها وبشكل شبه يومي والتي تؤكد حجم المعاناة للنازحين من المحافظات الجنوبية المحتلة والتي تبرهن مصداقية الطرح الذي أقوم بترجمته على هيئة مقالات تنشر عبر المواقع الأخبارية.
وهنا أود أن أؤكد بأني لا أوجه العتاب للأخ محافظ أبين المعين حديثاً ولا للمحافظ الأسبق (حسين زيد) والذي عمل جاهداً (رغم الفترة القصيرة لتحمله مهام قيادة المحافظة) على التخفيف من المعاناة للنازحين من أبين.
إذن ما هي مكامن الإختلالات وطرق المعالجة لتلك القضايا المأساوية التي يكابدها النازحين من تلك المحافظات؟
إن مكامن الإختلالات مرتبطة بعدم توفر خطط وبرامج وآليات عمل تنفيذية واضحة تمكن هؤلاء المحافظين من إنجازها وبالشكل المطلوب الأمر الذي انعكس سلباً على الأداء وبالتالي الأمر الذي أدى إلى خلق حالة من التخبط في التنفيذ مما أدى بالمقابل إلى إتساع الفجوة بين تلك القيادات وبين مواطني تلك المحافظات.
(وكنت قد أشرت في مقال سابق إلى ضرورة أن يتم تطبيق مشروع التغيير وإعادة التدوير الوظيفي وفق معايير واضحة ومفاهيم إدارية علمية اذا أردنا إحداث نقلة نوعية متميزة والعمل وفق منهجية عمل سليمة لتجاوز سلبيات الماضي وتحقيق نجاحات ملموسة على الصعيد العملي وان يتم اختيار الكفاءات وفقاً لتلك المعايير وتلك المنهجية) وهذا ينطبق وبكل تأكيد على تلك القيادات التنفيذية (محافظي المحافظات الجنوبية المحتلة).
لا نريد أن نسهب ونكرر ما قلناه سابقاً في مقالاتنا السابقة ولكن المطلوب الآن ردم تلك الفجوة من خلال جلوس تلك القيادات مع أبناء المحافظات الجنوبية وبشكل دوري منتظم وتلمّس معاناتهم وإيجاد المعالجات (بحسب الإمكانيات) ومتابعة قضاياهم من خلال منظومة من الإجراءات الفاعلة لحل تلك المشاكل.
اللهم إني بلغت اللهم فأشهد ..
سمير المسني:
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية المحتلة في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى.
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي