مخاوف الانتقالي من تجاوز “الرياض“ تدفعه لإلحاف قواته بهادي.. “تقرير“..!

1٬178

أبين اليوم – تقارير

اتخذ المجلس الإنتقالي، المدعوم إماراتياً جنوب اليمن، خلال الأيام الماضية، خطوات احادية  في تنفيذ اتفاق الرياض، ذاك الموقع مع تحالف الإصلاح وهادي، والتي تعكس حجم قلق المجلس من تجاوزه في أية مفاوضات مقبلة ، فما أبعاد تلك التحركات؟

في أحدث قرار له، اعاد عيدروس الزبيدي ، رئيس الانتقالي، هيكلة فصائل “الوية الدعم والاسناد” وهي منظومة مسلحة تسيطر عليها قبائل يافع، بتعينات جديدة شملت قائدها  واركان حربها ونقل مقرها إلى خارج عدن  إضافة إلى الحاقها بالقوات البرية لوزارة الدفاع  وأن تعمل، وفق مواد القرار، بناء على قوانيين الوزارة.

قد تبدو هذه الخطوة ، إذا ما اقترنت من حيث التوقيت، ذات ابعاد تتعلق بفوضى هذه الفصائل التي تتقاسم العديد من الأحياء في مدينة عدن  كمربعات سكنية خارجة عن السلطة المحلية التابعة للانتقالي، ناهيك عن  عملياتها في البسط على الأراضي والحروب التي تخوضها  في سبيل تحرير عدن من سكانها..

وآخرها المعارك الدامية في مديرية الشيخ عثمان، وقد تبدو أيضاً مناطقية في ظل احتدام الصراع بين محسن الوالي اليافعي قائد هذه الفصائل وعيدروس الزبيدي والذي تصاعد الاسبوع الماضي مع رفض اليافعي مطالب الزبيدي  بإخضاع هذه القوات لقياداته وإعادة تأهيلها..

وهذا الصراع يمتد أصلاً إلى ما قبل اشهر عندما ابرمت السعودية إتفاق مع مؤسس هذه الفصائل، عبدالرحمن شيخ، بعيداً عن تيار الضالع، وقضا بتسلم قوات الحزام الأمني التي تشكل الوية الدعم والإسناد جزء من وحداتها مهام الأمن في عدن بدلاً عن فصائل الضالع التي يقودها شلال شائع مدير الأمن السابق وتم ازاحته بقرار سعودي ضمن مخطط  تعميق الخلافات المناطقية في صفوف الإنتقالي..

كما أن الشكوك حول ولاء قائد هذه الفصائل نبيل المشوشي والذي ظل خلال فترة وجود حكومة هادي يرافق القيادي البارز في حزب الاصلاح والوزير للشباب والرياضة نائف البكري قد تكون  لها صلة بقرار الإنتقالي الجديد..

غير أن الأهم هو تزامن ضم هذه الوحدات إلى وزارة الدفاع التي بكل تأكيد خاضعة لخصوم الانتقالي مع مطالبة المجلس إعلامياً بسرعة هيكلة الوزارة وهو بذلك يطالب بمناصب في هرم قيادتها”، مع إنزال الإنتقالي لعلم الجنوب من فوق القصر الرئاسي في مديرية التواهي والذي تم رفعه قبيل مغادرة رئيس وفد الانتقالي إلى الرياض للمشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات..

والقلق المتصاعد في صفوف الانتقالي من  التطورات الأخيرة والتي عبر عنها متحدثه الرسمي علي الكثيري في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية وتضرع فيها السعودية  لإستكمال تنفيذ إتفاق الرياض خصوصاً البنود المتعلقة بتشكيل وفد المفاوضات التابع لحكومة هادي..

جميعها تشير إلى أن الإنتقالي الذي صعدت قواته على جبهات الضالع مؤخراً، يحاول إغراء السعودية بخطوات على الأرض علها تشفع له بالحصول على موطئ قدم في وفد المفاوضات خصوصاً مع تسارع الخطى الدولية في طريق الدفع بعملية سلام شامل..

وآخرها اعتراف امريكا بـ”الحوثيين” كسلطة شرعية وهو ما يعني فعلياً تغيرات كبيرة في المشهد اليمني الذي ظلت قوى الفساد وتجار الحروب يحتكرون “الشرعية” فيه بدعم من الخارج، لكن المخاوف من أن الإنتقالي الذي بدأ تواً التجرد من مركز قواته رضوخاً للسعودية قد يجد نفسه يبعد أكثر عن المشهد ويتراجع في ظل ارتقاء المفاوضات التي كانت بين السعودية والحوثيين إلى مفاوضات غير مباشرة مع امريكا.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com