هل بمقدور بايدن رأب الصدع وتجاوز العزلة والضغائن..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يقال أن الولايات المتحدة وبعد حوالى 5 أشهر على وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن الى السلطة، تسعى حالياً البدء بمد خطواتها العملية الأولى على أرض الواقع لرأب الصدع الذي خلفه الرئيس السابق دونالد ترامب بينها وبين أوروبا لتعبئة ديمقراطيات العالم، وذلك ما ادعاه بايدن الذي من المقرر أن يختم جولته الأوروبية بلقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
المزاعم التي أطلقها بايدن حول مساعيه لرأب الصدوعات التي احدثها سلفه دونالد ترامب مع مختلف دول العالم منها الأوروبية والآسيوية بقوله إن “رحلتي إلى أوروبا هي فرصة لأميركا لتعبئة ديمقراطيات العالم أجمع” ، ربما تواجه بعض التشكيك من قبل دول أوروبا وعموم دول العالم التي باتت تتساءل وبقوة أولا وقبل كل شيء عن مدى صحة الديمقراطية الاميركية نفسها، التي عاث الرئيس السابق دونالد ترامب، في آخر عهده بمصداقيتها وبعثر اوراقها.
رحلة بايدن من المقرر ان تستغرق ثمانية أيام، تقوده إلى بروكسل مقر الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتتخللها اجتماعات ثنائية، في وقت تواجه الولايات المتحدة انتقادات لا تقتصر على صدوعات وجفوات سلفه إنما حتى على مستوى تأخرها في تقاسم للقاحات المضادة لـ’كوفيد-19′ مع بقية دول العالم..
حيث يواجه البيت الأبيض انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم هذه اللقاحات ويحاول بايدن الآن تولي قيادة هذا الملف. ويؤكد أن ‘الولايات المتحدة مصممة على العمل على التطعيم الدولي بنفس شعور ضرورة الأمر الذي عملنا به في بلدنا’.
أعلنت واشنطن أخيراً أن 75% من ثمانين مليون جرعة من اللقاحات الموعودة للدول الأجنبية بحلول نهاية حزيران/يونيو الجاري سيتم توزيعها عبر برنامج «كوفاكس»، الذي وضع لضمان توزيع عادل للقاحات خصوصاً في الدول الفقيرة.
الإتحاد الأوروبي:
تقول “سوزان مالوني”، من معهد ‘بروكينغز’ للأبحاث ومقره واشنطن، حول تصريحات بايدن ومساعيه للتقارب مع أوروبا، أن الحلفاء ‘سيتلقون هذه الكلمات المطمئنة لبايدن مع بعض التشكيك، وأن ‘استعداد بايدن لإعادة الاتصال بهم يجب أن يتغلب ليس على ندوب السنوات الأربع الماضية فحسب بل على الأسئلة العالقة حول صحة الديمقراطية الأميركية’.
بايدن توجه بالفعل الأربعاء إلى بريطانيا، وقال في أول تصريح له من لندن التي وصلها في مستهل جولته الخارجية الأولى منذ تسنمه الرئاسة الاميركية أنّ “الولايات المتحدة عادت”، آملاً بـ”تجاوز العزلة والضغائن التي اتّسم بها عهد ترامب”.
إنها الرحلة التي استعد لها بايدن منذ خمسين عاماً “حسب قول الناطقة باسمه جين ساكي” وذلك في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة للرئيس الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، وأصبح في 1972م عضواً في مجلس الشيوخ عندما كان يبلغ 29 عاماً. وأكدت أنه «يعرف بعض هؤلاء القادة بمن فيهم الرئيس بوتين، منذ عقود.
روسيا:
حول لقاء بايدن الصعب “كما وصفته الوكالات الاخبارية العالمية” بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقرر عقدها في 16 حزيران/يونيو الحالي في جنيف، قال بايدن للجنود الأميركيين في قاعدة ميلدنهال في شرق بريطانيا اثر وصولها الاربعاء، إنّه سيبلغ نظيره الروسي “بما أريده أن يعرف”.
السؤال هنا، ما الذي يريد بايدن من بوتين أن يعرفه؟
كما اسلفنا وحسب قول الناطقة باسمه جين ساكي، إن بايدن ‘يستعد لهذه الرحلة منذ 50 عاماً’، مع تأكيدها ان بايدن يعرف كثيراً من قادة العالم بمن فيهم الرئيس بوتين، منذ عقود، غير ان هذه المعرفة لن تشكل حلاً للاختلافات الاستراتيجية وفي وجهات النظر بين البلدين حول ملفات أقلها شأناً ملف مصير المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، وملف الهجمات الإلكترونية، ما يرشح ذلك الاعتقاد بأن تكون المناقشات بين الرئيسين ‘صعبة’.
في الثاني والعشرين من مارس/آذار الماضي كتب وسام سعادة في القدس العربي اللندنية مقالا تحت عنوان “إدارة بايدن والعدائية لروسيا”، يقول وسام “يظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن عدائية حادة لنظيره الروسي بشكل لا يمكن التأسيس عليه لوحده، كذلك، لا يمكن التعامل مع هذه العدائية على أنها مزاجية عابرة، نحن هنا أمام منحى، وحيال حاجة أمريكية أولاً لتحديد من العدو”.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد اتخاذ الرئيس السابق دونالد ترامب الصين كعدو رئيسي له، عاد بايدن “إلى التحديد التقليدي للعدو الجيوبوليتيكي على أنه روسيا. أمريكا سلطانة البحار وبالتالي خصمها الأساسي موجود في العمق القاري لأوراسيا”.
البيت الأبيض أطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات، غير انه يصر على أن سقف توقعاته منخفض، وان هدفه الوحيد المطروح يتمثل في جعل العلاقات بين البلدين أكثر «استقرارا وقابلية للتكهن» بتطورها.
جوابا على هذه الامنيات الاميركية قال الدبلوماسي الأميركي ألكسندر فيرشباو “الرجل الثاني السابق في الحلف الأطلسي”، إن ‘المشكلة هي أن بوتين لا يريد بالضرورة علاقة أكثر استقرارا وأكثر قابلية للتكهن’.
الصين:
يقال أن الولايات المتحدة وفي لحظة تفاهم نادرة بين الديموقراطيين والجمهوريين أقر الثلاثاء مشروع قانون يقضي بتخصيص استثمارات كبيرة في العلوم والتكنولوجيا، حيث تعاني قطاعات أميركية أساسية عديدة من الاتصالات إلى السيارات، حيث رحب الرئيس الديموقراطي جو بايدن بتبني نص مشروع القرار في مجلس الشيوخ، مؤكداً أن الولايات المتحدة “تخوض منافسة لكسب القرن الحادي والعشرين”.
نص القرار اعتبر “تاريخياً” للولايات المتحدة للتصدّي اقتصاديا للصين ولنموعا الاقتصادي العلمي المترامي الأطراف، حيث رصدت هذه الخطة أكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، وترمي خصوصاً إلى تشجيع الشركات على أن تنتج على الأراضي الأميركية أشباه موصلات تتركّز صناعتها حالياً في آسيا.
في المقابل عارض البرلمان الصيني المشروع الاميركي بشأن التهديد الالكتروني، وأعرب أمس الأربعاء، عن سخطه ومعارضته لمشروع القانون الأمريكي االذي يهدف إلى مواجهة التهديد التكنولوجي الصيني، فيما أعلنت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في بيان أن “مشروع القانون يظهر عقلية الحرب الباردة ويلطخ سياسات الصين الداخلية والخارجية ويتدخل في شؤونها الداخلية”.
ذلك كله من مخلفات رئيس متغطرس جر الولايات المتحدة الى حافة الكارثة بخنق دول العالم باجمعها اقتصاديا بتشديد الضرائب والحظر نزولا عند رغباته الفاسدة في السيطرة عليها واهما ان بامكانه السيطرة المطلقة على الكرة الارضية.
المصدر: العالم