مضحياً باليهود وأسياده الصهاينة.. بايدن يؤدب نتنياهو..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
نهج جديد تتبعة الإدارة الأمريكية بشأن الحرب التي تشنها “إسرئيل” على الشعب الفلسطيني وكذلك الرد الموجع للمقاومة الفلسطينية باستهداف المستوطنات.
إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” دخلت المكتب البيضاوي وهي عازمة على إتباع نهج يضع القضية الفلسطينية في مكان أقل أولوية مقارنة بالعديد من الإدارات السابقة.
بايدن الذي يبدو غير مرتاح من رئيس وزراء الكيان المتهور “بنيامين نتنياهو”، زعم أن “إسرائيل” لها الحق في الدفاع عن نفسها، وأنه يأمل أن ينتهي القتال “عاجلاً وليس آجلاً على حد تعبيره.
فيما أعلن بشكل منفصل، وزير خارجيته “أنتوني بلينكين” أنه كان أيضاً على إتصال مع نظيره الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، وأشار إلى أنه بصدد التدخل بشكل جدي لإنهاء الصراع.
الحراك الدبلوماسي غير الجدي ترافقه حرباً طاحنه تشنها “إسرائيل” على غزة، فيما تقع المستوطنات تحت وطأة الهجمات الصاروخية الليلية للمقاومة، فضلاً عن المواجهات العنيفة بين اليهود والعرب بشكل لم يشهده الكيان المحتل من قبل.
ويشير نهج إدارة “بايدن” حتى الآن إلى أن واشنطن ستكون مرتاحة لقبول هذه النهاية غير السعيدة، حيث أن لديها أولويات أخرى أكثر أهمية. ويكفي الحديث عن الوباء والانتعاش الاقتصادي وتغير المناخ وصعود الصين والملف النووي الإيراني، لتوضيح هذه النقطة.
ويعد إحترام الرئيس الأمريكي للجدول الزمني لـ “نتنياهو” دليلاً على هذا التغير في النهج، حيث تتحول الولايات المتحدة من دورها كمبادر لإنهائه إلى محاولة تهدئة مظاهره الأكثر عنفاً.
المراقبون للشأن الإقليمي المتابعون بجدية لما يجري في الأراضي المحتلة يكشفون عن حقائق وليس أولويات، يقولون ان حماس اقدمت على خطوة كان من المستبعد حصولها في السابق وأطلقت صواريخ بإتجاه القدس كرد على انتهاكات الإحتلال في المسجد الأقصى. وأثار ذلك بدوره غضب نتنياهو، الذي كان متأقلما مع سلطة حماس في غزة ولكن ليس في الضفة الغربية، والقدس الشرقية.
وتأمل حماس في رد الاحتلال ووقف انتهاكاته ضد الأقصى وحي الشيخ جراح، في حين تأمل “إسرائيل” في إعادة بناء جدار الردع ضد رد فصائل المقاومة على رأسها حماس.
ولا تزال “حماس” ملتزمة بحل الدولة الواحدة الذي لا وجود لإسرائيل فيها. ويلتزم “نتنياهو” بصفقة ترامب التي من خلالها تسلم فلسطين بطبق من ذهب لليهود. أما الطرف الثالث وهو “أبو مازن”، فيود أن يرى الولايات المتحدة تتدخل من جديد، لأن ذلك من شأنه أن يجعل له دور مرة أخرى. فقد انتظر مكالمة هاتفية من “بايدن” لمدة 4 أشهر، دون جدوى.
ولدى المفاوضين الأمريكيين خبرة كافية مع “عباس” ليعرفوا أنه ليس في وضع يسمح له بقبول التنازلات الضرورية لتحقيق حل الدولتين. وفي سن الـ 85، وفي العام الـ 17 من ولايته الرئاسية التي كان من المفترض أن تدوم فقط 4 أعوام، وفي حين يترأس اسمياً نظاماً حكومياً شديد الانقسام، وحيث سيتم إدانته كخائن من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته مع أي تنازل يقدمه لإسرائيل، يعتزم “عباس” دخول التاريخ كقائد رفض المساومة على الحقوق الفلسطينية.
وقبل العدوان الإسرائيلي الأخير على الاقصى وغزة، كان هناك أمل في تشكيل حكومة جديدة في الكيان تضع حداً لحكم “نتنياهو”. وكان “يائير لابيد” رئيس حزب “هناك مستقبل” و”نفتالي بينيت” رئيس حزب “يمينا” على وشك تشكيل تحالف يعتمد على دعم الأحزاب العربية لكسب ثقة أصوات الأغلبية. ولكن اندلعت موجة من الصدامات بين اليهود والعرب، وامتدت من القدس إلى مدن أخرى داخل الأراضي المحتلة.
في المحصلة، يرى مراقبون ان تجميد بناء المستوطنات، والضغط على “إسرائيل” لتجنب عمليات الإخلاء القسري وهدم المنازل في القدس الشرقية أمراً مهماً، وعلى الجانب الفلسطيني، يجب تشجيع “عباس” على إعادة جدولة الانتخابات، حيث كان الفلسطينيون متحمسين لفرصة التصويت لاختيار قيادتهم للمرة الأولى منذ 15 عاماً.
وقد ساهمت خيبة الأمل التي شعروا بها عند إلغاء الإنتخابات في تفجر الانقسام والصراع الذي غاب مؤقتاً لأسباب تتعلق بضرورة مواجهة المحتل في حربه الأخيرة.
المصدر: العالم