غزة تثبت “مبدأ توازن الرعب“.. مفاجآت لم يتوقعها كيان الإحتلال..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.. هذه المعادلة التي ارستها المقاومة الفلسطينية والتي أثبتت من خلالها أن لها يداً طولى تصل إلى أعماق كيان الإحتلال والتي تثبت مجدداً انها قادرة على إرساء مبدأ توازن الرعب.. هي لحظة كبيرة في الصراع تؤسس لمعادلات ميدانية وسياسية فكل صرخة هي إمتداد لصرخات تردد صداها عبر سنين من الصبر والكفاح.
المقاومة الفلسطينية تعيش اليوم أوج انتصاراتها وفصائلها تسطر ملحمة بطولية غير مسبوقة لم يشهدها الكيان الصهيوني من قبل ولم يشهد قبلها.. لأن المقاومة الفلسطينية أثبتت انها قادرة على ايلام الإحتلال، فالمواقف التي جاءت من المقاومة تدلل على أن هناك حالة إستعداد تقودها الفصائل الفلسطينية المقاومة لمواجهة كل الإحتمالات بما فيها العمليات البرية التي يهدد بها الإحتلال الصهيوني.
الناطق باسم “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي “ابو حمزة” توعد الإحتلال أن المعركة البرية هي أقصر الطرق إلى النصر الأكيد إذا فكر الإحتلال فيها، مشدداً على أن كل ما يقوم به العدو من عدوان لن يغير شيئاً من استراتيجية المقاومة ولن يستطيع كسر شوكتها، بل سيخرج من المعركة مهزوماً مكسوراً.
بدورها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قالت في بيان، إنه “في ظل تلويح العدو بحملة برية فإننا نقول: إن أي توغل بري في أي منطقة بقطاع غزة سيكون بإذن الله فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروسا قاسية”.
كما أكد أبو عطايا، الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين، قال: “كلنا ثقة على أن العدو لن يتجرأ على خطوة الحرب البرية، وما يمارسه على تخوم غزة عملية استعراضية لن ترهب شعبنا البطل”، مضيفاً: “لقد لقنا العدو درساً مؤلماً في كل المعارك البرية، وإذا أقدم عليها مجدداً فلن يرى إلا الجحيم مضاعفاً على تخوم غزة”.
مشدداً على أن “الإستهداف للمدنيين الآمنين من طيران العدو الصهيوني جريمة حرب من حق مقاومتنا الرد عليها بكل ما تملك من قوة”.
الجيش الإسرائيلي يستدعي آلاف عناصر الاحتياط ويلغي إجازات الجنود:
الإحتلال عندما يقول إنه يحشد المزيد من القوات العسكرية وأنه هناك آلاف على الحدود الشرقية لقطاع غزة ويقوم باستدعاء 7 آلاف من عناصر قوات الإحتياط وإلغاء إجازات الجنود والضباط في الوحدات القتالية بزعم انه سيقوم بعملية برية يعتقد بأنه بمثل هذه الأخبار التي يبثها ستفت في عضد الفصائل الفلسطينية وستدفها إلى التراجع عن عمليات القصف البطولية والملحمة التي تسطرها اليوم لكن الرد جاء واضحاً وجلياً بتصريحات وبيانات فصائل المقاومة في غزة.
من المؤكد أن الفصائل الفلسطينية كانت تعد لكل الاحتمالات بما فيها الاجتياح البري وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات هي رسالة واضحة لكيان الإحتلال بأن أي حماقة قد يرتكبها الجيش الصهيوني سيكون ثمنها غالياً وسيدفع الإحتلال و”بنيامين نتنياهو” ثمناً باهضاً، ولذلك فإن “إسرائيل” غير جادة فيما تهدد به من عملية إجتياح برية لقطاع غزة ولكن وإن حدثت عملية اجتياح فقد تكون محدودة للغاية هذا إن تجرأ “نتنياهو” وتقدم ولو شبراً واحداً داخل اراضي قطاع غزة.
تراجع وخوف واتهامات داخل الإحتلال بعد خبر بدء الحرب البرية:
وهذا ما يؤكده حالة الارتباك والنفي السريع الذي ساد مجمل الحالة العسكرية والإعلامية الإسرائيلية، فور شيوع أنباء عن بدء جيش الإحتلال عملية عسكرية في قطاع غزة، حيث سارعت مختلف وسائل الإعلام لنفي الخبر بصورة “هيستيرية” عكست جانباً من حالة الخوف والقلق من البدء الفعلي بمثل هكذا قرار.
وجاءت ردة الفعل الإسرائيلية على نفي خبر بدء العدوان البري لتعكس صحة من تحدثوا من المراقبين والمحللين الإسرائيليين وغيرهم، من أن كلفة الدخول ستكون باهظة، وأنها تحتاج قبل ذلك إلى وجود حالة سياسة مستقرة وحكومة وحدة أو أغلبية داخل الإحتلال، حتى تتحمل مسؤولية إتخاذ مثل هذا القرار، وهو ما لا يتوافر بالحالة السياسية الإسرائيلية القائمة، بحسب المراقبين.
وأحدث خبر نشرته ابتداء صحيفة “وول ستريت جورنال”، وقالت فيه نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، إنه بدأ عملية عسكرية في شمال قطاع غزة. حالة من الفوضى الرسمية داخل حكومة وجيش الإحتلال، ممن سارعوا وعبر وسائل إعلام مختلفة ومتعددة لنفي الخبر، وتحميل الترجمة الخاطئة وزر إطلاقه.
نتنياهو: العملية العسكرية على غزة مستمرة حتى استعادة الهدوء:
هناك انتقادات واسعة توجه لـ “بنيامين نتنياهو” ولسياسته، وهناك لوم شديد حتى من المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية له لأنهم يعتقدون ان “نتنياهو” لا يبغي من وراء العدوان على غزة مصلحة الكيان وانما الغرض الأساسي له هو ان يقيم حكومة طوارئ يقف على رأسها خوفاً من قضايا الفساد التي تلاحقة وكذلك منع المعسكر المناهض له تشكيل حكومة بديلة لحكومته، بالتالي “نتنياهو” لم يقنع أحد أنه انتصر أو أنه سينتصر فيما يشهده قطاع غزة من هجمات للاحتلال الصهيوني.
ان أبسط سؤال وجه لبنيامين نتنياهو: ما هو الهدف من العدوان على قطاع غزة.. ولماذا لم تخفت صواريخ المقاومة رغم كل هذه الضربات التي توجهها.. واين بنك الأهداف الحقيقي الذي تتحدث عنه؟ الصواريخ تسقط على كل المناطق واصبحت صواريخ المقاومة تصل من شمال فلسطين إلى جنوبها ومن شرقها الى غربها وبالتالي لم تعد نقطة آمنة في الأراضي المحتلة.
اليوم هناك 7 ملايين مستوطن إسرائيلي في الملاجئ والحياة معطلة تماماً والإسرائيليون شاهدناهم وهم يهربون بحقائبهم ويحاولوا ان يختبئوا في الملاجئ ولم يعد هناك مكان لإسرائيل على أرض فلسطين التاريخية..
وبالتالي هذا المشهد الذي يشاهده العالم برمته هو الذي يظهر ضعف هذا الكيان المجرم المسمى “اسرائيل” والتي كانت تتحدث عن انها القوة الرابعة على مستوى العالم وان جيشها لا يقهر، اليوم اهتزت صورة “اسرائيل” بشكل كامل واصبحت حتى الدول التي طبعت تدرك انها تطبع مع كيان هزيل وليس له اي قيمة ولا قدرة على حمايتها من غضبات شعوبهم عليهم.
انتفاضة الأهالي في مناطق الـ 48 في الداخل الفلسطيني المحتل:
ان دخول الأهالي في مناطق الـ 48 بالداخل المحتل على خط المواجهات يعد من ضمن المفاجآت التي لم يتوقعها الإحتلال ان تنتفض الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وان تتمدد الأحداث شيئاً فشيئاً، بدأت الأحداث في “اللد” وفي “ام الفحم” ثم امتدت الى “كفر قاسم” والى “الناصرة” واليوم في “حيفا” و”عكا” وبدأت تشمل عدة مدن داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة عام 48..
وبالتالي هذا أربك الاحتلال وحتى تحدث الإعلام العبري أن الجيش ينتظر إنتهاء المعركة في قطاع غزة لكي يقوم باخماد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 حسب تعبير بعض مواقع العبرية.
الاحتلال وحكومة “بنيامين نتياهو” في حالة إرباك شديد هناك ضغوط تمارس على نتنياهو ليس على مستوى جبهة غزة فقط انما الصواريخ التي سقطت من شمال فلسطين المحتلة على بعض القرى هناك والأحداث داخل الاراضي المحتلة عام 48..
بالإضافة الى ما تشهده القدس والضفة الغربية من عمليات أصبحت الآن غير آمنة للاحتلال وأصبحت عمليات الطعن وإطلاق النار على الحواجز الاسرائيلية تتزايد شيئاً فشيئاً وبالتالي “نتنياهو” يجب ان يصارع على عدة جبهات وهذا يضعف دائما من فرصه في ان يصل الى مبتغاه ويقوم بإضاف المقاومة الفلسطينية وجلب الهدوء الى منطقة الغلاف الحدودي.
المصدر: العالم