إستنفاد سعودي لأوراقه في اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تتخبط السعودية مجدداً في اليمن، وقد وصلت حربها السياسية والاقتصادية وقبلها العسكرية إلى طريق مسدود، وأصبح الإجماع الدولي حالياً على وقفها باعتبارها عبثية ولا مخرج منها، فما هي خيارات الرياض..؟
جميع المعطيات في اليمن تشير إلى أن السعودية تواجه هزيمة ساحقة على كافة الأصعدة.. ميدانياً تقترب قوات صنعاء من حسم ملف مدينة مأرب، آخر معاقل السعودية شمال اليمن.. وبكل تأكيد ستغير هذه الروقة مجرى الحرب برمته، ناهيك عن الهجمات الجوية المتصاعدة في العمق السعودي والذي قد يكلف السعودية ثمناً باهظاً في ظل تراجع أرباح أبرز عصب اقتصادها الذي تعرض لهجمات جوية خلال الفترة الماضية كلفت الرياض خسائر فادحة بحسب تقارير دولية..
الورقة العسكرية في اليمن إذن محسومة لصالح أصحاب الأرض والشعب، وحتى الورقة السياسية تبدو السعودية فيها الطرف الأضعف وقد أحرقت صنعاء مبادرتها للحل قبل أن ترى النور ووضعتها في زاوية ضيقة تحاول الخروج منها عبر المناورة بمبادرات أمريكية وأممية وحتى إيرانية..
أما الإقتصادية التي لوح بها الخبير العسكري السعودي احمد القرني كخيار للسعودية في الحرب على اليمن فهي لم تحقق على مدى السنوات الماضية شيء وقد استنفذت أصلاً خلال سنوات الحرب التي ركزت فيها السعودية هجمات على منشآت البنى التحتية والقطاع الخاص والعام، ولم تستثني حتى القطاع السمكي حيث أشار تقرير للأمم المتحدة نشر في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أرقام مرعبة لخسائر هذا القطاع الحيوي.
السعودية فعلياً استنفدت على مدى الـ7 سنوات الماضية جميع أوراقها.. وهذا ما دفعها الآن للبحث عن أوراق جديدة، فقصدت ابوظبي لتحريك ما تبقى من إرث صالح وتدفع في مجلس الأمن لتحرير نجله بعد سنوات من تقيده بالعقوبات الدولية..
لا تزال السعودية تعتقد بأن نجل صالح سيمثل بالنسبة لها كـ”حصان طروادة” لدخول صنعاء أو على الأقل للدفاع عن مأرب، وهي بذلك تكشف حجم ما تعانيه من استنزاف في صفوف الفصائل الموالية لها وأولهم الإصلاح الذي راهنت عليه خلال السنوات الماضية من عمر الحرب ويدنو حالياً من الانهيار.
استدعاء إرث صالح يعني فعلياً توسعي لقاعدة الصراع داخل “أطراف الشرعية” فالإصلاح وحتى هادي نفسه لن يسمحا بحضور لنجل صالح الذي يشترط تغيرات جذرية في هيكل “الشرعية” بغية الاستحواذ على أهم الحقائب وابرزها الدفاع وهذا باعتراف أبرز منظري نجل صالح، ومستشار إبن عمه، نبيل الصوفي الذي توقع أن يدفع اي خطوة في هذا الإتجاه نحو تقارب بين أطراف في “الشرعية” ومن وصفهم بـ”الحوثيين” وسيكون الثمن تسليم مأرب.
وبعيداً عن تداعيات الحراك السعودي الجديد، تؤكد المؤشرات على سعيها لطيء الشرعية ليس فقط لاستبدالها بأطراف متعددة كما كشف الأمين العام المساعد في المؤتمر- جناح الامارات- ابوبكر القربي بل أيضاً لعل ذلك يغير من حظوظها العاثرة في طريق السلام.
التحرك في مجلس الأمن واستدعاء إرث صالح الذي لم تستثنيه من الحرب والحصار، مؤشرات على أن السعودية تعاني من نفاد أوراقها في اليمن تلك التي بدأت بـ”الشرعية” وانتهت بطيها.. وجميعها تؤكد حجم المأزق الذي تعانيه.
البوابة الإخبارية اليمنية