ماذا حقق بايدن في 100 يوم.. وهل إستطاع التخلص من تركة ترامب..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
شهدت الـ 100 يوم الأولى من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن -كما العادة في مستهل عهد الإدارات الجديدة- تركيزاً منصباً على الملفات الداخلية ذات الأولوية، عزز ذلك الأوضاع غير المسبوقة التي فرضتها جائحة كورونا، ومن بينها الآثار الاقتصادية الشديدة، فضلاً عن التركة المتخمة بالملفات المشتعلة التي خلفها الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أظهر بايدن حرصاً على التعاطي معها بشكل مختلف في كثيرٍ من الملفات الرئيسية.
لكنّ مع هذا الإهتمام الطبيعي المنصب على الملفات الداخلية، لم تكن السياسة الخارجية الأميركية غائبة عن عديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الأهمية بشكل متفاوت، ومن بينها ملفات وقضايا منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية بالنسبة لواشنطن.
خبراء يرون أن بايدن منذ استلامه الحكم وحتى هذه اللحظة كانت الأولويات الاساسية عنده هي مواجهة الانقسام المجتمعي الكبير الذي حدث نتيجة الصراع الذي كان مع ترامب، وبنفس الوقت محاولة معالجة كل القرارات المتهورة التي اتخذها ترامب خلال الفترة الأخيرة والغاؤه عشرات القرارات التي اتخذها ترامب والعودة الى كل الهيئات الدولية وعودة امريكا الى المجتمع الدولي بالشكل الذي يراه الديمقراطيون وليس بالشكل الذي كان يراه ترامب واسلوبه وطريقته.
ويوضح الخبراء أن بايدن واجه العديد من الازمات وأولها موضوع كورونا، وادارته الجيدة في التعاطي مع كورونا عملت له نوعا من الشعبية التي تجاوزت نحو 53% في اول 100 يوم، وان المسألة الأخرى لدى بايدن هي الموضوع الاقتصادي الاميركي، هذه الاولوية الأمريكية الأساسية نتيجة الركود الاقتصادي بسبب كورونا، حيث سعى الرئيس الاميركي الى مواجهة هذا الركود.
ويرى هؤلاء أن الاولوية الثانية لبايدن هي إظهار وجه جديد لأمريكا او العودة الى الوجه السابق، كذلك موضوع المواجهة مع الصين ومحاولة تأجيل أو منعها من ان تكون هي القطب الثاني على مستوى العالم، بالإضافة الى موضوع الصراع مع الروس، بنفس الوقت موضوع الملف النووي الايراني والسعي الجدي الاميركي للعودة الى الملف مع محاولة الحصول على شيء ما، الذي تتم مواجهته بالصمود الايراني.
وفي موضوع سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، يرى الخبراء ان الاولويات عند القيادة الديمقراطية الجديدة هي موضوع البرنامج النووي الإيراني بشكل اساسي، اما فيما يخص الموضوع الإسرائيلي فلا يوجد هناك فرق كبير بين الجمهوري والديمقراطي في هذا الموضوع، والخلاف الوحيد حول هذا الموضوع هو حول الآليات والطرق، ولكن لا احد منهم مستعد للخروج من التحالف مع الكيان الإسرائيلي او المحافظة على التفوق الإسرائيلي.
ويؤكد هؤلاء بأن الإسرائيلي يتوجس اليوم من التغيرات في أحداث المنطقة، فالاسرائيلي يتخوف من انه اذا عادت الولايات المتحدة الامريكية الى الاتفاق النووي فماذا سيكون مصيره، مشيرين الى أن ما سيحدث في الفترة القادمة لن تفرضه لا أخلاقية الإدارة الاميركية ولا أي أخلاقية ثانية، ومن سيفرضه هو الواقع الجديد وموازين القوى الجديدة التي فرضت في المنطقة.
محللون رأوا أن هناك بعض التغييرات الايجابية والسلبية في سلوك الإدارة الاميركية، فأثناء الانتخابات الاميركية كان هناك إحتمال كبير لوصول ترامب من جديد الى البيت الابيض كان في روسيا عدة تساؤلات حول إمكانية تمديد إتفاقية ستارت1، وبعد فوز جو بايدن توصلوا الى هذا التفاهم بشكل سريع جدا وتم تمديد الاتفاق.
كما ان هناك تغيرات ايجابية فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني، وتجري مفاوضات في فيينا، ووفقاً لبعض التصريحات فإن هذه المفاوضات تتقدم، لذلك هناك نقاط ايجابية.
لكن في نفس الوقت، يوضح المحللون، هناك عدة قرارات اتخذها ترامب في السابق ولا يوجد تراجع عنها من قبل بايدن من بينها القدس والقضية الفلسطينية الإسرائيلية بشكل عام، والصحراء الغربية بالاضافة الى بعض الملفات الاخرى، ولذلك فإن بصمة ترامب لا تزال موجودة بشكل او بآخر.
وبخصوص الإتفاق النووي الايراني، فإن ما نشهده في فيينا من مفاوضات هي ليست بسبب ان الولايات المتحدة الأمريكية تسعى الى الرجوع بشكل حقيقي لهذا الاتفاق، بل أن السبب الرئيس لهذه المفاوضات هي ان ادارة بايدن تسعى لإعادة بناء علاقات جيدة وبناءة مع حلفائها في اوروبا التي هي مهتمة بإعادة التعاون الاقتصادي مع ايران قبل كل شيء، حسب ما يؤكد محللون.
وبخصوص افغانستان شكك محللون سياسيون بنية امريكا في الانسحاب الفعلي من هذا البلد، مشيرين الى انه يجب الإنتظار الى العاشر من سبتمبر القادم لتبيين حقيقة الأمر، لأن ما يحدث الآن مقتصر على تصريحات.
وبشأن سوريا يرى هؤلاء أن التوجه الاميركي هناك حتى الآن مجمد بشكل او بآخر، ولكن هذا لا يعني بأن هذه الأوضاع ستكون كما هي الآن طوال اربع سنوات، معربين عن اعتقادهم بأن سوريا هي منطقة حيوية بالنسبة لروسيا وان هناك احتمال للتصعيد في تلك المنطقة.
لكن المحللين رأوا أن إدارة بايدن فور وصولها اجرت تغييرات جذرية في سياستها بالشرق الأوسط، كالتسوية بين السعودية وقطر والتقارب التركي المصري وايضا هناك بعض المعلومات عن المفاوضات والمشاورات بين السعودية وايران في العراق، كل هذه الانباء ان صحت او لا هي مرتبطة 100% مع وصول ادارة بايدن للبيت الأبيض.
فيما رأى مراقبون أن بصمات ترامب بالداخل والخارج الاميركي لا زالت قائمة، لكنها بدأت تدخل مرحلة نهايتها، وان سبب وجودها حتى اليوم هو قصر الفترة الزمنية لحكم بايدن والمتمثلة بـ100 يوم، بالإضافة الى تشعباتها التي تسبب بها ترامب مع العالم من خلال تخليه عن اقرب حلفائه وانطلق بمنطلق معين وهو “البزنس”. الامر الذي نجم عنه اكثر من مرحلة فتور بالعلاقة الاوروبية الاميركية وعلاقة امريكا مع العالم.
ويعتبر المراقبون أن بايدن نجح لغاية الآن في الشأن المحلي اقتصاديا وبشأن الكورونا وبالعدالة العرقية وموضوع جورج فلويد، وموضوع الهجرة والمهاجرين عبر طرح مشروع قانون لمنحهم جنسية، مشيرين الى ان النجاح الداخلي مهم جدا ليكون له ظهير اساسي بالسياسة الخارجية.
وفي الشأن الفلسطيني يرى هؤلاء أن جزء أساسي من إستراتيجية ادارة بايدن هو ان تلغي ما تصرف به ترامب، لأن ما تصرف به ترامب بحسب رأي الديقراطيين لا ينسجم مع المصلحة الأمريكية العليا وخصوصا بعلاقتها مع حلفائها بالمنطقة.
ويؤكد المراقبون أن امريكا تدافع وتقاتل اليوم من اجل ان تبقى هي القطب الأوحد في العالم وتقوده وتتحكم به، وبذلك خلقت امريكا والمصالح الامريكية اولوية جديدة تتقدم على اولوية الشرق الاوسط لكن لا تلغيها، الاولوية الجديدة هي المصلحة الأمريكية في المحيط الهادي وفي بحر الصين وفي المحيط الاطلسي وبمناطق معينة وبمواجهة روسيا.
فما رأيكم؟
- ماذا حقق بايدن من حصاد المئة يوم على ولايته في السياسة الخارجية؟
- هل تخلص من تركة ترامب أم أبقى عليها مع تغيير في اللهجة والشكل ربما؟
- ما الذي تغير في مقاربة إدارته لملفات المنطقة لا سيما الإيراني؟
- كيف كان تعاطيه مع تحدي الصين وروسيا كمنافسين استراتيجيين؟
المصدر: العالم