أخيراً إعترف إبن سلمان بـ“عروبة الحوثيين“..!
أبين اليوم – إستطلاع
في المقابلة التي بثتها مساء أمس الثلاثاء وسائل الإعلام الرسمية السعودية، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي تتطرق فيها إلى قضايا داخلية وإقليمية ودولية ومواقف السعودية منها، إستوقفتني جملة قالها إبن سلمان في اطار دعوته صنعاء الى القبول بالمبادرة السعودية، لوقف الحرب على اليمن، وهي الجملة التي أشاد فيها بـ”نزعة الحوثي العروبية واليمنية”!!.
لسنا هنا في وارد الخوض في الأسباب التي دعت ولي العهد السعودي، المعروف بتصلبه في مواقفه الاقليمية وخاصة من الحرب على اليمن ، وبالاخص من حركة انصارالله، وخطابه الاستعلائي مع الشعب اليمني، ان يتحدث بهذه اللغة الدبلوماسية الناعمة التي تحدث بها مع حركة أنصار الله، فهي أسباب باتت معروفة للجميع، وليست هناك حاجة لسبر اغوارها، إلا اننا سنتوقف قليلاً أمام حديثه عن “نزعة الحوثي العروبية واليمنية”!!.
من المؤكد أن الشخص الذي يمتدح جهة ما، عبر وصفها ب”العروبية”، فهذا يعني ان “العروبة” لدى مثل هذا الشخص تعتبر “قيمة”، وإلا لما كان يصف تلك الجهة بهذه الصفة ويمتدحها بها. تُرى هل يعي ابن سلمان حقا ماذا تعني “العروبة”؟. وهل كان ابن سلمان صادقاً في مدحه لحركة أنصار الله؟. وهل إحترم ابن سلمان “عروبة” اليمنيين؟. نفس هذا التحليل، ونفس هذه الأسئلة، نكررها عن “النزعة اليمنية” لدى حركة انصارالله، وهي نزعة امتدحهم بها ابن سلمان.
من المؤكد ان ابن بن سلمان لم يكن صادقاً في مدحه لحركة أنصار الله ، و “ونزعتها العروبية واليمنية” ، فإبن سلمان وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين السعوديين ، والاعلام والصحافة والذباب الالكتروي السعودي، مازالوا يصفون حركة أنصار الله بأنها “مليشيا ايرانية”!!، وهذه الصفة تنزع عن حركة أنصار الله اي ارتباط له ب”العروبية واليمنية”، لذلك قرر ابن سلمان ومن خلال “عاصفة الحزم”، انقاذ اليمن من هذه “الميليشيا”، “غير العربية وغير اليمنية”!!.
من المؤكد أيضاً، ان ابن سلمان لا يعي مطلقاً ماذا تعني “العروبة”، بدليل لو كان يعي معنى العروبة، لأحترم الشعب اليمني العربي الاصيل، ولما شن عليه ربع مليون غارة على مدى ست سنوات، وألقى فوق رؤوس أطفاله ونسائه ورجال ملايين الاطنان من الصواريخ والقنابل، ولما قتل في كل عشر دقائق، طفلا عربياً يمنياً من الجوع، ولما ارتكب أكبر ماساة انسانية في التارخ المعاصر في اليمن العربي..
ولما جوع اكثر من 20 مليون عربي يمني، عبر فرض حصار بري وبحري وجوي خانق عليهم، ولما دمر البنى التحتية للشعب العربي اليمني، وهدم رياض اطفالهم ومدارسهم وجامعاتهم ومصانعهم ومعاملهم ومزارعهم وجسورهم، ولما حول اعراسهم الى مآتم، ولما قتل المعزين في المآتم.
من يرى في “العروبة” “قيمة و “إنتماء”، لا يتعامل بهذه الطريقة غير الانسانية، مع “أصل العرب”، فاليمن هو أصل العرب، وانطلاقاً من اليمن انتشرت قبائل العرب في باقي أجزاء الجزيرة العربية، فإذا كان هناك من يجب ان يثبت عروبته، فهؤلاء ليسوا اليمنينن بالتأكيد، بل غيرهم.
اليوم وبعد مرور 6 سنوات من مسلسل فشله المتواصل لإركاع “اصل العرب”، يأتي ابن سلمان ل”يمن على اليمن بالعروبة”، فلا حاجة لهم بهذه “الشهادة”، فإذا كان إبن سلمان، يحترم “العروبة” اوقف عدوانه وفكم حصاره عن “اصل العرب”، لا ان ينحر العروبة في اليمن، على مذبح المصالح الاسرائيلية.
ويكفي اليمنيين مقولة سيد من سادات العرب كابر عن كابر، قالها مزمجراً وفي وجه ابن سلمان، عندما تناهى الى مسامعه، تشكيكه بالانتماء العربي لليمنيين.. “ان لم يكن اليمن من العرب فمن العرب؟”!!.
المصدر: العالم