مفاوضات الملف اليمني.. هل يعول التحالف عليها لغسل إنتهاكاته في اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تبحث السعودية عن مخرج لها من المستنقع الذي زجت بنفسها فيه بالحرب التي تخوضها في اليمن على رأس تحالف شكلته قبل أكثر من ست سنوات، موقعة عشرات الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى دمار كبير في مقدرات اليمن وبناها التحتية ومنشآتها المختلفة، وهي فاتورة تغدو أي مطالبة بالسلام دون سدادها من قبل السعودية، أمراً قد لا يلقى قبولاً من كافة اليمنيين، الذين إذا ما التفتوا إلى واقع بلادهم بعد هذه السنوات من الحرب، فسيجدونها بحاجة إلى عقود بكاملها لإعمار ما طاله الدمار، ناهيك عن التعويضات التي يجب أن تدفع لضحايا هذه الحرب.
وإذا ما نظرنا إلى التحركات التي تتم لتسوية الملف اليمني، فسندرك أنه يتم التعامل معه بخفة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، دون وضع أدنى إعتبار للدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت والدمار الكبير الذي طال البلاد، بفعل غارات التحالف وعملياته العسكرية.
يحرص التحالف بقيادة السعودية على توجيه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، نحو اعتبار الحرب الدائرة في اليمن حرباً أهلية بين اليمنيين أنفسهم، وإغفال الدور الرئيسي والمحوري للتحالف في هذه الحرب التي لم يكن للأطراف المقاتلة في صف التحالف، سوى دور هامشي، حسب ما تحدده قيادة التحالف لهم ووفق المسار الذي ترسمه لهم، والذي لا يمكنهم تجاوزه..
حتى في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف، والتي سعى إلى خلق صراعات داخلية فيها، يديرها وفقاً لما يخدم أهدافه ومخططاته في تلك المحافظات، كما هو حاصل في المحافظات الجنوبية.
ووفقاً لاعتبارات تتعلق بمصالحه مع دول التحالف، ينساق المجتمع الدولي والأمم المتحدة وراء الصورة التي يحاول التحالف ترويجها، باعتبار أن إحلال السلام في اليمن يتوقف على توافق الأطراف اليمنية حول خطة لإيقاف الحرب، يكون التحالف فيها مجرد وسيط للوصول إلى رسم السيناريو النهائي لحربه التي أعلن عنها في 26 مارس 2015..
وإسدال الستار عن الكثير من الانتهاكات التي ارتكبت بفعل الغارات الجوية العمليات العسكرية المختلفة التي نفذها التحالف، والاغتسال من دماء عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين والنساء والأطفال، والتحلل من المسئولية عن الدمار الكبير الذي لحق بالبلاد على كافة المستويات.
ويرى مراقبون أن ما يتم من مفاوضات حول الأزمة المنية برعاية الأمم المتحدة، وما يتم طرحه من مقترحات أو خطط لإيقاف الحرب، ستظل عديمة الجدوى ما لم تكن هناك رؤية لحلول شاملة، تتضمن تسمية الأشياء بمسمياتها، وتحمل التحالف لمسئولياته عمَّا ارتكبه من انتهاكات في اليمن، وتعويض كل المتضررين من غاراته الجوية وعملياته العسكرية، والالتزام بإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية على مدى سنوات الحرب.
البوابة الإخبارية اليمنية