حجم التمويل الأمريكي الأوروبي للتحالف.. يكشف لصالح من تدار الحرب في اليمن..!
أبين اليوم – خاص
درجت الأطروحات السياسية، على وصف الحرب التي فجرها التحالف بقيادة في اليمن قبل أكثر من ست سنوات، على أنها حرب تُشنُ بالوكالة..
على اعتبار أن طرفاها التحالف وحلفاؤه الغربيون من جهة، والحوثيون ومن ورائهم إيران التي تتهم بدعمهم بالمال والسلاح والخبرات، غير أن ذلك الطرح على ما يحمله من حقيقة نسبية، فإنه لا يمكن أن يكون دقيقاً في ما يعرضه، إذ أن مجريات الأحداث خلال سنوات الحرب الست، كشفت الكثير من الالتباسات، وكان ذلك كفيلاً بتغيير الكثير من المفاهيم حول حقيقة التحالفات والإبعاد التي تنطوي عليها في اليمن والمنطقة.
موّل التحالف عملياته العسكرية في اليمن بمئات المليارات، كان على رأسها عشرات صفقات الأسلحة المتعددة المصادر، وكان ذلك واضحاً، وبشكل علني، وهو ما لم يحدث من قبل إيران المحاصرة والتي تعاني من أزمات مختلفة، تجاه حلفائها في اليمن، إذ ليس بمقدور أي تمويل أو دعم أيّاً كان نوعه، تقدمه إيران أو غيرها أن يضاهي ولو جزءاً بسيطاً مما أنفقه التحالف في حربه طيلة السنوات الماضية، وهو الأمر الذي يكشف بجلاء حقيقة الطرف الذي يدير الحرب بالوكالة، ولصالح من تُدار.
بخلاف الدعم اللوجستي وصفقات الأسلحة التي تمت بين كل من السعودية والإمارات، ودول غربية على رأسها أمريكا، حشد التحالف الذي تقوده السعودية مستخدماً أمواله وعلاقاته والمصالح الدولية المرتبطة بثرواته تأييداً دولياً لحربه في اليمن، وهو ما بدا واضحاً منذ أول يوم لهذه الحرب التي لم تبد الأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة أي موقف معارض لها..
وكذلك المجتمع الدولي بكياناته وهيئاته ومنظماته واتحاداته المختلفة، وذلك هو ما لا يزال معلوماً إلى اليوم لدى أبسط المتابعين لتطورات الملف اليمني، غير أن ما ظل غير معلوم هو لدى الكثيرين، هو أن دعماً وتمويلاً غربياً، جرى تقديمه عبر بنوك أمريكية وأوروبية، لتمويل عمليات التحالف السعودي الإماراتي العسكرية في اليمن.
في تقرير نشره موقع “إل سالتو دياريو” الإسباني، تحدث الموقع عن تورط عدد من البنوك في تمويل جيشي السعودية والإمارات، بين عامي 2015 و2019 في حرب اليمن، بحسب تحقيق أجراه مركز “ديلاس” لدراسات السلام.
وقال الموقع، في تقريره، إن تحقيق مركز “ديلاس”، بعنوان “تمويل أسلحة حرب اليمن”، كشف الضوء عن عدد من الشركات التي تمول الحرب التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن.
وبحسب التحقيق، خصصت مئات المؤسسات المالية ما مجموعه 607 مليارات دولار للشركات الرئيسة التي تزود جيشي السعودية والإمارات بالسلاح بين سنتي 2015 و2019، عندما نفذت عمليات عسكرية ضد السكان المدنيين اليمنيين.
وكان من بين خمسين كياناِ تجارياً ومالياً ذكرها التحقيق، كمتورطة في دعم حرب التحالف في اليمن، بعض البنوك الأمريكية الكبرى مثل “بلاك روك” و”غولدمان ساكس” و”مورغان ستانلي” و”سيتي غروب”، وبنوك أوروبية مثل “دويتشه بنك” و”باركليز” و”بي إن بي باريبا يونكريديتو”، وشركة التأمين الفرنسية “أكسا”..
حيث قال إن هذه الكيانات قامت بتحويلات مالية تقدر بحوالي 8.6 مليون دولار لـ 9 شركات قامت بتصنيع أسلحة تم تصديرها إلى السعودية والإمارات. ومن بين الشركات المستفيدة من التحويلات: “إيرباص” و”بوينغ” و”جنرال ديناميكس” و”ليوناردو” و”نافانتيا” وشركة “رايثون” للتكنولوجيا وشركة “رولز رويس” القابضة، ومجموعة “تاليس” وشركة “راينميتال”.
التحقيق كشف أن الأسلحة التي تم تصديرها إلى السعودية والإمارات تتمثل بالأساس في: الطائرات (48.7 بالمئة)، والصواريخ (19.5بالمئة)، والمدرعات (14.6بالمئة)، وأنظمة الدفاع الجوي (7.6 بالمئة)، كما ذكر أنه من بين الشركات التي زودت دول التحالف في اليمن بالأسلحة، شركة الشحن الإسبانية “نافانتيا”، التي تلقت تمويلاً من بنوك مثل “بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا” و”سانتاندر” و”بنكيا” و”بانكينتر”، وقد بدأت في 2018 بصناعة 5 فرقاطات أفانتي-2200 بتكليف من الحكومة السعودية، على أن يتم تسليمها في 2022.
ويشير التحقيق أيضاً إلى أن “بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا” وبنك “ساباديل وبنكيا” استثمرا في أسهم شركة “رايثون” للتكنولوجيا، وهي الشركة التي قامت بتصدير أكبر كمية من القنابل الموجهة إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة خلال الحرب في اليمن.
عمليات التمويل الغربي للتحالف السعودي الإماراتي التي نشرها الموقع الإسباني بناء على التحقيق المشار إليه، والتي سلطت الضوء على الدور الغربي الفعلي والرئيس في الحرب التي يقودها التحالف في اليمن ولصالح من تُدار، وإن كانت لا تقول الشيء الكثير عن هذا الدور، ولا عن أهدافه وأبعاده والمخططات المرتبطة به..
لكنه يمكن اعتبارها دليلاً حاسماً، على أن ما جرى رفعه من شعارات خلال هذه الحرب، بشأن الخطر الإيراني في المنطقة، والحفاظ على أمن وسلامة المصالح الخليجية والغربية في المنطقة، وغيرها من الشعارات، لم تكن سوى أكذوبة، تخفي وراءها مخططات وأجندات غربية، أوكل إلى التحالف العمل عليها.