التحالف يبدأ فك إرتباط عدن عن حضرموت بحزام القاعدة.. “تقرير“..!

322

أبين اليوم – تقارير

المزيد من فرق وعناصر الجماعات المتطرفة  تتقاطر تباعاً على طول المنطقة الفاصلة بين محافظتي أبين وشبوة، والمؤشرات تؤكد بأن التحالف الذي أخلى هذه المنطقة التي كانت معاقل سابقة للتنظيم تحت مسمى “منطقة خطوط تماس” بين  الفصائل المتناحرة والموالية له يعد لإعادة توطين التنظيم القادم من خلف البحار فيها ، فما هي أهداف التحالف وما تأثيرها على مسار السلام في اليمن وتبعاته على الوضع في البلاد التي تتعرض لحرب وحصار منذ 7 سنوات..!

آخر التقارير الواردة من المحافظات الجنوبية، ويسردها الصحفي الحضرمي محمد سعيد با حداد، تشير إلى أن سفينة رست تواً في سواحل محافظة شبوة وعلى متنها المئات من العناصر المتطرفة القادمة من سوريا وليبيا، إلى جانب شحنة أسلحة جديدة ومعدات عسكرية متنوعة.

هذا الصحفي المحسوب على فصائل الإمارات حاول تصوير الوضع على أن تيار قطر- تركيا التواقان للنفوذ في اليمن بعد إنفراج الأزمة مع السعودية من يقفان وراء هذه الرحلات المكوكية التي تنطلق من مدن حدودية في الشمال السوري عبر طائرات تركية إلى مطار الدوحة قبل أن تتكلف الأخيرة بنقلهم إلى قواعد عسكرية على السواحل الصومالية القريبة من اليمن ليتم بعد ذلك نقلهم بحراً إلى سواحل محافظتي شبوة وابين الخاضعتان لسيطرة فصائل الاصلاح- جناح الاخوان المسلمين في اليمن..

في إطار عمليات توطين كبيرة تجرى منذ أيام وبدأت بنقل عناصر الجماعات المتطرفة من البيضاء ومأرب وأبين وحضرموت إلى معسكر لقوات هادي في شبوة يعرف بمعسكر مرة وتعرض قبل أيام لغارات جوية في محيطه يتوقع أنها إماراتية وتحاول من خلالها ابوظبي التي تخشى إثارة التنظيم في حال إستهداف معسكره تسليط الضوء على ما يدور هناك.

فعلياً.. هذه التحركات حقيقية وبدأها الإصلاح منذ بدء معركة مأرب قبل أشهر بحشد عناصر التنظيم للدفاع عن آخر معاقله وبضوء أخضر سعودي برز بتوجيه فصائل الإنتقالي للانسحاب من أحور الساحلية التي تعد مركز تهريب  استخدمها التنظيم خلال العقود الماضية من حكم سيطرته على المناطق الوسطى لمحافظة أبين..

لكنه تبقى نصف الحقيقة فقط،  فقبل أيام عقد عبداللطيف السيد، قائد الفصائل الموالية للإمارات في أبين، والقيادي السابق في تنظيم القاعدة، لقاء مع أبرز زعماء التنظيم في المحافظات الجنوبية، خالد عبدالنبي، والذي أفرجت عنه الإمارات في فترة سابقة بعد ترويضه على الولاء لها ضمن سباق مع السعودية لتقاسم تركة التنظيم المنقسم منذ مقتل زعيمه قاسم الريمي وقبله جلال بلعيدي الذي علن ولائه لداعش.

هذا اللقاء وفق مصادر محلية جاء عقب هجوم لفرع التنظيم المحسوب على السعودية على نقاط الحزام الأمني في أحور وما تلاه من سيطرة لقوات هادي هناك ، وبالتزامن مع ذلك نشرت مجلة “ذا ناشينوال” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية تقرير يسلط الضوء على تحركات للتنظيم على طول المناطق الفاصلة بين فصائل الإنتقالي الموالية للإمارات في أبين وقوات هادي المتمركزة عند الطرف الآخر، ناقلة عن مشايخ قبائل قولهم إن التنظيم بدأ بالفعل إعادة ترتيب صفوفه بتفعيل معسكراته السابقة بوادي عمران بمودية وخبر المراقشة وصولاً إلى معسكر مرة في شبوة.

هذه التحركات تزامنت مع إعلان التنظيم في بيان له نشر السبت عودة قيادات الصف الأول إلى الواجهة بنفي خبر إعتقال زعيمه خالد باطرفي المحسوب على السعودية ونائبه سعيد العولقي الذي كان تسوقه الإمارات كبديل لباطرفي..

وهو ما يشير إلى أن التنظيم  الذي ظل يقاتل خلال السنوات الماضية ضمن فصائل التحالف مقابل امتيازات سرية كدمجه بقوات هادي وفصائل الإنتقالي، وفق تقرير حديث لمجلس الشورى بصنعاء،  يعاد تدويره إلى الواجهة بتوجه رسمي بدأ بتقديم حكومة هادي تقرير لمجلس الأمن بشأن تحركات التنظيم ومحاولة تحميل خصومها في اليمن مسؤولية انتشاره.

عموماً تحريك التنظيم في هذا التوقيت يحمل أبعاد عدة أبرزها أن أطراف إقليمية ودولية تحاول من خلال عودته الدفع خلال المفاوضات الجارية في مسقط نحو بقاء طويل الأمد في أهم منطقة منتجة للنفط والغاز في اليمن وتمثل موقع إستراتيجي على خط الملاحة الدولية، لكن الأهم من ذلك أن تحريك القاعدة وداعش في المنطقة الفاصلة بين محافظتي أبين التي تمثل نهاية حدود ما عرفته السعودية والولايات المتحدة في مخرجات الحوار الوطني بـ”اقليم عدن”..

وتدفعان به لإبقاء اليمن مقسماً إلى دويلات،  وشبوة التي تمثل رأس الهلال النفطي وما يسمى “اقليم حضرموت” تشير إلى أن ثمة نوايا لفك الارتباط بين الإقليمين الخاضعان لسيطرة فصائل مختلفة، فالتنظيم إلى جانب منعه إقتراب قوات الانتقالي من الهلال النفطي سيمثل أيضا يد السعودية في خاصرة أتباع الإمارات في عدن وسيشغلهم في معارك استنزاف غير مسبوقة هذا من ناحية..

ومن ناحية أخرى سيمثل وجود التنظيم في الهلال النفط منفذ لقوى إقليمية ودولية للاستحواذ على عائدات اليمن القومية.

البوابة الإخبارية اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com