أنقرة تخنع لدمشق وتغازل القاهرة.. ما الذي تغير..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
أمام تكرار القيادات السياسية والعسكرية في تركيا لمواقفها الداعية لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر واستعداد أنقرة لتوقيع إتفاق ترسيم حدود بحرية مشتركة بين البلدين يبدو ان القاهرة تتخذ حالياً سياسة الحيطة والحذر في الرد على رسائل أنقرة، وهو ما يعكسه تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أكد أن المواقف السياسية السلبية من الساسة الأتراك لا يعكس العلاقة بين الشعبين.
مراقبون للشأن الإقليمي يقولون ان القاهرة إما ان تدرس الدعوة التركية بشكل عميق أو تريد معرفة الموقف التركي من حيث التوقيت والتداعيات.
وفي هذه الأثناء تتضارب التحليلات والتقديرات في الداخل التركي بشأن أسباب التحول في مواقف القيادة التركية تجاه مصر والأهداف التي تسعى إليها من خلال مغازلة القاهرة ثلاث مرات في أسبوع واحد.
محللون سياسيون مناهضون لسياسات اردوغان يقولون ان سياسة الأخير ولّدت أعداء لأنقرة، فتركيا خسرت جيرانها، كسوريا وأوروبا، واليوم تبحث عن حلول عبر الإتصال المباشر وغير المباشر بجيرانها، معتبرين خطوة أردوغان بالإيجابية نظراً لضرورة الحد من الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي تشكل أنقرة محوراً رئيسياً في نشوبها، بإنتهاجها أجندات إنفصالية من شأنها أن تقوض السيادة السورية وتهدد الأمن القومي لدول الجوار.
محللون سياسيون يقولون ان حل الأزمة السورية عبر الحوار السياسي، استراتيجية تُقرب وجهات نظر روسيا وتركيا وقطر، كَونها تصب لصالح إستقرار المنطقة التي لا تريد الحركة الصهيوأميركية استقرارها.
فعودة أنقرة عن أجندتها في سوريا هي هزيمة لنظام اردوغان بحسب مراقبين للشأن الإقليمي والذين يتوقعون أيضاً عودة الرياض والدوحة عن أجندتهما على غرار أبوظبي التي اتخذت مؤخراً موقفاً إيجابياً من القضية السورية التي صارعت المجهول على مدى عشرة أعوام بالتمام.
ويرى كثيرون أن الأسباب الرئيسية في تحول موقف تركيا تجاه مصر وسوريا هو الرغبة في تقليل أعداد خصومها، تخوفاً من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، سيما بعد الإنتقادات الحادة التي وجهها خلال حملته الإنتخابية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بسبب تصرفات الأخير في المنطقة وإصرار بلاده على اقتناء منظومة الدفاع الروسية “اس 400”.
كما ان هذا التغير في الموقف التركي يجري بحسب خبراء، تحسباً لتصعيد أوروبي محتمل ضد تركيا في القمة الاوروبية المرتقبة نهاية الشهر الجاري تجاه ملفات شرق المتوسط وبحر ايجة.
في المحصة، يقول محللون أتراك ان الكرة الآن في ملعب دمشق والقاهرة، فحتى الآن لم ترد القاهرة بشكل جاد على محاولات التقرب المتكررة من قبل أنقرة، بينما يرى آخرون ان القاهرة لا تكفيها الأقوال، فهي تريد من أنقرة خطوات عملية تثبت صدق نواياها تجاه مصر.
أما المعسكر السوري، وبحسب المراقبين للشأن الإقليمي فهو لا يَعِدُ أنقرة طرفاً في أزمته، معولاً على إستراتيجية توازن الردع سياسياً وعسكريا والتي انتهجها بمعية إيران وروسيا الحليفان الرئيسان له.
المصدر: العالم