هل نجح بايدن في قطع رأس القط من أول الأيام ..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يحكى أنه في غابر الأيام كان هناك عريس أمر قطة كانت تتواجد في حجلته ليلة زفافه بأن تحضر الماء له، وبالطبع فإن نتيجة عدم فهم كلام العريس وعدم تنفيذ الأمر كان قتل القطة. العروسة وبعد هذا التصرف فهمت مغزى الأمر وقرأت القصة حتى نهايتها وعرفت جيداً منذ بداية حياتها الزوجية مآل التمرد وعدم الطاعة.
رغم إن الأمثال تضرب ولا تقاس ولكن سلوك الرئيس الأمريكي جو بايدن وقصفه لمواقع الحشد الشعبي العراقي في سوريا وتأكيده على ان هذه الجماعات هي ميليشيات موالية لايران يشبه الى حد ما موقف العريس والرسالة التي أراد ايصالها في المثل السابق بل قد يطابقه طابق النعل بالنعل.
بايدن وبعد شهر من وصوله للحكم وفي اول عملية عسكرية خارجية لاستعراض العضلات ، استهدف مواقع لكتائب حزب الله في منطقة البوكمال الحدودية بين العراق وسوريا. لو تغاضينا بأن خطوة بايدن هذه كسلفه ترامب تعد انتهاكاً لسيادة العراق ، فان النقطة المهمة في هذا البين هي ان بايدن ارتكب هذه الجريمة بدون ان تتوفر لديه أي أدلة او وثائق تثبت تورط أو ضلوع المقاومة العراقية في الهجوم على مطار اربيل وكذلك المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد ، وهذا ما يضع مسؤولية الرد على هذه الانتهاكات على عاتق الحكومة العراقية.
والأمر الآخر المفروع منه هو أن إدعاء بايدن باتحاد إيران مع كتائب حزب الله ، هو ايضا لن يضفي أي شرعية على هذه الجريمة الأمريكية.
ولكن دواعي بايدن باستهداف العراقيين في سوريا لتوجيه رسالة إلى إيران فهي واضحة لعدة أسباب. أولاً.. ان بايدن يعتبر محور المقاومة مجموعة متحدة ومتشابكة تحولت خلال الأعوام الأخيرة إلى منافس وخصم قوي لأمريكا في المنطقة، وان سياسات ترامب وبشكل غير مقصود ادت الى تعزيز قدرات هذه المقاومة.
ثانياً.. ان بايدن يحاول فرض مناخ من الرعب والهلع في المنطقة منذ الأيام الأولى لتقلده سدة الحكم ، لكي تودع وتنسى شعوب المنطقة لاسيما محور المقاومة فكرة إخراج القوات المحتلة من المنطقة.
ثالثاً.. ان بايدن ومن خلال إجراءاته العنيفة هذه في ساحة إيران واليمن و… يحاول التسويق لفكرة التفاوض بما تضمن مصالح أمريكا، وبالطبع فإنه يعلم علم اليقين عدم جدوائية مثل هذه الإجراءات والخطوات.
فلو كان من القرر أن تنجح المفاوضات في ظل الضغط والعنف لكان يجب أن تنجح خلال السنوات الثلاث الأخيرة حيث تم فرض حظر خانق على إيران. ولو كان من المقرر ان تثمر هذه الإجراءات عن نتائج لنجحت في اليمن الذي تم محاصرته جواً وبراً وبحراً بشكل كامل.
ولو كان من المقرر ان تنجح مثل هذه الضغوط كان يجب ان نرى نتائجها بعد دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ ضد سوريا، ولكان من المقرر أن تنجح لنجت حين تم فرض عقوبات شاملة على حزب الله في لبنان والمقاومين المحاصرين في غزة وبالتالي مواجهة المقاومة العراقية والحشد الشعبي ببلاء امريكي الصنع تحت عنوان “داعش” و …
تبرير بايدن للهجوم على مواقع كتائب حزب الله في سوريا لغرض توجيه رسالة إلى إيران كان واهياً وباهتاً لدرجة انه ارغم على تزامنه مع إزاحة الستار عن دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول وذلك للتغطية عليها.
ولكن الأسوأ من هذا التبرير هو هاجس بايدن حيال تأثير وفاعلية مثل هذه الإجراءات. الخطأ في الحسابات أصبح أمراً عادياً وطبيعياً في أمريكا بعد وصول ترامب الى السلطة. ترامب ترك ارثاً للاجيال القادمة نابع من مفهوم ” نفّذ ثم فكّر”.
الزيارة الثانية لوزير الخارجية العراقي الى ايران في غضون شهر واحد والتي جاءت مباشرة بعد جريمة الأمريكيين في البوكمال ، هل هدفها اصلاح وتلطيف الأجواء حيال هذا الخطأ في الحسابات، ام هناك أمر آخر؟ هذا ما يجب أن ننتظر ونرى ماذا ستسربه وسائل الإعلام عن الإجتماعات.
ثم هل هذا الخطأ الذي ارتكبه بايدن سيؤثر على مستقبل الملف النووي الإيراني أم لا ؟ هذا ما يجب أن نبحث عنه في قابل الأيام. وهل الهجوم الليلي على البوكمال سيبقى بدون رد من قبل المقاومة العراقية أم لا ؟ هذا ما يجب أن نتوخاه من القرارات التي ستتخذها المقاومة العراقية.. و ..
ختاماً.. ينبغي القول إن الأمر المفروغ منه في هذا البين هو إمّا بايدن أخطا عنوان الحجلة ، او انه يفتقد للخبرة في أساليب ترهيب الخصم.
المصدر: العالم