التحالف يحشد الدعوات لوقف الحوثيين.. ومدينة مأرب على مرمى “زحف“.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
فضلاً عن المعارك الضارية التي تحسمها قوات صنعاء تباعاً لمصلحتها في محافظة مأرب، المحافظة النفطية الأولى والاستراتيجية بالنسبة للسعودية كونها أقرب نقاط التماس معها حدودياً.
يحتدم على الجانب الآخر صراع يحمل أوجهاً عدةً بين أقطاب الشرعية نفسها، ما أوجد مشهداً معقداً من الخلافات وتصفية حسابات تراكمية من الأحقاد وصلت إلى تلك المستويات نتيجة أن كل قطب أو طرف يكرس كل جهوده في ما يخدم مصالحه الشخصية، إضافة إلى تعدد الولاءات وابتعادها جميعاً عمّا يخدم اليمن، رغم أن الجميع يرفع شعار الوطن ويزايد به لتضليل العامة والأتباع المغرر بهم.
مصادر محلية في محافظة مأرب أفادت بأن الصراع المالي بين أدوات التحالف بلغ من التوتر مستوى كبيراً، حيث اقتحمت قوات الإصلاح مقر فرع البنك المركزي في المحافظة بعد محاصرته على متن أعداد من الأطقم العسكرية والعربات المدرعة، مؤكدة أن تلك القوات استولت على أموال كثيرة من داخل مقر الفرع، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء.
وجاء إقتحام قوات الإصلاح فرع البنك المركزي في مأرب ونهب أموال طائلة عقب قرار رئيس حكومة الشرعية، معين عبدالملك، بإغلاق حساب السلطة المحلية، التي يقع على رأسها المحافظ سلطان العرادة، القيادي في حزب الإصلاح، والذي يتحكم منذ سنوات في إيرادات المحافظة من عائدات النفط والغاز، ويرفض توريدها إلى فرع البنك في عدن، ومن قبلها إلى البنك المركزي في صنعاء، مستحوذاً على مليارات الدولارات على مدى السنوات الماضية، ولم يستفد من تلك الأموال سوى قيادات الحزب التي كانت تفرض سيطرتها الكاملة على شئون المحافظة.
ويرى مراقبون أن قرار معين عبدالملك بإغلاق حساب سلطة العرادة في مركزي مأرب جاء بإيعاز إماراتي، عقب توجيه وزير دفاع هادي لدائرته وزارته المالية بعدم التعامل مع توجيهات بن عزيز، رئيس هيئة أركان الشرعية الذي تولى المنصب بضغوطات إماراتية باعتباره رجل أبوظبي الأول في مأرب..
إلا أن سلطات الإصلاح لم تسمح على الإطلاق بأن يقاسمها أحدٌ ما تستحوذ عليه من ثروات المحافظة، وذكرت أنباء غير مؤكدة، أن بن عزيز الموالي للإمارات، غادر مأرب بإتجاه سيئون في محافظة حضرموت، وسط احتمالات توجهه إلى دولة عربية، بعد وصوله إلى طريق مسدود في التعايش مع سلطات حزب الإصلاح في مأرب، والتي ظلت توجه إليه الاتهامات بالخيانة والفشل في القيادة وتحمله مسئولية الانهيارات المتواصلة لقوات الشرعية أمام قوات صنعاء.
المراقبون أكدوا أن قيادات الشرعية تعيش حالة تخبط غير مسبوقة منذ وصول قوات صنعاء إلى تخوم مدينة مأرب، وانشقاق أعداد كبيرة من قياداتهم وأفرادهم، غير مستوعبين الانهيارات المتسارعة في صفوف قواتهم، الأمر الذي أوجد حالة من الصراع وتبادل الاتهامات وتوجيهها حتى لدول التحالف نفسها..
والتي بدورها لم تستوعب حتى الآن أن تخسر محافظة مأرب، فلجأت- بعد فقدانها الثقة في أدواتها المحلية- إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية واستنفار بريطانيا وأمريكا للضغط على الحوثيين من خلال توجيه دعوات الحلول السلمية والتفاوض.. أملاً في توقفهم عن إسقاط مأرب ووقف الهجمات المتواصلة بإتجاه المدينة التي أصبحت على مرمى زحف واحد لاجتياحها وإنهاء سيطرة الإصلاح والتحالف عليها.
البوابة الإخبارية اليمنية