هل من إستغلال سياسي لتظاهرات طرابلس شمال لبنان..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
مع إحتدام أزمة تشكيل الحكومة في لبنان دخل عنصر جديد وصف بالخطر على خط هذه الأزمة عبر المواجهات العنيفة التي تجري منذ أيام بين متظاهرين وقوى الأمن والجيش في مدينة طرابلس الشمالية أدت إلى سقوط عشرات الجرحى من الجانبين واستخدمت فيها قنبلة يدوية ضد دورية لعناصر الأمن لأول مرة منذ الإحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من سنة.
ويرى مسؤولون لبنانيون بأن التحركات الشعبية في طرابلس كانت متوقعة بسبب تردي الوضع المعيشي بشكل قاتل والذي لم يعد يتحمله المواطن، محذراً من محاولات لجهات معينة لتغيير وجهة التظاهرات وجر البلاد الى منحنى خطير، مؤكدين أن الجوع عندما يطرق أبواب البيوت لا يستطيع أحد أن يلوم اي إنسان ان يخرج إلى الشارع ليطالب بحقوقه هذه حقوق انسانية بالدرجة الاولى حقوق معيشية قبل ان تكون حقوق سياسية”.
وأضافوا أن ما رافق هذه التظاهرات من تعديات على المؤسسات وعلى قوى الأمن غير مقبول على إعتبار أن الحالة المعيشية اليوم للجندي والضابط وعنصر قوى الأمن ليست أفضل من حالة المواطنين”، مشيرين لا يمكن تحميل المسؤولية لعناصر قوى الأمن وان تقوم عناصر بإلقاء الحجارة او تكسير المؤسسات الرسمية هذا شيئ يتنافى وينال من قيمة الحراك او ينال من قيمة الاهداف التي يطالب بها المواطنون”.
محذرين من أن هناك جهات تتعاطى مع الأحداث لجر البلاد إلى منحى خطير يعني لا نستطيع ان نقول إن كل ما يجري على الساحة بعيد عن تدخلات من الخارج وأن أطراف سياسية تطمح لدور ما أو من الداخل اللبناني لتحريك العجلة داخل لبنان وأيضاً من اجل تصفية حساباتها مع الحكومة الحالية..
منوهين إلى أن الخوف اليوم ان تتطور الأمور لأن الفعل له رد الفعل وخاصة ان مدينة طرابلس هي من أفقر المدن على البحر المتوسط لا يجوز ان تكون العاصمة الثانية للبنان بوضع تعيس للغاية فهي تعتبر نموذجاً للقهر واللفقر والجوع في لبنان هذا غير مقبول خاصة ان في طرابلس وخاصة في الشمال هناك اكثر من شخص يستطيع ان يمول طرابلس ويساعد الشعب الطرابلسي بالكم الهائل من الاموال التي يملكها لتحسين الظروف المعيشية”.
وأكد المسؤولون أن المواطنين في طرابلس يثورون ويتحركون ضد سلطة فاشلة ضد نظام وطبقة سياسية اثبتت فشلها منذ عقود طويلة، لا يمكن للنظام ان يعود ويستنسخ نفسه، الوعود لم تعد تنفع لم يعد المواطن يصدق كلام مسؤول سياسي لبناني ولا باي شيئ”.
وعلى المقلب الآخر حذر قياديون لبنانبون من عملية إستغلال قد تحصل لهذه التظاهرات، مطالبين قوى الأمن بالتدخل والتحقق مما يتم تداوله عن ان هناك تدخلات أم لا، مؤكدين ان ما يجري في طرابلس هي تظاهرات مطلبية بسبب ارتفاع نسبة الفقر الموجودة في المدينة وفي عموم منطقة الشمال وكذلك بسبب ارتفاع نسبة الكثافة السكانية على مستوى متوسط اعداد افراد الاسرة في لبنان وبسبب الحرمان من ابسط مقومات الحياة”.
ويرون أن أية محاولة لتوصيف الوضع بأنه أمني او سياسي هو في الحقيقة طعن لحقوق المتظاهرين وللحق الشرعي بحياة كريمة وتأمين لقمة العيش، فإن عملية التضخيم ما هي إلا عملية إنكار لجوهر المشكلة الإجتماعية، مضيفين نحن ذاهبون الى منزلقات خطيرة مشدداً اذا بدأت اليوم في طرابلس والشمال فنحن ذاهبون حكماً الى بقية المناطق اللبنانية لأن هذه الطبقة المقررة في السلطة اللبنانية الآن منسلخة عن الواقع تعيش وكأنها في مرحلة ترف سياسي في حين اننا بحالة طوارئ انسانية وحياتية واجتماعية وصحية بكل ما للكلمة من معنى”.
وأشاروا عندما تضعف مناعة الجسم اللبناني عندما يستقيل أهل السلطة واهل السياسة من مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية والانسانية يؤدي إلى إستدعاء لعناصر الشر اياً تكن خلفيتهم للاستفادة من هذا الواقع، مؤكدين لو كانت هناك سلطة وتقوم بمهامها لن تجد عناصر الشر والتخريب ملاذا امنا لها في لبنان.
ويرجح القياديون انه اذا ما استمرت الاوضاع على ما هي عليه ولم تحل الأمور ستتوسع دائرة التظاهرات وستحصل في مناطق اسوء بكثير مما يحصل في طرابلس لانه سيكون فلتان شامل وعام، نافين ان تكون التظاهرات الاحتجاجية في لبنان ناتجة عن تدخلات امنية بحتة ويرى انها ناتجة عن اوضاع اقتصادية يعيشها المواطنون في مدينة طرابلس.
ما رأيكم:
- ما هي طبيعة التظاهرات التي تشهدها مدينة طرابلس في شمال لبنان؟؟
- لماذا تطورت الأحداث في طرابلس إلى مواجهات عنيفة مع الجيش ؟؟
- هل من جهات معينة تقف خلف هذه الاحتجاجات وتحاول حرفها عن مسارها؟؟
- هل من رابط بين المخاض العسير لتشكيل الحكومة وعودة التظاهرات من جديد؟؟
المصدر: العالم