تركيا، قسد، شمال سوريا وبايدن..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
بفضل الأكراد المعروفين بـ”قسد” يعود أهالي الحسكة شمال شرق سوريا إلى المعاناة من العطش والجفاف والحرمان مجدداً منذ أيام، وبالتزامن مع ذلك تحترق المناطق الواقعة شمال غرب سوريا (عفرين بالأمس و إعزاز اليوم) بالنيران بين حين وآخر بفضل الإحتلال الترکي، وما حدث بالفعل من هذين الحدثين أوصلا الشعب السوري إلى نتيجة مفادها أنه يجب انتظار حدث دموي مفاجئ في أي لحظة.
في غضون ذلك فإن شمال سوريا يتوجه بطرف عينه الى المقيم الجديد في البيت الأبيض علی نحو لا يدری معه مصيره وبالطبع ينتظر عملية مثلما حدثت في حلب وسائر مناطق سوريا وهي نهاية علی 10 سنوات من الأزمة المفروضة علی هذا البلد.
وفي هذه الأثناء فإن کلا من ترکيا وقسد ينظمان خططهما وسياساتهما وفق النظرة المستقبلية لبايدن إلی هذه المنطقة بالذات. تحاول تركيا ، رغم قلقها بشأن سياسات بايدن، تعزيز مكانتها في المنطقة.
من وجهة نظر تركيا ، في أي مفاوضات بشأن سوريا، يجب أن تملك لها اليد العليا خلف طاولة المفاوضات. ومن ناحية أخرى ، فإن “قسد” الواثقة من دعم بايدن تحدد مسارها مع خطط البقاء في هذا الجزء ، وتحقيق الحکم الذاتي.
يتذكر أردوغان أن بايدن لم يدعمه في إنقلاب 2016؛ كما يتذكر أنه لم يستطع إعادة “فتح الله غولن” المعارض التركي الكبير من الولايات المتحدة إلى تركيا، کما يدري أيضًا أن سياساته بشأن التقارب مع روسيا، وسياساته التوسعية خاصة في شرق البحر الأبيض المتوسط وما إلى ذلك، مما لا یرضی بها بايدن.
ولهذا فهو يدعو إلی التقارب مع “إسرائيل” منذ أيام وبالتزامن مع ذلك يبذل جهده لکي يثبت موطئ قدمه في مختلف المناطق بما فيها أذربيجان وليبيا واليمن والأهم من کل ذلك سوريا.
من ناحية أخرى ، فإن الأكراد ، مثل تركيا ، مع الرأي القائل بأنه ربما في ظل حكومة بايدن قادرون على تحقيق وعود ترامب المتغيرة باستمرار ، ولهذا فإنهم لا يألون أي جهد بهذا الشأن. ولنتذکر أن ترامب أعاد النظر في سياساته عده مرات بشأن الدعم لأکراد شمال سوريا رغم أنه فضل في نهاية المطاف أن يستمتع بهم باعتبارهم حراسا معوزين من أجل الحفاظ علی مصالحه شمال سوريا إلی جانب الروس.
وفي ظل هذه الظروف وبالنظر إلی إعلان بيترسون عن إخفاقه في الاجتماع الخامس المسمی بالدستور السوري من جهة، و الاقتراب من إنتخابات الرئاسة في سوريا من جهة أخری، ودعم بايدن لأکراد قسد وخلافاته مع أردوغان من جهة أخری وأخيراً تضارب مصالح روسيا وأمريکا في سوريا في ظل هذه کلها یمکن توقع ما حدث في حسکة أو ما عانی منه أهالي عفرين وإعزاز خلال الأيام الأخيرة بدايةً لإشعال نار لا يمکن إخمادها في القريب العاجل.
المصدر: العالم