على أمريكا أن تتفاوض مع “إسرائيل“ والسعودية وليس مع إيران..!
أبين اليوم – متابعات
ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي في إيران، مجتبى ذو النور، في لقاء خاص مع قناة “العالم” الإخبارية “من ان مجلس الشورى الإسلامي تأخر في التعاطي مع إنسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الإتفاق النووي.
وما كان يجب إهدار الوقت، وكان علينا ان نتراجع عن تطبيق تعهداتنا المنصوص عليها في الإتفاق حتى يلتزم الجانب الآخر بتعهداته ويطبقها”. يبدو أنها اللغة الوحيدة التي يفهمها الأمريكيون، جمهوريون وديمقراطيون.
ذو النور، إعتبر اللغة التي تعاملت بها الحكومة الإيرانية حتى الآن مع الجانب الآخر، مثل منحه فرصه ، وتحذيره بشكل متكرر، من أجل أن يحترم تعهداته، أو كي لا نُتهم مستقبلاً بأننا لم نلتزم بالاتفاق النووي، هي لغة لا يفهمها الجانب الآخر، لأنها لغة الأخلاق، بينما اللغة التي يفهمها هي لغة التجارة او لغة القوة..
لذلك قررنا ان نعاملهم بنفس الأسلوب الذي يتعاملون به معنا. ومن الآن وصاعداً سندافع عن مصالحنا بكل قوة، ولن يكون هناك تراجع، وعلى الجانب الآخر أن يتخذ خطوات يكسب بها ثقتنا، ولن ننظر نظرة تفاؤل في التعاون مع الجانب الآخر بعد الآن.
من الواضح، أن قرار الحكومة الإيرانية في تنفيذ “قانون إلغاء الحظر والحفاظ على مصالح الشعب الإيراني”، لا رجعة فيه، بل بات تنفيذه ضرورة ملحة، بعد الخطاب المتعجرف لوزير خارجية بايدن، انتوني بلينكن، الذي دعا فيه إيران الى الإلتزام بالاتفاق النووي، وضرورة التفاوض على إتفاق جديد يشمل قضايا غير نووية، وان بلاده ترى أن الأمر بحاجة إلى مزيد من الوقت.
على بلينكن، الذي ظهر وكأنه ليس في عجلة من أمره اتكالا على العقوبات التي فرضها ترامب على إيران، الا يلومن إلا نفسه، عندما توقف ايران العمل بالبرتوكول الاضافي، وفقا لقانون رفع الحظر الذي اقره مجلس الشورى، والذي يشتمل على خطوتين الأولى بدأت قبل 23 فبراير وتشتمل على بناء ونصب أجهزة الطرد المركزي المتطورة والتي نفذتها منظمة الطاقة الذرية الايرانية بكاملها..
والثانية التي ستنفذ بعد 23 فبراير، وستشتمل على وقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الاضافي.
من اجل الا يكون الرد الايراني، على اول موقف فاشل لوزير خارجية بايدن في التعامل مع ايران، محصورا في الكلام فقط، قام رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف بزيارة الى مجمع الشهيد علي محمدي للتخصيب اليورانيوم (فوردو) يوم الخميس الماضي، واعلن من هناك ان زيارته الى الموقع تاتي في اطار الاشراف الميداني على تنفيذ قرار مجلس الشورى الاسلامي، واالاطلاع على تنفيذه خطوطة خطوة، ومن بينها عملية التخصيب بنسبة 20 بالمائة.
تصريحات المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي التي اعلن فيها ، أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستشهد نصب 1000 جهاز للطرد المركزي من طراز(آي آر تو إم) في منشأة نطنز، وان ايران تمتلك الان 17 كغم من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة، جاءت في سياق، التحرك الايراني العام، في مخاطبة، اطراف لا تفهم، الا لغة القوة، وهي اللغة الوحيدة التي ستجبر امريكا للعودة الى الاتفاق النووي، وستجبر الاوروبيين للتفكير باستقلالية، ولو نسبيا، عن السياسية الامريكية، وفي حال لم تتحقق هذه العودة، ستكون ايران في حل من كل التزام بالاتفاق النووي.
ان اول كبوة لبلينكن مع ايران، والمتمثلة بالشروط التي وضعها لعودة امريكا للاتفاق النووي، ستُكون لها تداعيات وخيمة على امريكا وعلى اتباعها من الاوروبيين، اذا لم يحاول بلينكن ان يتفادها بأسرع وقت، وأبرز هذه التداعيات، تغيير في مستوى التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث سيعود التعاون الاستثنائي الحالي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مستوى التعاون العادي.
اذا كان بلينكن يأمل، ان يتوصل الى اتفاق نووي جديد، يشمل البرنامج الصاروخي الايراني وسياسة إيران الاقليمية، اعتمادا على العقوبات التي فرضها ترامب على ايران، فمن الافضل ان يتفاوض مع “إسرائيل” والسعودية وليس مع إيران. فإيران، لن تتفاوض من جديد على اي اتفاق، ولن تقبل بغير الاتفاق النووي الذي ابرمته مع مجموعة 5+1. وهي بالمناسبة لم تخرج منه حتى تعود اليه. كما ان السياسة الاقليمية لإيران، امر يخصها هي، أما برنامجها الصاروخي ، فذاك خط أحمر، واما الوقت الذي يراهن عليه بلينكن، فهو ليس في صالح أمريكا بل في صالح إيران.
المصدر: العالم