لماذا وكيف وصلت الأمور إلى هذا المنحى الدراماتيكي والخطير في المحافظات الجنوبية المحتلة..!
بقلم/ سمير المسني
بينما تتسارع الأحداث وبوتيرة عالية نحو المجهول جراء تفاقم الأوضاع المأساوية في المحافظات الجنوبية المحتلة والتي تنبئ باقتراب أوضاع أكثر كارثية..
فالمستجدات على الواقع خطيرة للغاية فظاهرة التصعيد والتحشيد العسكري الجارية على قدم وساق في جبهه أبين وحالة الإنفلات الأمني المتدهور يومياً مروراً بازدياد حملات الاعتقال والمداهمات.. واستمرار مسلسل الاغتيالات بالإضافة إلى عودة ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية وتدهور مستوى معيشة شعبنا في تلك المحافظات..
كل تلك المؤشرات ماهي الا سيناريو ومخطط واجندات تتبعها قوى العدوان والإحتلال “الإماراتي والسعودي” لترتيب أوراقها لغرض إحكام السيطرة على مقدرات شعبنا في الجنوب وذلك من خلال نشر تلك الفوضى العبثية..
وهنا علينا أن نتوقف قليلاً ونتسائل لماذا وكيف وصلت الأمور إلى هذا المنحى الدراماتيكي والخطير؟
الإجابة على هذا السؤال سهلة وواضحة للعيان فمنذ بدء العدوان على بلدنا وما قبله عمدت القوى الاستعمارية “بريطانيا وامريكا وإسرائيل” عل وضع سيناريو تم التخطيط له في مطابخ تلك الدول لغرض تحييد دور القوى الوطنية الفاعلة “أنصار الله” التي أصبحت تشكل الرقم الصعب في المعادلة السياسية والعسكرية منذ البدء والتفاف أغلبية شرائح المجتمع اليمني حول تلك القوى “أنصار الله”.
الأمر الذي أصاب القوى الاستعمارية واذنابهم “الإمارات والسعودية” ومرتزقتهم في الداخل بالهلع.. فسارعت وبعجالة إلى تنفيذ ذلك السيناريو الذي اجهض منذ بدايته بفعل الوعي الإيماني والفكري وخصوصاً لدى أوساط الجماهير وتحديداً في المناطق التي وصلها ذلك الفكر المتطور عبر قيادات إيمانية جهادية كانت أساس لبدء حركة تغيير نمطية في المجتمع “السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي”..
وكانت بداية إنعتاق للتخلص من سياسة الارتهان للخارج..
وبالمقابل سارعت تلك القوى الاستعمارية واذنابهم إلى إتباع سياسة أخرى تمثلت بدفع قوى العمالة والارتزاق في الداخل لمواجهة ذلك المد الإيماني الجهادي التحرري.. وبعد استتباب الأمور لتلك القوى المعادية لشعبنا في بعض المحافظات.. تحديداً المحافظات الجنوبية المحتلة..
عملت وعلى مراحل على إذكاء روح المناطقية واتباع سياسة “فرق تسد” لخلخلة النسيج الإجتماعي في تلك المحافظات وبالفعل تمكنت من تحقيق وتوطيد سيطرتها بسبب الارتهان المطلق لقيادات المرتزقة في الداخل..
لتبدأ المرحلة الثانية من ذلك السيناريو الذي خطط له بعناية وهي مرحلة إيجاد أرضية مناسبة لخلق صراع دموي “جنوبي- جنوبي” من خلال إثارة الفتن والنعرات المناطقية عن طريق أساليب ممنهجة ومدروسة تمثلت “باتفاقية الرياض”..
تلك الاتفاقية التي ولدت ميتة تبعها عودة حكومة المرتزقة إلى عدن لتبدأ مرحلة أخرى جديدة من الاقتتال الشرس بين أطراف الصراع “حكومة الفنادق والمجلس الانتقالي” ويلاحظ ذلك جلياً في التحشيد وإعادة التمترس في جبهة أبين.. “لكلا الطرفين” في ظل غياب ما تسمى بلجنة التهدئة السعودية التي ومن خلال مبرر التفجير الأخير بالقرب من موقع عمل تلك اللجنة “الافتراضية” في أبين..
والتي لم تسفر عن أي إصابات لتترك الباب مفتوحا على مصراعيه لبدء الاشتباك الأخير ( حسب تقديري ) لتدمير ماتبقى من القدرات العسكرية لأطراف النزاع هناك.
كل تلك المعطيات التي افرزتها تلك المرحلة تحتم علينا كأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني مناهضة للعدوان والاحتلال مراجعة مواقفنا وتدارس الأوضاع ومعالجتها من خلال مصفوفة متكاملة من الثوابت والروئ السياسية تتناسب مع المستجدات الأخيرة والابتعاد عن وضع أطروحات غوغائية لا تمت للواقع بصلة ؛ كما علينا استنباط ديناميكية فعالة للتعاطي مع الواقع ومفردات الحل السياسي لإنهاء ذلك العبث الواقع على شعبنا في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وفي المحور الأخير على قيادة الدولة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ إلى سرعة استيعاب المتغيرات وتصحيح المفاهيم والأخطاء والبدء الجاد والهادف في البدء بحركة تغييرات جذرية بعد نتائج الإنجاز والتقييم لأهداف الرؤية الوطنية “المحور الأخير تم اقتباسه من منشور للبروفسور عبدالعزيز – الخبير الاقتصادي وأستاذ الإدارة والتنظيم”.
سمير المسني:
– المعاون بمكتب المستشار البروفسور عبدالعزيز الترب لشؤون المحافظات المحتلة..
– وعضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي.