“ترجمة“| نيويورك تايمز: الحملة ضد اليمن تناقض شعارات إدارة ترامب وتدفعها إلى دوامة باهظة الثمن..!

5٬892

أبين اليوم – ترجمة 

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الحملة العسكرية ضد اليمن تخالف الأهداف المعلنة لإدارة ترامب بشأن التخلص من الحروب الخارجية المفتوحة، مشيرة إلى أن ترامب مخطئ في اعتماده القوة العسكرية في مواجهة قوات صنعاء، وأن فشله في تحقيق الردع سيضعه في نفس المأزق الذي واجهه أسلافه في الشرق الأوسط والمتمثل بخيار: التراجع أو المخاطرة بالتصعيد.

ونشرت الصحيفة، نهاية الأسبوع الفائت، تقريراً جاء فيه أن “الرئيس ترامب تولى منصبه واعداً بفك ارتباط الجيش الأمريكي بحروبه الباهظة والممتدة في الشرق الأوسط، ولكن بعد ثلاثة أشهر، ها هو ينخرط في نفس النوع من الحملات العسكرية المفتوحة التي أزعجت أسلافه، والتي تحمل في طياتها احتمال اندلاع حرب أوسع نطاقاً”.

وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد اليمن والتي يشرف عليها وزير الدفاع بيت هيجسيث “لم تفشل حتى الآن فقط في استعادة حركة المرور المنتظمة عبر الممر البحري الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، بل دفعت أيضاً بإدارة ترامب إلى دوامة باهظة، قد تتصاعد، ويصعب معها إخراج القوات الأمريكية يوماً بعد يوم”.

وأضافت أن “العملية العسكرية تظهر أن الولايات المتحدة لم تُرسخ بعد سيطرتها الجوية على البلاد، على الرغم من مئات الغارات الجوية التي تُعرّض الطيارين للخطر أثناء شنّهم هجمات روتينية ضد قوات الحوثيين”.

وبحسب الصحيفة فإن “استعادة النشاط البحري الروتيني في البحر الأحمر ستكون شبه مستحيلة بدون إبعاد الحوثيين عن السيطرة على طول الساحل الغربي للبلاد، فالحوثيون، في نهاية المطاف، يتعرضون للقصف منذ أكثر من عقد، وتناوبت المملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة- في عهد ثلاثة رؤساء أمريكيين- على قصفهم جواً، وشن السعوديون عشرات آلاف الغارات الجوية على الحوثيين على مدى سبع سنوات، كجزء من حملة أسفرت عن مقتل ما يُقدر بـ 377 ألف شخص في اليمن، إلا أن سيطرة الحوثيين على الساحل أثبتت صمودها”.

واعتبر التقرير أن “ترامب، كغيره من الرؤساء، مخطئ في افتراضه أن التفوق العسكري الساحق سيُفضي إلى نهاية سريعة وحاسمة، ونظراً لعجزه عن دحر الحوثيين بالقوة الجوية وحدها، سيواجه قريباً القرار الخاسر نفسه الذي أربك أسلافه في الشرق الأوسط: التراجع أو التصعيد”.

وبشأن دوافع الحملة ضد اليمن، قال التقرير إن “الإدارة تصر على أن المهمة ضد الحوثيين تضع المصالح الأمريكية في المقام الأول، لكن سجلات دردشة سيجنال، التي نشرتها مجلة ذا أتلانتيك الشهر الماضي، كشفت عن شكوك نائب الرئيس جيه دي فانس بشأن العملية، حيث كتب في 14 مارس أي قبل يوم من بدء الضربات: أعتقد أننا نرتكب خطأً”.

وحول تناقض مواقف مسؤولي إدارة ترامب بشأن اليمن، ذكّر التقرير بأن “مسؤولين كباراً آخرين انتقدوا المهمة علناً عندما وجّه الرئيس جو بايدن، بدلاً من رئيسهم، عدداً أقل من الضربات في اليمن، حيث صرّح مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الحالي للسيد ترامب، لصحيفة بوليتيكو في أغسطس قائلاً: نحن ننفق عشرات المليارات من الدولارات على ما يُعادل في الواقع مجموعة من الإرهابيين”.

ونقل التقرير عن إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات، قوله في يناير 2024 بشأن هجمات إدارة بايدن على اليمن: “إنها علامة حقيقية على مدى انحراف سياستنا الخارجية عن مسارها الصحيح، أن نشن الآن هجمات عسكرية مستمرة في اليمن، بدون أي أمل حقيقي في فعاليتها”.

وبحسب الصحيفة فإن “جزءاً كبيراً من الترسانة المتراكمة حول اليمن سُحب من آسيا، بعد أن وسّعت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة قواعدها العسكرية ونقلت أسلحةً تحسباً لصراع محتمل مع بكين، وهذا الشهر، صرّح الأدميرال البحري صموئيل جيه. بابارو، المشرف على القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، للكونغرس بأن كتيبة كاملة من نظام الدفاع الصاروخي (باتريوت) التابع للجيش الأمريكي نُقلت مؤخراً من اليابان وكوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، وقال إن ذلك استلزم 73 رحلة شحن جوية”.

وتابعت: “هنا، مرة أخرى، تتعارض مهمة اليمن مع الأهداف المعلنة للإدارة، فقد صرّح الوزير هيجسيث لحلفائه الآسيويين بأن الولايات المتحدة ستركز على كفاحهم ضد العدوان الصيني، ويعتبر ترامب أحدث قائد عام يصل إلى البيت الأبيض واضعاً نصب عينيه الصين، لكنه يُغيّر مساره”.

واختتم التقرير بالقول: “إذا تعلمنا شيئاً خلال ربع قرن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فهو أن الرئيس لا يستطيع التخلص من مشكلة ما بالقصف”.

المصدر: يمن إيكو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com